تربويون: المعلم والتكنولوجيا ثنائي ارتكاز مدرسة المستقبل

3623929066

أجمع خبراء تربويون على وجوب الاطلاع على تجارب تعليمية ناجحة ومبتكرة، أصبحت محط أنظار العالم؛ وتتصدرها فكرتا «التعلم باللعب» و«الصف المقلوب»، مؤكدين أن مدرسة المستقبل تجمع حزمة منصات مبتكرة وتتبنى سياسات تعليمية تدعم المعلم ومدير المدرسة والأسرة في نطاق المجتمع المدرسي لتحقيق منظومة تعلّم تكاملي. وأوضحوا أن ابتكار الأساليب الجديدة في التعليم يرجع إلى المعلم أولاً وأخيراً، لذلك يتعين على الجهات المعنية والمؤسسات التعليمية الارتقاء بالمعلم وتعزيز قدراته بما يسرع الخروج بالمدرسة الحديثة، إلى جانب توظيف التكنولوجيا وجعل التعليم أكثر إثارة ومتعة، بما يدفع الطالب إلى استثمار أكبر قدر من وقته في الانخراط بالتعلم والتحصيل العلمي، وهذان المؤشران هما محور ارتكاز العملية التعليمية بما تضمه من مسميات للمدرسة المبتكرة أو الحديثة أو مدرسة المستقبل.

كتاب

الدكتور علي القرني، مدير مكتب التربية العربي لدول الخليج، أكد أن الخروج بالمدرسة الحديثة يستوجب الوقوف على دور المعلم كونه أحد أهم مرتكزات المدرسة، الذي عليه أن يتمتع بمهارات القرن الحادي والعشرين، وذلك بحاجة إلى توفر 5 شروط في معلم المستقبل: أن يتمتع بمعرفة واسعة، وأن يكون مربياً مبدعاً، وخبيراً محترفاً، ومرشداً شديد الاهتمام، وقدوة لطلبته؛ لافتاً إلى أن تحقيق هذه الشروط يتطلب الارتقاء بمستويات المعلمين ومنحهم الفرصة لإظهار إبداعاتهم.

وأوضح أن مكتب التربية العربي يواكب التجارب التعليمية الحديثة، وقد ترجم أخيراً كتاباً على مستوى دول مجلس التعاون، يطرح تجربة «الصف المقلوب» وتتلخص فكرته في تغيير شكل الدراسة بحيث يقوم المعلم بتسجيل الحصة على قرص مدمج وتوزيعه على الطلبة للاطلاع عليه في المنزل، وهذا يحقق التساوي بين الطلبة في عملية الشرح ومراعاة الفروق الفردية؛ ويصبح بذلك الصف المدرسي ورشة مشتركة بين الطلبة والمعلم.

أما الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، فشدد على أهمية تمكين الطلبة من مهارات القرن الـ21 لمواجهة متطلبات وتحديات عصر الثورة التكنولوجية والمعرفية الذي نعيشه اليوم، والذي يمتاز بتغيراته ونموه المتسارع، فمن الضروري أن نؤسس لمخرجات طلابية وطنية قادرة على امتلاك ثروة المعرفة وتحويلها لأفكار إبداعية خلاقة تبني اقتصاد المعرفة، مشيرا إلى أن إعلان مشروع «مدارس المستقبل» وتحديد معايير تلك المدارس، سيضع أساساً قوياً لبناء العقول البشرية بدءاً من مرحلة التعليم العام، وإعدادها بشكل قوي للتعليم العالي، ثم انطلاقها لعالم العمل والإنتاج.

وأضاف أن كليات التقنية العليا كأكبر مؤسسة للتعليم العالي في الدولة والمعنية بالتعليم التطبيقي، حريصة على استقطاب الراغبين والشغوفين بدراسة التخصصات العلمية المطروحة لديها، والتي تتماشى مع متطلبات واحتياجات التنمية، كما أن الكليات حريصة على المساهمة في تطوير مستقبل التعليم، من خلال العمل المتكامل مع وزارة التربية.

آثار

من جانبه؛ بيّن الدكتور جمال المهيري الأمين العام لجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، أن تغيير طرق التدريس من المعايير الأولى لتحقيق مدرسة المستقبل، موضحاً أن معظم مدارس الدولة اتخذت من تجربة التعلم باللعب وسيلة تعليمية تغير نمط التدريس. وتؤكد الدراسات والتقارير أن التعليم عن طريق اللعب له أثر إيجابي في زيادة التحصيل العلمي وإلهام الطلبة وتشجيعهم على المزيد من التعلم واكتساب المعارف بشغف، ما ينبئ بآثار إيجابية تنعكس على مسيرة التعليم، وربما تصل إلى تغيير مستقبل التعليم كلياً.

ودعا إدارات المدارس إلى الاطلاع على أنجح التجارب التعليمية التي تناسب البيئة المحلية والتي تساعد في الوصول إلى مدرسة المستقبل.

وأفاد محمد غياث، مدير عام برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، بأن مدارس المستقبل تهدف إلى تلبية المتطلبات المتغيرة في قطاع التعليم، وتوظيف التطورات التقنية للارتقاء بالعملية التعليمية وإعداد قادة المستقبل. وأكد أهمية وضع ركائز رئيسة لمدارس المستقبل تشمل تطوير المناهج وأساليب التدريس لمواكبة الاحتياجات المتغيرة، وتوفير المهارات والأدوات اللازمة للمعلمين والطلاب، وتعزيز الشراكات مع الأقران والمعلمين والمجتمع، وتحويل التعليم من عملية فردية إلى مسيرة مجتمعية تتشاركها أطراف عدة.

وأوضح غياث أن الإمارات تقدم نموذجاً بارزاً في الارتقاء بالعملية التعليمية وتوفير نموذج يحتذى في مجال «التعلم الذكي» على المستوى العالمي، بما يتيح للطلبة التحكم بتجربة التعليم الخاصة بهم.

مبادرة

وقالت هند المعلا، رئيسة الابتكار والسعادة والإبداع في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي: تجمع مدرسة المستقبل حزمة من المنصات المبتكرة التي تتبنى سياسات تعليمية تدعم المعلم ومدير والمدرسة والعائلة ضمن المجتمع، لتحقيق منظومة تعلم تكاملي تدعم التطور الأكاديمي والشخصي للطالب وتساهم في بناء المهارات المستقبلية الأكثر احتياجاً لطلبتنا.

وأضافت: من هذا المنطلق، وفّرنا حزمة من المبادرات الممتدة التي تواكب نظرة طلبتنا المستقبلية وتتفاعل مع نتائج الدراسات الدولية والتوجهات المستقبلية في التعليم وثيقة الصلة ببناء مهارات المستقبل الأكثر احتياجاً، والتي تعزز من جودة حياة الطلبة وسعادتهم في رحلتهم التعليمية.

الحمادي لـ « البيان»: نعمل لمدرسة إماراتية يحتذى بها

أكد معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم أن معايير المدرسة الإماراتية التي وضعتها الوزارة تواكب بشكل كبير تحقيق مسمى “مدارس المستقبل”، لافتاً إلى السعي للخروج بمدرسة المستقبل في غضون ثلاث سنوات، وأن يكون الطالب مؤهلاً 100 % للالتحاق بالتعليم العالي والحصول على فرص تعليمية تؤهله للمنافسة على وظائف المستقبل واحتياجات سوق العمل.

وأوضح معالي الحمادي أن الوزارة تعكف حالياً على توفير كافة المتطلبات التي تجعل من المدرسة الإماراتية نموذجاً يحتذى، من خلال توفيرها مناهج قوية وكوادر تعليمية قادرة على تخريج طلبة مبدعين ومبتكرين، فضلاً عن تأهيل كوادر تعليمية تحقق طموحات القيادة الرشيدة التي تسعى لأن تكون مخرجات التعليم موحدة على مستوى الدولة، ولا تألو جهداً في توفير سبل الدعم والتطوير للعملية التعليمية.

وذكر معاليه أن المدرسة الإماراتية عنوان مستقبل التعليم في الدولة خلال الفترة المقبلة لتكون منافسة عالمياً، بما سيطبق فيها من أفضل المعايير، مشيراً إلى أن المخرجات المنتظرة من هذه المدرسة طلبة إماراتيون ذوو شخصيات متكاملة واثقون بقدراتهم، وأن تضم أيضاً مواهب ومهارات طلابية تنافسية، وأن تكون بيئة تعليمية وتعلمية جاذبة، وتطبق استراتيجيات مطورة وأداء فعالاً ومتميزاً.

وأضاف: ستعمل وزارة التربية والتعليم خلال الفترة المقبلة على إبراز أهمية استخدام طرق التدريس الحديثة التي تمزج التكنولوجيا بالتفاعل الإيجابي داخل الصف، من خلال الجهود المبذولة والدورات المتتابعة التي تخصصها لتمكين المعلمين من التطور في جوانب مختلفة، خاصة في ما يتعلق بالتقنية وطرق استخدامها، حيث تم إخضاع العديد من المعلمين لدورات تدريبية، جعلتهم قادرين على التعامل بثقة مع وسائل التقنية الحديثة التي توفرها إدارات المدارس لخدمة العملية التعليمية بالتركيز على الطالب أولاً وأخيراً. وأفاد معالي الحمادي بأن الوزارة تتولى قياس مستويات الطلبة سنوياً بالاختبارات الوطنية لإعداد مرجعية تطوير ووضع الخطط اللازمة.

العقل والقلب

أكدت هند المعلا، رئيسة الابتكار والسعادة والإبداع في هيئة المعرفة، استعانتهم بالطلبة واستطلاع رؤيتهم وتصورهم عن مدرسة المستقبل، مبينة أن قناعات الطلبة طرحت جوانب غير منظورة عن المدرسة المستقبلية، طامحين إلى مدارس تركز على العقول والقلوب في آن واحد، ضمن سياق مجتمعي تفاعلي. (موقع الطويين : البيان)

Related posts