أهالي الطويين يطالبون بطرق معبدة وإزالة المباني المهجورة

 

شكا سكان منطقة الطويين الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة الفجيرة من تردي واقع حال منطقتهم التي تئن من نقص الخدمات الأساسية، وأجمعوا على معاناتهم من طرق داخلية غير معبدة تثير الغبار المتطاير نتيجة حركة الشاحنات الثقيلة التابعة لشركات المحاجر والكسارات التي تنشط بالمنطقة، والتي تسهم بدورها في تكاثف الأتربة، إلى جانب الحركة الطبيعية للمركبات الصغيرة خاصة أهالي المنطقة، وكشف السكان عن حقيقة وجود عيادة طبية مهجورة منذ أكثر من 15 عاماً باتت وكراً مخيفاً للأهالي والسكان، بالإضافة إلى مدرسة مهجورة صارت مرتعاً للحيوانات السائبة والعمال الآسيويين، فضلاً عن حفرة كبيرة بحاجة لردم لأنها تشكل خطراً على سكان المنطقة بمختلف فئاتهم العمرية خاصة في موسم الأمطار .

كاميرا “الخليج” زارت منطقة الطويين تلك البقعة الطيبة من ربوع الوطن التي صارت مدينة ولا تحمل من ملامح المدينة – بحسب إفادة أهلها – إلا المسمى، حيث أكدوا حاجتها الماسة لعدد من الخدمات التي تمكنهم من التمتع بمزاياها من جهة والتفاخر والابتهاج بها . وقد رصدت العدسة عدداً من المظاهر التي تشكل معاناة حقيقية لأهلها الطيبيين، الذين تحدثوا والحسرة تمتلكهم عن واقع حالهم، وبرغم نبرات الألم لم يقطعوا الأمل والعشم بأن تتحقق تطلعاتهم على الأرض لإيمانهم الراسخ بقدرات القيادة الرشيدة وسياساتها الحكيمة وقربها من هموم المواطنين .

يقول المواطن سالم محمد خميس “مدينة الطويين لا تحمل من مدلول المدينة إلا اسمها ووصفها فقط، بل تحول وصفها السابق من منطقة نائية إلى منطقة مهجورة باعتبار افتقارها وحاجتها الملحة للعديد من الخدمات، فعلى أرض الواقع تفتقر الطويين للطرق المعبدة، حيث يوجد بالمنطقة شارع واحد مرصوف، وبقية الطرقات ترابية تثير سحباً كثيفة من الأتربة والغبار بفعل حركة الشاحنات والمركبات لأن المنطقة تزخر بعدد من الكسارات وتعد مركز إنتاج للمواد الصخرية التي تحمل على متن الشاحنات، حيث يشكل إنتاج المواد وترحيلها إثارة الغبار الذي يقتحم المنازل عنوة ويصيب أهلها بالأمراض” . وقال: “بات الطالب عند حضوره من المدرسة كأنه آتٍ من تحت الأرض بفعل كميات الأتربة التي تغطي جسده”، كما أن بالمنطقة عيادة ومدرسة مهجورتين شكلتا مرتعاً للمتسكعين والمدخنين جنباً إلى جنب مع الحيوانات السائبة، فيما تفتقر المنطقة لوجود حديقة عامة يمكن أن تشكل متنفساً للأسر والعائلات التي أضناها الحبس بين الجدران الأربعة في مساكنهم، فيما ظل الأطفال والصبية يمارسون هواياتهم في الملاعب الترابية وبين الأزقة، كما يوجد بالمنطقة حفرة عميقة تشكل خطراً داهماً على السكان خاصة في موسم الأمطار وتتسع الحفرة باستمرار بفعل المياه، الأمر الذي يحتم ضرورة معالجتها قبل وقوع كارثة .

وطالب سالم الجهات المعنية بضرورة الالتفات إلى واقع المنطقة المزري والنظر بعين التقدير لسكانها الذين بحت أصواتهم جراء المطالبة بتوفير الخدمات .

ويقول أحمد محمد حميد “الشعبية بحاجة ماسة لطرق مرصوفة لتحجيم الغبار الكثيف المتطاير، فضلاً عن حاجتها للتطوير وزيادة الخدمات الطبية بالمركز الصحي، خاصة أن سكان المنطقة في تزايد مستمر، الأمر الذي يتطلب زيادة الكادر الطبي والتمريضي العامل بالمركز، بالإضافة إلى ضرورة رفد المركز بالأدوية الضرورية بعد أن ظل سكان المنطقة يقومون بشراء الوصفات العلاجية التي تقدم لهم في المركز الصحي من الصيدليات الخارجية، كما أنها بحاجة إلى إنشاء حديقة عامة يمكن أن تصبح متنفساً للأسر ومرتعاً للأطفال لممارسة هواياتهم الرياضية .

وطالب حميد بأهمية الإسراع في إزالة مبنى المدرسة والعيادة المهجورين لأنهما باتا يشكلان مرتعاً للحيوانات السائبة ووكراً للعمال الآسيويين . وناشد إدارة البلدية بمعالجة أمر ملكية مساكنهم، مشيراً إلى أن أهالي المنطقة تملكوا مساكنهم منذ تأسيس الاتحاد وقاموا منذ عامين بتقديم أوراقهم للبلدية لتجديدها، إلا أن التجديد لم يحدث حتى الآن .

ويرى راشد سعيد حميد اليماحي أن المنطقة بعد تحويلها لمدينة لا تحمل من مقومات المدينة إلا اسمها فقط، لأنها تفتقر للشوارع المرصوفة والطرق الترابية الماثلة حالياً تخلف كميات من الأتربة والغبار المتطاير الذي يؤذي سكانها وأهلها، فضلاً عن عدم كفاية الخدمات الطبية بالمركز الصحي الذي يحتاج بشدة إلى زيادة في كادره الطبي والتمريضي، ووجود طبيب الأسنان بالمركز لمدة 3 أيام في الأسبوع، في وقت يحتاج فيه أهل المنطقة لوجوده طيلة أيام الأسبوع حتى ينتفعوا بخدماته، بالإضافة إلى حاجة المركز لصيدلية تتوافر بها الأدوية التي يحتاجونها .

وطالب اليماحي بضرورة السيطرة على نشاط وعمل الكسارات بالمنطقة، ورصف الطرق لوضع حد لمعاناة السكان وتسهيل حركتهم ووقاية أطفالهم وكهولهم من الأمراض التي يسببها الغبار المثار بفعل حركة الشاحنات والطرق الترابية لأن الغبار يسبب كثيراً من الأمراض، خاصة أمراض الجهاز التنفسي، فضلاً عن ضرورة إنشاء حديقة عامة للأسر والعائلات، وأهمية إزالة المباني التعليمية والصحية المهجورة بالمنطقة حتى لا تصبح بؤراً للمشكلات الأمنية والاجتماعية يمكن أن تهدد السلم والأمان المجتمعي للمنطقة، إلى جانب ضرورة ردم الحفرة الكبيرة بالمنطقة والتي ظل نطاقها في اتساع مستمر خاصة بعد هطول الأمطار، ما يشكل خطراً على سكان المنطقة، وأهمية زيادة الخدمات العلاجية بالمركز الصحي لافتقاره للأدوية الضرورية .

الأفخم: مطالبات الأهالي ضمن أجندة حكومة الفجيرة

أكد المهندس محمد سيف الأفخم، مدير عام بلدية الفجيرة، أن مطالب ومناشدات أهالي المنطقة موضوعية وهي ضمن أجندة وخطط حكومة الفجيرة، مشيراً إلى أن إدارته وبالتنسيق مع دائرة الأشغال العامة بالفجيرة أنجزت دراسة تفصيلية تتضمن إنجاز وإنشاء عدد من الطرق الداخلية في الأحياء السكنية بالمدن والبلدات والمناطق النائية بالإمارة، سيبدأ العمل فيها في القريب العاجل .

وفيما يختص بأمر المباني المهجورة بالمنطقة أشار إلى أن دائرة الأشغال العامة تسلمت المباني على الأرض بعد أن تقرر إزالتها وستبدأ في مقبل الأيام عملية هدمها والاستفادة من مساحاتها تجنباً للمشكلات التي يسببها هجر المقرين، وأن مبنى المدرسة تحديداً نسبة لكبر مساحته سيتم استغلاله لإنشاء حديقة عامة بالمنطقة حتى تكون متنفساً طبيعياً لأهلها وسكانها .

وفيما يتعلق بأمر الحفر أكد الأفخم أنها تعد بمثابة سد مفيد لأهالي المنطقة تتجمع فيها المياه وأن إدارته بدأت في تسييجها ووضع لوحات إرشادية تحذيرية عليها تجنباً لوقوع المخاطر والكوارث .

لافتاً إلى أن حكومة الفجيرة تسعى بشكل حثيث لترسية عدد من المشروعات الخدمية الكبيرة بالمدن والبلدات بالإمارة لتعزيز مسيرة التنمية والتطوير وتحقيق الرفاهية للأهالي والسكان .

المصدر : الخليج 23 يوليو 2011