وتر حزين وروايات تحلّق في فضاء الفجيرة لشاعر وعاشق

بدأ الموسم الثقافي للفجيرة للعام 2011، هي جملة واحدة تضم بين طياتها العديد من الفعاليات التي جعلت من الفجيرة مدينة ثقافية وسياحية في آن معا، فبدءا من الربابة وانتهاء بالمونودراما مواسم مسرحية متنقلة وأمسيات شعرية وغيرها من التي ستجذب نجوما وفنانين وكتاب ومثقفين وأعلاماً من العالم إلى تلك الإمارة التي تداعب المحيط بوعورة جبالها وجمال طبيعتها.

وكما يقول الشاعر محمد الضنحاني، نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام: لقد أسسنا بنية تحتية صلبة كتلك الجبال المحيطة بنا وأردنا أن ننطلق من الفجيرة لنعانق ثقافات العالم ولنجعل اسم الإمارات يحلق عاليا لدينا الكثير مما نتحدث عنه في المستقبل القريب، فقط نحتاج لبعض الوقت وكل ما يتحقق من نجاح هو بفضل التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ودعمه اللامحدود للفعاليات والأنشطة التي تعنى بالثقافة والفنون عربيا ودوليا.

ومع ملتقى الفجيرة الثاني للربابة بدأت الرحلة لهذا الموسم حيث شهد سمو الشيخ راشد بن حمد بن محمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام انطلاقة فعاليات هذا الملتقى وبرعاية من سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، في قلعة الفجيرة الأثرية التي كانت في أوج تألقها وجمالها بعد أن تم الاستفادة من سفحها وتعبيده لاستقبال فعاليات المهرجان وبتحسينات تظهر الجانب التراثي للحدث.

حيث تمت الاستعانة بالإضاءة لجعل المكان قريبا من فضاء الحدث ضمن ما يمكن أن نسميه الترويج الثقافي للواقع السياحي للفجيرة ولعل خبرا رئيسيا حصل عليه «الحواس الخمس» يجعل محيط قلعة الفجيرة مكانا لاحتفالية كبرى تقدم فيها حفل افتتاح مهرجان الفجيرة الدولي للمونورداما مع نهاية هذا العام ضمن ما سماها محمد سيف الأفخم مدير المهرجان أضخم الاحتفاليات المسرحية العربية .

وبالعودة إلى ملتقى للفجيرة للربابة يبدو أن نجاح هذا الملتقى في الدورة المقبلة قد اسهم بشكل أو بآخر في جعل هذا الملتقى سنويا حيث يتاح لكل عشاق هذا اللون الموسيقي التراثي الخاص ان يلتقوا كل عام بعازفين جدد، وكشف ابرايهم علان، المدير التنفيذي لـ«الحواس الخمس» أن هيئة الفجيرة تلقت اتصالات كثيفة على مدار العام منن العازفين بهدف الاستعلام عن الدورة الثانية من هذا الملتقى .

ولا يفوت الملتقى فرصة الاستفادة من أحد أعلام الفن العربي في هذا الإطار دون أن يستفيد منه ويدعوه للاستفادة من خبرته وهذا ما فعله مع الشاعر العربي الكبير عبد الرحمن الأبنودي حيث وجه الأبنودي في مستهل هذا اللقاء كلمة متلفزة وجهها لجمهور الفجيرة ولعشاق آلة الربابة مستعرضا فيها علاقته مع هذه الآلة وتطوراتها ومستفيدا من الأسطورة الشعبية لأبي زيد الهلالي التي برع في تقديمها الأبنودي منذ نحو نصف قرن وحتى الآن بمرافقة آلة الربابة الصعيدية التي عكست الجانب التراثي لهذه الرواية .

ولعل آلة الربابة تمثل قيمة كبيرة الدلالة في الإرث الموسيقي العربي لأنها تعتبر التطور الحقيقي والموضوعي لآلة الكمان التي انتشرت في دول العالم وبمتابعة جذور النشأة الأولى لها يمكن للمرء أن يتابع الدراما التي ترافقت مع هذه الآلة والحكايات التي كانت ترافقها ألحان حزينة وقصص العشق والحب والحياة والموت التي تجملت بما يصدر هذا الوتر الوحيد وخيال شاعر مرافق .

وشارك في الملتقى 15 عازفاً من 12 دولة، فضلا عن ستة باحثين يقدمون أوراق عمل حول الربابة وتاريخها وعلاقتها بالموسيقى العربية .

كذلك شارك العازف التركي الشهير سليل رفيق كايا في تقديم معزوفات على آلة الربابة التركية ضمن توجه بالاستفادة مما هو عالمي في هذا السياق ، وشهد الملتقى كذلك مشاركة دول جديدة مثل تونس واليمن، إضافة إلى الأردن، سوريا، العراق، السعودية، قطر، سلطنة عمان، الكويت ودولة الإمارات .

وقدمت فرقة المهابيش الأردنية حفل الافتتاح عقب المراسم الاحتفالية حيث قدمت بعضا من المعزوفات التراثية العربية القديمة ذات الصلة ببيئة البادية، وقد اختصت هذه الفرقة بإحياء العادات والتقاليد القديمة التي تعود بجذورها إلى التاريخ القديم ونشأة الربابة.

 

ما سر غياب العازف العماني ..؟

في الوقت الذي حضر فيه حفل الافتتاح معظم العازفين والباحثين المشاركين في المهرجان إلا أن غياب العازف العماني أثار التساؤل وجاء الرد أنه موجود في عمان ولم يصل لأنه لم يغادرها قبل الآن ولا يعرف وسيلة نقل توصله إلى الفجيرة.

ولكن أكد لنا المدير التنفيذي للهيئة إبراهيم علان أنه سيصل مساء اليوم الثاني للمهرجان، ويضاف هذا الخبر الطريف إلى سلسلة أخبار طريفة أخرى شهدها الموسم الأول من هذا المهرجان لعازفين لم يكن لديهم جوازات سفر أو لم يركبوا الطائرة قبل الآن، وثمة قصة تشير الى ان احد العازفين جاء محملا بالمعلبات الغذائية ظنا منه أماكن إقامته قد لا يكون فيه طعام!

المصدر : البيان 3 فبراير 2011