الفجيرة تزف عرسانها إلى جنات الخلد

355 (2)
أدى سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة أمس في مسجد شهداء القوات المسلحة بضاحية مريشيد، صلاة الجنازة على الجثامين الطاهرة لشهداء الوطن الذين ارتقوا إلى العلا أمس الأول مع الشهداء من جنودنا البواسل المشاركين ضمن قوة التحالف العربي في عملية إعادة الأمل باليمن.

أدى الصلاة بجانب سموه الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي والعميد محمد أحمد بن غانم الكعبي القائد العام لشرطة الفجيرة، وسالم الزحمي مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة وعدد من قيادات ومنتسبي القوات المسلحة والشرطة وجموع غفيرة من المواطنين والمقيمين، سائلين الله تعالى الرحمة لشهداء الوطن وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.
وأعرب سمو ولي عهد الفجيرة عن خالص تعازيه ومواساته لأسر الشهداء الأبرار، مؤكداً أن أبناءهم الشهداء هم أبناء للوطن كله وهم مبعث فخر واعتزاز وقد سطروا ببطولاتهم تاريخا مجيدا للإمارات فسيجوا حدودها بدمائهم الطاهرة ورفعوا رايتها عالية.
وقال سموه: «لقد صدق شهداؤنا ما عاهدوا الله عليه وآمنوا بعدالة القضية التي خرجوا من أجلها وأدوا أمانة الوطن وقدموا المثل والقدوة في التضحية وهم يستحقون اليوم أن نقف إجلالا وإكبارا أمام جثامينهم الطاهرة ونعاهدهم أن تبقى راية الوطن خفاقة وأن نواصل المشوار حتى تحقيق الهدف الذي خرجوا من أجله بإعادة الأمل إلى ربوع اليمن الشقيق».

كان سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، يرافقه الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي في استقبال الجثامين الطاهرة لشهداء الوطن من أبناء إمارة الفجيرة الذين استجابوا لنداء الواجب الوطني وقضوا فداء للوطن وعزة رايته وذلك بمطار الفجيرة الدولي ظهر أمس.
وجرت المراسم العسكرية الخاصة لاستقبال جثامين الشهداء على أرض المطار بحضور عدد من ضباط القوات المسلحة والشرطة ومسؤولي الفجيرة.

حزن الأب المكلوم

موجة حزن عميقة انتابت والد الشهيد نقيب محمد سعيد راشد الصريدي بمنزله بمنطقة وادي السدر حالت دون إسهابه في الحديث مكتفياً بقول «ابني شهيد للوطن… لله ما أعطى ولله ما أخذ إنا لله وإنا إليه راجعون».

وقال شقيق الشهيد سالم سعيد الصريدي: أبلغنا بعض زملاء الشهيد بأنه مصاب، بعدها أبلغونا باستشهاده.
ويضيف: الشهيد يتوسط في الترتيب بين 5 أشقاء كان محبوباً من الجميع طيب القلب، لطيف المعشر يتميز بشبكة علاقات مجتمعية متميزة، هو متزوج ويقيم معنا بالمنزل وله 3 أبناء غانم 4 سنوات، حمدان 3 سنوات، جابر سنة، الشهيد برتبة نقيب التحق بالقوات المسلحة عام 2003، وسافر إلى اليمن بحماسة كبيرة قبل أسبوع فقط من استشهاده.

ابني بكل فخر شهيد

بثبات غير معهود في هكذا مواقف قال والد الشهيد خليفة عبدالله محمد الصريدي لمحرر الخليج الذي زاره في منطقة الحلاة، ابني بكل فخر شهيد، وكلنا فداء للوطن الغالي، لبى ابني ببسالة نداء الواجب وطاعة ولي الأمر باعتبارها من طاعة الله، استشهاده أمر الله، ونحن بدورنا على استعداد لتقديم أرواحنا انا وأبنائي ال7 من اجل الوطن والقيادة الرشيدة.

ويضيف والد الشهيد: ابني عمل ضابط صف بالقوات المسلحة لمدة 8 سنوات، وسافر إلى اليمن قبل أسبوعين تقريباً، وكان آخر اتصال له يوم الخميس بدا فيه منشرحا وسأل بلهفة عن الأسرة الكبيرة والصغيرة، والشهيد متزوج ولديه 3 أبناء زايد 5 سنوات، مايد 4 سنوات، وغلا سنتين، ويتوسط 7 من أشقائه.

الاتصال الأخير

في الطويين استشهد خليفة اليماحي وابن أخته راشد، وبرغم عظمة الفقد إلا أن أسرتيهما وأعيان القبيلة كانوا فخورين باستشهادهم في سبيل العزة والكرامة. يقول المواطن أحمد راشد اليماحي شقيق الشهيد خليفة راشد اليماحي، إن أسرته تلقت نبأ استشهاد «خليفة» بفرح كونه استشهد دفاعاً عن الوطن وصون الحقوق، موضحاً أنه تلقى آخر اتصال من شقيقه مساء يوم الأربعاء وكان بصحة جيدة، واطمأن على أطفاله الخمسة، محمد 14 سنة، سعيد 12 سنة، مايد 3 سنوات، منى 13 سنة، وسارة 7 سنوات، وأكد أحمد اليماحي أن استشهاد شقيقه وسام فخر لجميع أفراد أسرته وأبناء الإمارات عموماً.

قبضة القلب

قالت فاطمة سعيد أخت الشهيد جاسم السعدي عريف أول بالقوات المسلحة، إن أخاها الشهيد غير متزوج وهو أكبر إخوانها الذكور، حيث يبلغ من العمر 24 عاماً.

وتابعت: إن الشهيد كان يشعر بقرب أجله، إذ سافر لتأدية واجبه في اليمن ولم يودع أي فرد من أفراد عائلته، ولكنه قبل ليلة استشهاده اتصل بنا في تمام الساعة الحادية عشرة مساء يوم الخميس وتحدث إلى أسرته كاملة، ولم يترك فرداً دون أن يحادثه أو بالأحرى يودعه، مبينة أن هذه المكالمة هي التي أثارت الرعب في قلوبهم على فقدانه. وذكرت شقيقته أنه اشترى سيارة جديدة قبل سفره بفترة قصيرة، وأوصى في مكالمته الأخيرة ببيعها لبناء مسجد.

آل الخديم

ومن شهداء مدينة دبا الفجيرة البطل الشهيد وليد أحمد الخديم 34 عاماً، استشهد في اليمن بعد سلسلة من المشاركات العسكرية في كل من البحرين وأفغانستان وغيرهما من الدول، ولديه سبعة من الإخوان كلهم من منتسبي القوات المسلحة.

يقول المواطن حارب أحمد الخديم شقيق الشهيد وليد الخديم، إن الله قد أكرم أخي بحسن الخاتمة وبالشهادة التي يستحقها، كان طيبا خلوقا محبوبا بين الأهل والأصحاب. ويضيف: في السابق كنا نسمع عن استشهاد أحد أبناء الوطن ونشعر بالحزن قليلاً ولكن الشعور بالفرح والفخر يكون أكبر، مؤكداً أن طاعة ولي الأمر واجب خصوصاً أن الدولة تمد يدها لمساعدة المحتاجين في كل أنحاء العالم. والشهيد يحتل الترتيب الثاني بين 8 أشقاء، متزوج وله دنا 7 سنوات وأحمد 5 سنوات.

الأخوان

دفع انضمام راشد للقوات المسلحة شقيقه حامد لاقتفاء أثره في سلك الجندية فتزاملا في الدنيا جنوداً بواسل وترافقا شهيدين إلى الجنة بإذن الله، وسافرا متلازمين الى اليمن، وعادا بعد أسبوعين من المهمة الجسورة براية الشهادة. يقول شقيقهما عبدالله محمد عباس البلوشي إن شقيقيه التحقا بالخدمة العسكرية منذ سنوات طويلة، وشاركا في مهام خارج الدولة.

وأضاف عبدالله أن شقيقه الشهيد راشد يبلغ من العمر 34 عاماً التحق بالخدمة العسكرية منذ أكثر من عشرين عاماً، وكان مخلصاً لعمله ولديه روح عالية تجاه الوطن، وكان مبادراً الى مساعدة الآخرين والوقوف بجانبهم.
أما شقيقه حامد الذي التحق بالخدمة العسكرية منذ أكثر من 18 ويصغر شقيقه الشهيد راشد بعامين، لديه 5 أبناء أكبرهم عائشة ابنة العاشرة يليها محمد وعبدالله وشما وزايد.

فداء للوطن

قالت سليمة محمد حامد والدة الشهيدين حامد وراشد محمد عباس البلوشي من منطقة طريف بمدينة كلباء: قدمت فلذتي كبدي فداء للوطن وللذود عن كل بيت إماراتي، واعتز بنيل أبنائي شرف الشهادة، على الرغم من افتقادي لهما كثيرا.

من جانبها، قالت ميعاد محمد زوجة الشهيد حامد عباس البلوشي «فجعت عندما تلقيت خبر استشهاد زوجي من خلال اتصال هاتفي ورد من القوات المسلحة، وفي ذات الوقت شعرت بالفخر والاعتزاز لكونه استشهد وهو يؤدي واجباً وطنياً جليلاً».

وأشارت إلى أن للشهيد خمسة من الأبناء (ثلاثة أولاد) و(بنتان) أكبرهم يبلغ من العمر عشرة أعوام، وكان في كل اتصال يوصيها على الاهتمام بهم.
من جهتها، قالت مريم موسى زوجة الشهيد راشد «إن لديه أربعة من الأبناء أكبرهم في الثانية عشرة من عمره، وكان قريبا جدا منهم حتى أثناء تأدية واجبه الوطني كان يحرص على التواصل معنا والاطمئنان علينا».

وأكملت «آخر رسالة نصية وصلتني من زوجي عبر الهاتف المحمول كانت في الساعة 6:52 دقيقة صباح يوم الجمعة الماضي والتي بعثها قبل وفاته بساعات قليلة وكأنه يشعر بقرب أجله وبنيله الشهادة، وكان محتواها «صباح الخير اشتقت لكم كثيراً»».

بعد 22 سنة خدمة

قال إسماعيل محمد يوسف والد الشهيد محمد إنه تلقى نبأ استشهاد ابنه بسعادة وفرح، ولم يكن للحزن مساحة في محيط أسرته وبين جيرانه الذين توافدوا على منزلهم فور تلقي الخبر للوقوف بجانبهم، مشيراً إلى أن الشهادة أمر متوقع طالما أن الإنسان ارتدى الزي العسكري وحمل راية الدفاع عن مقدسات الدولة ومكتسباتها وواجباتها في إعانة المظلوم وخدمة المحتاجين.

وأوضح أن الشهيد التحق بالخدمة العسكرية منذ أكثر من 22 عاما، ولديه 9 أبناء 8 ذكور وبنت، مؤكداً أن الأبناء جميعهم رهن إشارة الدولة، وسنعمل على إلحاقهم بالعسكرية لخدمة الوطن الذي قدم ومازال يعطي أبناءه الكثير.
من جانبها، تروي عائشة عبدالرحمن والدة الشهيد اللقاء الأخير الذي جمعها بابنها حينما أخبرها برغبته في الالتحاق بالمهمة في خارج الدولة، حيث قالت له لماذا تذهب وأنت تعاني آلام الظهر حيث يمكنك الحصول على إعفاء من المهمة، فرد عليها بأن الرغبة جاءت من نفسه وأنه بادر بالتسجيل.(موقع الطويين : البيان)

Related posts