حوار سمو الشيخ محمد بن حمد: دعم خليفة وراء ما تحقق من إنجازات في الفجيرة – مدعم بالصور

  أشاد سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، بالمنجزات الحضارية التي تحققت على أرض الواقع في الفجيرة بشكل خاص والإمارات بشكل عام، مشيراً إلى أن ما تحقق كان بدعم وتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبمتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة  رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، من خلال الخطط التنفيذية الفاعلة التي تنفذها الحكومة الرشيدة، وبجهود الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .

وأكد سمو ولي عهد الفجيرة في إطار تصريحاته أن الفضل في افتتاح محطة الكهرباء والمياه (إف2) في الفجيرة يعود إلى صاحب السمو رئيس الدولة، الذي وجه بإقامتها، ثم وجه بعد ذلك بمكرمة خاصة بإمداد إمارة الفجيرة والإمارات الأخرى بالكهرباء والمياه، مما سيحدث نهضة تنموية غير مسبوقة في تلك الإمارات لتحاكي مسيرات التنمية في باقي إمارات الدولة .

 

ودعا سمو ولي عهد الفجيرة إلى جذب الكوادر الوطنية الشابة من أبناء الإمارة لتولي أماكنهم الطبيعية في دوائر ومؤسسات الإمارة تمهيداً لتولي المسؤوليات المستقبلية التي ستلقى على عاتقهم خاصة أن الفجيرة تشهد نقلة نوعية كبيرة على كافة الأصعدة خاصة المجالات البترولية والاقتصادية الأخرى .

وفيما يلي نص الحوار الذي أوردته وكالة أنباء الإمارات (وام)

شهدت الفجيرة خلال الفترة الماضية افتتاح عدد من المنشآت البترولية والاقتصادية، ومشاريع أخرى خاصة بالطاقة الكهربائية، وانتاج المياه، كما شهدت وضع حجر الأساس لعدد من المراكز التجارية الكبرى . . هل يمكننا أن نقول إن الفجيرة بدأت الآن المضي في مسيرة التنمية المستدامة والمجتمعية بكل أنواعها؟

التنمية الحقيقية في الإمارة لم تبدأ من الآن، بل بدأت منذ سنوات عديدة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، فقد انتهج سموه طريقاً يعتمد على الشفافية والوضوح في طرح المشاريع التنموية مع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن ثم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، والذي يعد باني النهضة الحديثة في الإمارات والذي أكد فكرة علاقة الحاكم الأب بأبناء شعبه، وهي نفس مدرسة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وقد أثمر ذلك خيراً كثيراً، وتوالت مكارم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حيث أقيم أول مطار في الفجيرة ليحتل مكاناً مرموقا في مجال الشحن الجوي على مستوى المنطقة والشرق الأوسط، ثم أقيمت العديد من المشاريع العمرانية والتي تعرف بمشاريع البنية التحتية منذ سنوات الاتحاد الأولى، والتي ندين فيها بالفضل والعرفان للشيخ زايد، رحمه الله .

ومنذ تولي صاحب السمو رئيس الدولة الحكم أقيمت العديد من المشاريع المهمة، أهمها المئات من المساكن الشعبية التي شكلت لها لجنة متخصصة بتوجيهات من صاحب السمو رئيس الدولة تسمى “لجنة متابعة مشاريع البنية التحتية”، باستثناء إمارتي أبوظبي ودبي، حيث قامت تلك اللجنة بمتابعة تنفيذ مشاريع الإسكان المتضررة من الزلزال الذي ضرب بعض المساكن بالفجيرة بداية الألفية الحالية .

 

ومن المشاريع التي أمر بها صاحب السمو رئيس الدولة إنشاء شارع دبي  الفجيرة، الذي أطلق عليه صاحب السمو حاكم الفجيرة شارع خليفة، وسيحدث نقلة اقتصادية واجتماعية وسياحية في الإمارة والمدن المجاورة .

 

أما محطة “إف 2” للكهرباء والماء التي تتبع هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، والتي دشنها صاحب السمو حاكم الفجيرة بمشاركة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، فتأتي لتحتل مقدمة المكارم لأن الكهرباء والماء عصب الحياة، وبهما ستفتح للمواطنين منافذ وصوراً أخرى للحياة تساعد جميع الأسر على العيش بصورة كريمة، كما ستساعد في تماسك تلك الأسر بشكل أكبر .

 

وعلى مستوى القطاع الخاص فقد نجحت الإمارة في استقطاب العديد من المشاريع الحيوية منها المراكز التجارية مثل سيتي سنتر الفجيرة ومول الفجيرة، ونتيجة لتطور الإمارة وازدياد عدد السكان، فقد قامت بعض المراكز التجارية بالتطوير الاستراتيجي لمشاريعها مثل اللولو هايبرماركت والسفير مول وغيرها من المشاريع المهمة في الإمارة .

أنتم تنظرون إلى المستقبل بعين وثابة، وتحمل قدراً كبيراً من التطوير لصالح المواطنين في الفجيرة، ولكن ربما لا تساعدكم البنية التحتية ومساحات الأراضي السهلية الصالحة لإقامة المشاريع الكبرى والمنتجات وغيرها؟

نعم هذا كلام صحيح، فنحن لدينا مشكلة الرقعة السهلية الضيقة، وهذه حقيقة تقوم حكومة الفجيرة بالتعامل معها بحذر شديد في عمليات منح الأراضي التي تحمل ترخيصاً سكنياً، لماذا؟ لأن صاحب السمو حاكم الفجيرة عندما يفكر في منح الأراضي السكنية فإنه يضع في اعتباره أن تكون المنح ضمن تكتل سكاني جديد لا يقتصر فقط على خمسة بيوت أو حتى عشرة بيوت، وإنما التفكير يكون في إقامة نواه لمدينة جديدة يصل عدد بيوتها لأكثر من 500 إلى 1000 بيت، وربما تتجاوز ذلك بكثير في المستقبل البعيد، وتتطلع حكومة الفجيرة أن يتفهم المواطنون تلك السياسة التي تنتهج وفق متطلبات الواقع، وبناء عليه قمنا باقامة أول مدينة جديدة في الغزيمري، وبعدها ستكون في أحفرة بالنسبة لسكان مدينة الفجيرة تحديداً، وفي المناطق البعيدة أسست مدن جديدة في الرحيب والخليبية، وفي القرية الجديدة، وهكذا وكل ما نطلبه من المواطنين أن يكون هناك الوعي الكامل بالفكر الجديد والسياسة الجديدة في تبني تلك الأفكار التي نحن مضطرون للعمل بها للخروج من عنق زجاجة مدينة الفجيرة إلى مناطق أخرى عديدة هنا وهناك تعد أكثر رحابة واتساعا للمواطنين، واعتقد أن ما ينظر إليه على أنه بعيد الآن سيصبح قريباً جداً غداً .

أما بخصوص البنية التحتية التي تشمل الطرق والمشاريع والإسكان والكهرباء والماء وغيرها، فإننا نعمل جاهدين في إطار اتحادي على إنجاز تلك المشاريع بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة، التي لا بد هنا أن نوجه الشكر والتحية إلى الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة والإسكان، لجهوده الكبيرة والوفيرة في سرعة انجاز المشاريع الخاصة بالبنية التحتية في الفجيرة، لاسيما شارع الشيخ خليفة، ومشروع طريق دبا  مسافي، ومشاريع الإسكان التي تعد انجازاً كبيراً للوزارة ليس في الفجيرة فحسب، بل في كل مكان على أرض الدولة، وبشكل عام فإن الفجيرة بحاجة إلى الكهرباء في ظل التطور السريع للمشاريع وللتوسع العمراني الكبير، وقد وجد الحل من قبل صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، بإنشاء محطة الفجيرة “إف 2” التي ستنتج 2000 ميغاواط يومياً و130 مليون غالون من المياه في اليوم الواحد، كما أن هناك تعاوناً بين بلدية الفجيرة ووزارة الأشغال لإدراج عدد من الطرق الجديدة، سواء داخل الشعبيات الجديدة والقديمة أو خارجها لتعبيدها، ولن تتوقف المشروعات الحيوية لدعم البنية التحتية في الفجيرة من قبل وزارة الأشغال عند هذا الحد بالطبع .

وصل عدد سكان الفجيرة إلى قرابة 180 ألف نسمة، بينهم أكثر من 100 ألف مواطن تقريباً في أعمار مختلفة منهم، ما يزيد على 20 ألف مواطن بحاجة ماسة إلى بيت شعبي جديد في الوقت الحالي، فماذا ستفعل الفجيرة في هذا الملف المتزايد والمتفاقم فيما بعد؟

لا نستطيع أن ننكر أن ملف الإسكان يعد من الملفات المزعجة والمرهقة لأي حكومة على وجه الأرض، وفي نفس الوقت لا يمكن أيضاً أن ننكر الجهود الكبيرة التي بذلت منذ قيام الاتحاد المبارك لحل مشكلة الإسكان في الدولة بشكل عام، والفجيرة بشكل خاص .

ويمكنني أن أقول وفقاً لإحصائيات وزارة الأشغال العامه فقط، إن هناك في حدود 3200 بيت شعبي تقريباً أقامتها الأشغال العامة منذ بداية الاتحاد وحتى الآن، ممثلة في منح مجانية وغيرها إلى أهالي الفجيرة، ناهيك عن البيوت الأخرى التى أقيمت على نفقة المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، للمواطنين في الفجيرة، كما ينبغي علينا أن لا ننسى أبداً بأن الفجيرة والإمارات الأخرى قبل بداية الاتحاد لم تكن بها بيوت بالمعنى المعروف للبيوت، وبالتالي فإن ملف إنجاز البيوت الشعبية جاء مع قيام الاتحاد ووجود همم عالية لرجال أخذوا على عاتقهم مهمة تطوير هذا الوطن، وتقديم كل الدعم للمواطنين حتى صار على ما نحن عليه الآن .

 

ومن جانبه قام صاحب السمو حاكم الفجيرة في الفترة الأخيرة بإصدار مرسوم بإنشاء مؤسسة الفجيرة لتطوير المناطق، وكانت تلك المؤسسة بداية جديدة للفجيرة في دعم هذا الملف وفق الإمكانات المتاحة، ليظل العبء الأكبر ملقى على برنامج الشيخ زايد للإسكان ووزارة الأشغال العامة والإسكان التي تقوم بتنفيذ تلك المشاريع للمواطنين إذ يقتصر دور المؤسسة فقط على أعمال الصيانة والترميم وعمل الإضافات .

 

وتم إنجاز أكثر من 92 بيتاً في المرحلة الأولى، وسيتم انجاز أكثر من 100 بيت في المرحلة الثانية . وهناك دراسات أجرتها وزارة الأشغال مؤخراً، ونحن على علم بها لتطوير المناطق البعيدة عن المدن ومنها الدراسة التي أجرتها إدارة التخطيط الحضري بالأشغال العامة لإقامة نواة لخمس مدن جديدة في مناطق مختلفة في إمارة الفجيرة ورأس الخيمة، وهذه المشاريع تعد من أهم المشاريع المستقبلية، وتستحق الثناء والشكر، ويستحق القائمون عليها تخطيطاً وتنفيذاً كل الشكر .

لاشك أن ملف التوطين من الملفات الشائكة والصعبة وتحتاج إلى تكاتف حقيقي ومجتمعي، فماذا بشأن توطين الوظائف في حكومة الفجيرة؟

دعنا نتفق أولاً أن التوطين يحتاج إلى إمكانات هائلة، ربما لا تكون هذه الإمكانات المادية موجودة لدى الفجيرة، وبالتالي فإن خطة التوطين تسير وفق تلك الإمكانات، وفي ضوء أوضاع مدروسة وأكثر حكمة، ونحن عندما نقول توطيناً، فإن ذلك معناه وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والسعي لخلق فرص عمل جيدة وبرواتب مجزية للمواطنين في المؤسسات والدوائر الاتحادية بالفجيرة، وهنا أحب أن أوجه الشكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على تخصيص 400 وظيفة في شركة “إيبيك” للبترول بالفجيرة إلى المواطنين من أهالي الإمارة، وهذه توجيهات تسهم بشكل فاعل في استقرار المواطن وتزيد من لحمة الأسر المواطنة، ونحن في الفجيرة لا نألو جهداً في إقامة معارض التوظيف سنوياً لاستقطاب الوظائف المتاحة في المؤسسات المحلية والاتحادية، ولعل أكثر الجهات مشاركة وفاعلية هي القوات المسلحة خاصة القوات الجوية والدفاع الجوي .

وهنا أيضاً أحب أن أتوجه بالشكر العميق إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على توجيهاته السديدة بالتركيز على أبناء الوطن لتشغيلهم وانضمامهم للقوات المسلحة، وأعتقد أن ملف البطالة في الفجيرة سوف يتحرك كثيراً خلال السنوات الخمس المقبلة، بعد دخول الكثير من المشاريع الاستثمارية والتجارية مرحلة العمل وربما ينخفض عدد الباحثين عن عمل من 3600 مواطن ومواطنة إلى العشرات فقط ممن تكون تخصصاتهم غير مطلوبة، وهنا أؤكد على إخواننا المواطنين من الدارسين بالتوجه إلى التخصصات العلمية في الجامعات التي تجد فرصاً أكبر وأوسع في سوق العمل خاصة وان السوق متوجه ناحية تلك التخصصات والتي يقل عدد المواطنين فيها، وعودة البطالة فإننا نركز من خلال معارض التوظيف السنوية على استقطاب المئات من الوظائف لخريجينا في مختلف المواقع والميادين .

 

 

الفجيرة لديها كوادر شابة رائعة تنتج وتبدع في مختلف مواقع العمل خارج الإمارة، ومع ذلك لم يتم التفكير بالاستعانة بهم في دوائركم المحلية؟

 

نعم، اسمع كثيراً عن شباب من الفجيرة هنا وهناك، يعملون في مواقع متنوعة ومختلفة في شتى التخصصات العلمية وغيرها بالدولة، وأكون فخوراً جداً بهؤلاء الشباب الذين ينجزون أعمالهم بكفاءة واقتدار عال، لذا فإنني أرحب بالشباب في مكتبي في أي وقت للتعرف إلى أفكارهم وتطلعاتهم المستقبلية، وإنني من أشد المتحمسين والمؤمنين بقدرات الشباب مع احترامنا وتقديرنا الكبير لكل الطاقات المواطنة الأخرى، ولدي رغبة في أن يبدأ هؤلاء الشباب في أخذ دورهم القيادي في جميع المؤسسات المحلية كأصحاب فكر جديد ونظرة مختلفة للواقع والمستقبل، بشرط أن تكون تلك النظرة المغايرة مقترنة بأسس وأساليب العلم الحديث لبناء مجتمع أكثر حداثة وتطوراً .

 

 

المصدر : موقع الطويين + وام + الخليج 30 مايو 2011

Related posts