قرية ثوبان : ارض الزارعة وطوي المياه العذبة

29744_1 29744_2

على بعد 45 كيلومتراً في الاتجاه الغربي من مدينة الفجيرة وعلى الطريق المار بمنطقة مسافي باتجاه الذيد تتربع قرية ثوبان ، التي تقع بين الجبال المختلفة الألوان وفي وسط مساحات واسعة من الأراضي السهلية المنبسطة، ويسكن هذه القرية التي تعد من أقدم المناطق الزراعية في الفجيرة العديد من القبائل ذات الجذور العربية الأصيلة وبسبب التزاوج بين هذه القبائل وغيرها زاد عدد القبائل في قرية ثوبان .
تتميز هذه القرية بوجود عدد من بقايا البيوت القديمة المحاطة بسلسلة من الجبال العالية ذات الألوان المختلفة التي عاش فيها أهالي القرية قديماً لمئات السنين كما تعرف بطقسها الجاف طيلة أيام السنة بسبب ارتفاعها عن سطح البحر حيث تتميز بالبرودة النسبية في موسم هطول الأمطار وهذا ما جعلها من أقدم المناطق الزراعية في الفجيرة حيث تتميز بوجود العديد من طوى المياه القديمة وبوجود العديد من المزارع القديمة التي تتنج أجود أصناف التمور والفواكه والخضراوات إضافة إلى محاصيل الحبوب من الشعير والذرة والأعلاف .
وتتميز قرية ثوبان بموقعها الساحر الذي شكل العامل المهم الذي أضفى على منطقة ثوبان رونقها الخاص حيث تقع ما بين الجبال الشاهقة وتحيط بها الوديان والشعاب الصغيرة التي تتجمع فيها المياه التي تنحدر من أعلى الجبال في موسم هطل الأمطار مما يشكل مشهداً طبيعياً رائعاً ساعد أهالي قرية ثوبان على احتراف الزراعة وتربية الحيوانات بأنواعها لتوفر الظروف المناخية المناسبة .
واعتمد أهالي منطقة ثوبان في معيشتهم قديماً وبشكل أساسي على زراعة الخضراوات والفواكه وأشجار النخيل بأنواعها وبعض الحبوب إضافة إلى تربية المواشي وجمع محاصيل العسل البري من الكهوف الجبلية التي كانت تكثر بجبال المنطقة قديما إضافة إلى جمع الحطب وعملة ” سخام ” أي فحم لتأمين لقمة العيش الكريم لهم .
الوالد محمد علي راشد يقول : لا يعرف أحد من أهل ثوبان أصل التسمية، ولكن الأقرب في أصل اسم ثوبان أنها حرفت من كلمة ( كثبان ) ومعروف أن الكثبان الرملية تتكون بفعل حركة الرياح وشدتها، وتشكل شبه أكوام ضخمة من الرمال، ويحتمل أن اسم البلدة قد اشتق من هذا الاسم وحرف بتعاقب الأجيال .
واضاف تعتبر قرية ثوبان في الماضي وحتى وقتنا الحاضر جنة خضراء بمزارعها المملوءة بأشجار النخيل والمانغو والليمون وشجر السدر المعروف عند أهل المنطقة لذلك كان هناك إقبال كبير من الأهالي على الزراعة خصوصاً أشجار النخيل بأنواعها المختلفة علاوة على أصناف مختلفة من الخضراوات والفواكه مثل النبق وأشجار الموز والمانغو والليمون وبعض الحبوب مثل الذرة، والشعير.
وواوضح انه عرف عن أهل القرية التعاون والتآزر بين جميع الأهالي حيث كان يحشد جميع أفراد العائلة طاقاتهم لمساعدة أحد أفراد قرية الصرم في كل المراحل التي تتم فيها الزراعة بمختلف المحاصيل وهذا يرسم صورة حقيقية لتكافل جميع الأهالي . (موقع الطويين : الفجيرة ينوز)

Related posts