الحيل : تاريخ عريق بين أحضان الجبال الشاهقة

26791_1 26791_2 26791_3

قرية حباها الله بجمال فريد وبطبيعة خلابة تتوسط الجبال مما جعل منها منطقة متميزة بطيبة أهلها وكرمهم وحبهم للاخرين تتميز قرية الحيل بمناطقها الجبلية الساحرة الهادئة ووجودها بين الاودية بمياهها المنسابة في مواسم هطول الامطار. كما تتميز المنطقة التي تقع على بعد 18 كيلو متر عن مدينة الفجيرة ، بوجود الآثار التاريخية الشاهدة على مكانتها من أهمها حصن الحيل الشهير وما حوله من أبراج وبيوت قديمة مبنية من الطين والحجارة السوداء وسعف وجريد النخيل، ويحتوي كل بيت على المحراب والفتحات الصغيرة والعقود والتجاويف، كما تشتهر بوجود عدد من المنازل القديمة وعدد من الآبار وقنوات المياه ، التي استخدمها اهالي الحيل قديما .
وتشتهر قرية الحيل التي تعتبر من اكثر المناطق الجبلية ذات الطبيعة الجميلة بانتشار مزارع النخيل وغيرها من المحاصيل الأخرى كما تشتهر بمقومات طبيعية رائعة من حيث الجو المعتدل في ايام الصيف والمائل للبرودة شتاء .

الوالد محمد عبد الله علي ابو عبد الله يقول : حياتنا المعيشية بمنطقة الحيل في الماضي كانت بسيطة وقاسية نظرا لوقوع المنطقة وسط الجبال العالية ولعدم وجود طرق ، والجميع امتهن الزراعة وخاصة زراعة أشجار النخيل والمحاصيل المتنوعة ومنها نبات الغليون إضافة الى رعي وتربية الماشية ، كما كان اهل المنطقة يمارسون تجارة المحاصيل ومنها التمور وبعض الخضروات بالاضافة الى التجارة في العسل البري والحطب والفحم والأغنام، ومنتجاتها وبيعها في أسواق مدينة الفجيرة وكلباء وكانوا يستخدمون الدواب في نقل بضائعهم الى الاسواق و يتم بيعها هناك مقابل روبيات قليلة أو مقايضتها ببعض احتياجات الأهالي من القهوة والعيش والسكر والقماش وغيرها، ويضيف ابو عبد الله “كنا نعيش في مواسم الشتاء في منازل مبنية من الطين والحجارة وجريد وسعف النخيل، وكانت مواد البناء يتم اعدادها بطريقة هندسية مناسبة لا تسمح بتسرب المياه إلى داخلها وتؤمن للأهالي الحماية الكافية، اما في موسم الصيف فاغلب بيوت الاهالي او مايعرف بالعريش يتم تشييدها من جريد وسعف النخيل حيث كان بعض الأهالي يعشيون فيها ويجمعون التمور، وكانت تنتشر في المزارع في موسم القيض”.ويواصل ابوعبد الله “كان الأهالي في الماضي راضين بما كانت تمنحهم إياه الأرض والجبال من عسل النحل البري وحطب الأشجار، وما يتوفر لهم من منتجات زراعية ، إضافة إلى ما كانت يتوفر لهم من تربية الأغنام والأبقار .

أما عبد الله محمد الكندي يؤكد ان منطقة الحيل منطقة تاريخية واثرية تضم العديد من الاثار والمواقع التي يعود عمرها الى مئات السنين حيث تتميز المنطقة بوجود حصن الحيل الاثري والابراج االقديمة و العديد من بقايا البيوت المبنية من الحجارة التي عملت هيئة الفجيرة للسياحة والاثار على تأهيلها وإعادة ترميمها للمحافظة على طبيعتها الأصيلة ولكي تبقى شامخة تعبر عن تاريخ المنطقة العريق وتؤكد للزوار والسياح الذين يرتادونها انها منطقة تاريخية وعريقة. مشيرا الى ان الحيل تتميز بالهدوء الشديد وسحر طبيعتها ووجودها بين الجبال العالية وتمتعها بمناخ معتدل على مدار أيام السنة ، حيث إنها منطقة زراعية عرفت منذ القدم بزراعة كافة أنواع المحاصيل وأشجار النخيل لكثرة وجود الآبار بمياهها العذبة والاراضي الخصبة. (موقع الطويين : الفجيرة نيوز)

Related posts