مبادرة ولي أمر طالب التكريم للأوائل فقط

من منطلق قناعته بالغبن الذي يلحق بالشخص الحاصل على المركز الأول حينما يتم تكريم المراكز التالية له في نفس الوقت، قرر سعيد سالم الحبسي، ولي أمر أحد طلاب مدرسة طحنون بن محمد، أن يبادر بتكريم 20 طالباً فيها من الحاصلين على الترتيب الأول على نفقته الشخصية إرساء لمبدأ جديد يسعى من خلاله لبث الحماس في قلوب الآخرين لاحتلال هذا المركز، ابنه سالم أحد الطلاب المتفوقين بالمدرسة إلا أنه لم ينل تكريم والده لزملائه، بيد أنه كان المساعد الأول لأبيه في ترتيبات الحفل الذي أقيم بالمدرسة بحضور الشيخ محمد بن خليفة بن سلطان بن شخبوط آل نهيان ونائب مدير منطقة العين التعليمية محمد الغيثي ومدير المدرسة أحمد سالم المراشدة .

 

يقول حامد بطي الشامسي، الصف التاسع وأحد الطلاب المكرمين: ترك التكريم مذاقاً مختلفاً فللمرة الأولى أشعر بتميزي بين الزملاء، وأشعر بتكريم خاص واستثنائي لي، الأمر الذي أشعرني بأنني مثل النجم بين زملائي في المدرسة، وأعتبرها مبادرة جيدة وتستحق أن تتكرر وأشكر والد زميلي سالم على هذه المبادرة الجميلة وأتمنى أن يتكرر تكريمي في نهاية الفصل الدراسي الثاني .

 

سليم نصيب الشامسي والد المكرم سعيد الشامسي الطالب بالصف التاسع يشير إلى تعاطفه مع الطلاب أصحاب المراكز الثانية والثالثة يقول: تعودنا تكريم صاحب المركز الأول والثاني والثالث لتقارب مستواهم في الغالب ولكن في هذه الحالة وعلى الرغم من تكريم ابني إلا أنني أشعر بالتعاطف نحو الآخرين فالفروق عادة تكون تافهة بين حاملي المراكز الأولى ومن ثم فإن مثل هذا الإجراء قد يشعر الثاني والثالث ببعض الإحباط، ولكنني أتمنى أن يكون وقعه عليهم إيجابياً فيبث فيها الحماس والسعي للتكريم في المرة القادمة ولكن هذا لا يمنع شكر المبادرة الكريمة التي تقدم بها والد الطالب سالم وأتمنى أن تتوسع لتشمل عدداً أكبر من الطلاب .

 

ومن جانبه يقول ابنه سعيد: شعرت بمشاعر رائعة حينما تم تكريمي في هذا الحفل وأتمنى أن أحافظ على هذا المركز لكي يتكرر تكريمي فالشعور بالتميز لا مثيل له وهو ما يعد حافزاً لي لمزيد من التفوق والتقدم .

 

ويقول أحمد راشد اليحيائي الأول على صفوف التاسع بالمدرسة: ولم أتوقع مثل هذا التكريم، فقد تحولت من الطالب المجتهد إلى طالب لامع مجتمعياً بسبب مبادرة هذا الرجل الكريم التي قامت وسائل الإعلام بتغطيتها لغرابتها، وفي الحقيقة أشكره كثيراً وأتمنى أن أكون وإبنه سالم بين المكرمين في كل المرات القادمة .

 

الطالب عبدالرحمن زريق يؤكد أنه يشعر بالفخر والاعتزاز بأنه للمرة الأولى يكرم بمفرده ما أشعره بالتميز بين زملائه وعزز لديه الفخر بما وصل إليه من مستوى دراسي وسلوكي بالمدرسة ويعلق والده مشيداً بالمبادرة التي يعتبرها جيدة ودافعة للطلاب لكي يحتلوا المركز الأول وعدم الاكتفاء بالمركزين الثاني أو الثالث .

 

يقول سعيد الحبسي موظف وصاحب المبادرة: سعيت من خلال مبادرتي إلى إرساء مبدأ جديد على المجتمع، وهو تكريم الأول فقط من أجل أن ترتفع درجة المنافسة بين زملائه وينبع ذلك من شعوري بأن الأول يستحق دائماً أن يقام له تكريم خاص، فقد اجتهد كثيراً ليصل إلى هذه المرتبة . وفي الوقت نفسه يعد ذلك حافزاً للحائزين على المراكز التالية له على عدم الاكتفاء بمستواهم الحالي والتنافس للوصول إلى المركز الأول، وقد يبدو ذلك غريباً خاصة أن ابني ينتمي لنفس المدرسة وهو من المتفوقين ولكنه تلقى هذا القرار مني بموقف المشجع على المبادرة والمساعد على إنجازها حيث تعود مني دائماً المبادرات الجيدة على مستوى الدولة، وكان عوناً لي في ترتيبات العمل من أجل إنجاح هذه الفكرة، وكان التكريم حافزاً له لكي يصل إلى المرتبة الأولى لينال التكريم الذي أعد له منذ الآن للمتفوقين في نهاية الفصل الدراسي الثاني، خاصة بعد أن لقيت دعوتي لتكريم الأوائل من الطلاب صدى لدى عدة شركات ومؤسسات خاصة قررت الإسهام في تكريم الطلاب من خلال رصد هدايا قيمة تساعدهم في مشوارهم التعليمي في المستقبل .

 

يضيف: في الحقيقة فإن هذا العمل يأتي ضمن سلسلة من الأعمال التطوعية التي اعتدت تقديمها للمجتمع، وقد تلقت أسرتي هذه المبادرة باستغراب ودهشة إلا أنهم تقبلوها وشجعوني على إكمالها .

 

وعن خطته للمستقبل يقول: أنوي مستقبلاً إلى جانب مواصلة تكريم  الطلاب، القيام بتكريم الأوائل من الأسر التي تقف خلف هؤلاء الطلاب وتدعمهم، فلولا وجود هذا الطالب في بيئة صالحة ومشجعة ما نبغ وحاز هذه المكانة .

 

ويقول أحمد سالم المراشدة مدير المدرسة: حينما يصل التفكير بأحد أولياء الأمور إلى القيام بمثل هذه المبادرة، فإنه يمهد الطريق لغيره للتصرف مثله وابتكار المزيد من الأفكار الخلاقة التي ترقى بالطلاب وتنمي بداخلهم الإبداع والابتكار والتفوق . واللافت في هذه المبادرة خلو المكرمين من اسم ابن صاحبها، ما يدل على تجردها من أية أهواء شخصية وصدق نوايا هذا الشخص، وهو الأمر الذي شجعنا على مساعدته وتسهيل كل الأمور أمامه لكي ينفذ مبادرته التي كان لها صدى كبير بين الطلاب دفعهم إلى المنافسة ليحصلوا على التكريم في المرة القادمة، وهذه المبادرة لفتت الانتباه إلى ضرورة تواصل أولياء الأمور مع المدرسة والوقوف على مستوى الطالب وابتكار الأساليب والمبادرات التي تنمي من مستواه الدراسي والسلوكي من خلال بيئة تنافسية إلى الأفضل .

المصدر : الخليج 8 مارس 2011

Related posts