أحمد النقبي إبن الزبارة في خورفكان : زوجتي سر تفوقي في «التميز التربوي»

يعتبر علماء النفس ،أن التربية غرس للقيم في اللاوعي، بينما التعليم غرس المعلومات في الوعي للناس في مراحل مختلفة من أعمارهم، وهما عمليتان متوازيتان تهدفان إلى إحداث تغيير في السلوك عبر التربية ورفع مستوى الوعي عبر التعليم.

من منطقة الزبارة في مدينة خورفكان، برز أحمد صالح النقبي، كأحد الرجال التربويين، الذين أضافوا بعدا جديداً لأساليب التعليم والشرح، كي تثبت المعلومة، ومثلما برع في مجال التعليم شهد له رفاقه في المهنة بقدراته التربوية وسلوكه الراقي مع الطلاب ومع الرفاق، وهو الذي نشأ يتيماً، توفي والده وترك له حملا من الإخوة والأخوات كانوا بحاجة للعناية والتربية، بدأ رحلة الكفاح من أجل الأسرة والأخوة وهو في السادسة عشرة من عمره.

يقول النقبي: بعد وفاة والدي، ازداد عبء المسؤوليات، وكان من الطبيعي أن أقرر تحملها خاصة أني الابن الأكبر، كنت في المرحلة الثانوية لكني تركت الدراسة والتحقت بإحدى الوظائف، وفي أبوظبي واصلت دراستي المسائية رغم مشقة العمل، حتى حصلت على الثانوية العامة عام 1995.

 أصر النقبي على تحمل أن يكون موظفاً ورب أسرة وأن يكمل دراسته الجامعية رغم ذلك، وعندما أنهى الدراسة الجامعية، كان مستعداً لترك الجيش بعد 11 عاماً، من العمل، وعاد إلى منطقة الزبارة ليقدم أوراقه للعمل في التربية والتعليم، حيث كان تخصصه في الجغرافيا، وتم تعيينه عام 2001 معلماً في الثانوية.

يوم التقييم

في عام 2007، وجد التشجيع من زوجته ومن زملائه ليقدم ضمن جائزة الشارقة للتميز والتفوق التربوي الدورة الرابعة عشرة، وذات يوم كما يقول أحمد فوجئ وهو في المدرسة بخبر يقول، إن هناك زائر ينتظر مقابلته، وكان الزائر من لجنة تقييم المستوى حسب الواقع الميداني، وقد اطلع على أسلوب أحمد النقبي في التعليم عبر طريقة البوربوينت، بعد أن شعر أن تلك الطريقة أجدى لإفادة الطلاب من الكتب، وقد جذبتهم تلك الطريقة.

ويكمل أحمد صالح أن الزائر بقي لمدة عشر دقائق ثم غادر، ولكنه قام بجولة عرف عنها أحمد فيما بعد، حيث تعرف إلى زملاء أحمد وعرف منهم من هو أحمد بين زملائه وكيف هي علاقته بهم، وقد أعجب بالطريقة التي قدمها كحافز للطلاب، وقد كانت النتيجة، أن حصل أحمد صالح النقبي على الجائرة فئة المعلم المتميز من مكتب الشارقة التعليمي، وقد وجهت له الدعوة لالقاء كلمة المكرمين وكان تلك المرة الأولى التي يواجه من خلالها جمهوراً كبيراً.

دراسة الماجستير

تلك الجائرة جعلت أحمد يذوق طعم النجاح وحلاوته، وقد أتخذ قراراً بالحصول على رسالة الماجستير، ولكنه لم يحصل على تفرغ من الوزارة ورغم ذلك، لم ييأس وهو يجمع إجازاته للساعات المعتمدة من أجل الرسالة، وهي 70 في المائة كنسبة للحضور.

قد تبقى له حوالي 90 يوماً للإنجاز، ورغم ذلك لا يزال يضيف للتعليم ما يمكنه لأنه كما يقول مهنة لا يمكن اختزالها، لأنها مهنة تعليمية تربوية، ولأن المدارس أحد وسائل اكتساب المعرفة لإعداد جيل متعلم، وهي أيضا رياض لغرس القيم في ذهن الجيل المتعلم، ليكون سلوكه متوافقاً مع المنظومة السلوكية لقيم الدولة والعاكسة إلى حد كبير للقيم الاجتماعية.

يكمل النقبي: إن زيادة وعي الفرد خلال التعليم والمكتسبات المعرفية الذاتية مهم، على الرغم من أنها آلية لتحديد انتماء الفرد إلى فئة اجتماعية معينة، وهي آليه لتغيير السلوك بما ينسجم مع سلوكيات المجتمع، وعلى المعلم أن يستغل التقنيات ليكسب الطلاب المهارات المطلوبة، وأن يدخل التحديثات على تقنيات العمل وأساليبه، كي يطور أبناءه ويكسبهم مع الوقت مهارات جديدة تحسن الأداء لزيادة معلوماتهم.

وذكر أحمد أن الهدوء الذي يكون عليه المعلم عند لقائه مع الطلبة ينعكس عليهم بشكل إيجابي، وذلك في مصلحة المعلم لأنهم سوف يحبون المادة ويستوعبونها بشكل سريع، وهو يتعامل بذات الأسلوب مع أبنائه، كما قام بتشجيع زوجته لإكمال تعليمها، ومكنها من العمل في مجال التعليم، إلا أنها تفضل إدارة شؤون بيتها وتربية أبنائها، حتى لا تتركهم للمربيات الأجنبيات..

المصدر : الاتحاد 11 مايو 2011

Related posts