مواطن يقبل العمل بجمع النفايات مقابل سداد دينه

أقر المواطن فهد يوسف الذي لا يتجاوز عمره ‬30 عاما بقبوله العمل في جمع النفايات مقابل الحصول على وظيفة تساعده في سداد دينه الذي يتجاوز مليونا و‬128 الفا، مشيرا إلى صعوبة الموقف الذي بدأ يحاصر حياته وحياة زوجته وابنائه الاربعة، خصوصا بعد تعرضه لإصابة صحية إثر حادث سير اقعدته عن العمل منذ ‬3 سنوات تقريبا، وذلك بعدما قضى ‬15 عاما في ظل الخدمة العسكرية للدولة.

حيث تعرضه لحادث خطير تسبب له بكسور في عظام منطقة الحوض والفخذ، الأمر الذي اشكل عليه في ممارسة حياته العملية بصورة طبيعية مما دفع بهم إلى إحالته إلى التقاعد الصحي الإجباري، حيث تقرر حدوث عجز صحي لديه بنسبة ‬10٪.

وأوضح المواطن فهد سوء اوضاعه المالية التي بدأت تتدنى بعد انقضاء السنة الاولى والثانية من مرسوم التقاعد، فقد ترتب على ذلك خصم ‬10 آلاف درهم من راتبه الذي كان يتقاضاه والمقدر بـ‬20 الفا. الامر الذي اشكل عليه في استكمال مستحقات البنك الشهرية والتي تقدر بـ‬11 الفا و‬700 درهم، فهنا وجد فهد نفسه مدينا للبنك بـ‬1700 درهم شهريا دون ان يكون لديه مصدر آخر للدخل. حيث تحولت هذه المبالغ الشهرية البسيطة التي لا يجد فهد سبيلا إلى دفعها إلى دين جديد يتراكم شهرا بعد الآخر وبفوائد متضاعفه.

وأسهب المواطن فهد القاطن بمنطقة دبا الفجيرة بالقول: «بدأت أجد نفسي غريباً في وطني، فلم اترك باباً إلا وطرقته للعمل، بحثا عن مدخول شهري أستطيع من خلاله ان اصرف على ابنائي وأسرتي التي تعيش في ظل وضع اجتماعي ومادي صعب بل ومتفكك وقابل للانهيار، فانا محاصر بعبارات لا تمتلك المؤهلات والوضع الاقتصادي للدولة لا يسمح بالتوظيف، بحثت في أغلب القطاعات الفندقية والمحلية والخاصة بالإمارة، دون فائدة، مع العلم اني اصبحت امارس حياتي الصحية بشكل ممتاز ومستعد لقبول أي وظيفة تحقق لي الاستقرار النفسي».

فعلى الرغم من تواضع الشهادة العلمية للمواطن فهد والتي لا تتجاوز الصف الحادي عشر إلا انه يجد في نفسه الطاقة للتجدد بل ويمتلك مؤهلات كاللغة الانجليزية والخبرة الأمنية التي قد تكون له طريقاً ميسراً لوظيفة مناسبة.

صعوبة الانخراط في العمل المدني

وعند عرض «البيان» قضية المواطن فهد على دائرة الموارد البشرية بالفجيرة اوضح محمد خليفة الزيودي مدير دائرة الموارد البشرية بالفجيرة وجود ‬62 حالة مماثلة لفئة المواطن فهد، إذ تسجل الدائرة ضمن سجلاتها ‬62 متقاعدا باحثا عن عمل، والعدد في تزايد مستمر خصوصا بعد التضخم الحاصل في مستوى المعيشة بشكل عام، ويشير الزيودي إلى أن اشكالية هذه الفئة تكمن في عدم مقدرتهم على التأقلم في وضع وظيفي أدنى من المستوى الذي كانوا فيه، فضلا عن أن مؤهلاتهم ومستوياتهم العلمية في الغالب تكون متواضعة.

موضحا صعوبة التعامل مع هذه الفئة خصوصا من كانوا في المجال العسكري، حيث يعتمد فكرهم العملي على تنفيذ الأوامر، فيما يصطدموا في المجال المدني بثقافة العمل في القطاع الخاص الذي يتطلب منهم العطاء والمبادرة والإنتاجية فضلا عن التنازلات في سبيل كسب الزبون. فأغلب الحالات التي تم توظيفها من بعد التقاعد العسكري فشلت في اكمال الوظيفة المدنية، بل يبادر إلى التذمر من سوء الوضع الذي يتعرض له مقابل استمراره في العمل، فعلى سبيل المثال تندرج الوظائف البديلة للمتقاعدين من ذوي الإمكانات المحدودة تحت فئة المراسلين والحراسة الامنية والسياقة…. وغيرها، والتي في الاغلب لا يقبل المواطن نفسه بها أو الانخراط فيها رغم صعوبة وضعه المادي والاجتماعي، حيث اعتاد على ثقافة العمل العسكري القائم على الامر والتنفيذ.

ورغم ذلك نجد الكثيرين من فئة المتقاعدين من ضاقت بهم سبل العيش في وضع التضخم المعيشي خصوصا فئة الشباب، بل ويحاول البعض منهم اللجوء إلى كسب أي وظيفة ممكنة تنتشله مما هو فيه، وفي سبيل ذلك على طالب الوظيفة من هذه الفئة السعي إلى تحسين امكاناته ومؤهلاته التي تشكل الجوهر الاساسي لدى القطاعات المدنية للتوظيف، خصوصا القطاع الخاص الذي نفتقر إلى اسهامه في عملية التوظيف خصوصا في بعض الإمارات مثل إمارة الفجيرة.

ويجد الزيودي انخراط المتقاعدين في العمل المجتمعي خصوصا فئة الشباب له فوائد كثيرة يأتي على رأسها الاستفادة من الخبرات والكفاءات المواطنة التي تقاعدت في سن مبكرة، والمساهمة في التقليل من آثار مشكلة التركيبة السكانية وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.

المصدر :/ البيان 5 مايو 2011 – ابتسام الشاعر

2 Replies to “مواطن يقبل العمل بجمع النفايات مقابل سداد دينه”

  1. الله المستعان الله يكون بعونه يارب تسلم اخوي حميد بن قدور على الموضوع

Comments are closed.