محاولة لإرضاء الفضول تهدم الثقة وتفتيش أغراض الزوج شرطة منزلية

عندما يطرأ تغيير مفاجئ على سلوك الزوج تبدأ الزوجة العيش بدائرة الشك ويتجه كل تفكيرها إلى أن زوجها يخفي شيئاً عنها، فيدفعها فضولها للتفتيش في خصوصياته للوصول إلى دليل لإثبات أو نفي ظنونها، تجد بعض الزوجات أن هذا حق من حقوقها حتى تعرف كل صغيرة وكبيرة عن زوجها، وأخريات يكتسبن عادة التفتيش من الأم أو نصيحة إحدى الصديقات، وتختلف ردة الفعل من زوج لآخر، فبعضهم يعتبرها حالة عابرة والبعض الآخر لا يقبلها لأن فيها نوعاً من انتهاك الخصوصية وعدم الثقة .

مروة محمود (26 سنة) وتقول: أفتش أغراض زوجي لاعتقادي دائماً أن هناك ما يخفيه، فطبع زوجي هادئ وقليل الكلام وعندما أواجهه بأي شك بتصرفه لا أجد أجوبة شافية، فاض بي الكيل اشتكيته لصديقتي فنصحتني بتفتيش أغراضه، وهذا عن تجربتها الشخصية إذ كان زوجها يتأخر لساعات طويلة ليلاً ويكثر الهدايا لها فشكت بأمره واكتشفت خيانته بهذه الطريقة، لذا نصحتني أن أكون على علم بما يفعله حتى أتدارك المشكلة قبل وقوعها .

وتقول أميرة عيسى حول تفتيشها لأغراض زوجها: إن العلاقة الزوجية رباط مقدس ويجب أن لا يخفي أي طرف شيئاً عن الآخر، وأحرص يومياً بعد عودة زوجي من العمل على تفتيشه أمام عينيه، يضحك ويردد أنني لن أجد شيئاً يريحني وهذا يزيد من فضولي .

وتؤكد ميادة حسين (35 سنة) أن سبب طلاق إحدى صديقاتها هو تفتيش جيوب زوجها، وتقول: تزوجت إحدى صديقاتي منذ 3 سنوات وكانت دائماً تشك في تصرفات زوجها بالرغم من زواجهما بعد قصة حب دامت 4 سنوات، حذرتها كثيراً من هذا السلوك فهو تعدٍ على خصوصياته وسبب في هدم الثقة بينهما وسيؤدي إلى الطلاق، ولكنها للأسف لم تهتم بكلامي حتى وقع .

حنان محمد (23سنة) على وشك الزواج وتقول: أولى النصائح الزوجية التي نصحتني بها أمي هي الابتعاد عن عادة التفتيش السيئة التي تسبب المشاكل وتهدم البيوت وأن الرجل يكره هذا السلوك بشدة لأنه يحمل معاني كثيرة منها عدم ثقة الزوجة بنفسها ثم زوجها، وأن لكل زوج خصوصياته حتى لو بسيطة وعدم الحرص على معرفة كل شيء وأن تكتفي الزوجة بما يسمح به زوجها، وعند خطأ الزوج يجب عليها أن تسامح وتغفر وسيأتي الوقت الذي يدرك فيه خطأه، والزوجة العاقلة هي التي توصل السفينة إلى بر الأمان .

وعن رأي الرجال، يقول مازن سيف (39 سنة): قد تلجأ العديد من الزوجات إلى تفتيش الزوج من باب الفضول لا أكثر لكن ذلك دليل على الشك والرجل بطبعه يحب الحرية وعندما يجد من يتدخل في كل صغيرة وكبيرة قد يضجر من هذا التصرف وقد يلجأ للطلاق كحل نهائي، كما فعل أحد أصدقائي بعد إصرار زوجته على تفتيشه بشكل يومي .

ويشبه إيهاب متولي الدخول إلى بيته بأحد السجون، موضحاً أنه ما إن يدخل حتى تبدأ زوجته بتفتيش جيوبه وتفتح المحفظة وترى ما بداخلها وتقلب بالأرقام الصادرة والواردة بالهاتف وتفتح الرسائل ثم تبدأ باستجوابي . ويؤكد أنه قد يتعمد تأخير العودة للمنزل حتى يبتعد عن الجو البوليسي الذي فرضته زوجته عليه، مشيرا إلى أنه لجأ لأمها لتنصحها وتبين لها عواقب هذا السلوك فتوقفت بعض الوقت ثم سرعان ما عادت لذلك .

ولا يعترض مهند عدلي (33 سنة) على تفتيش زوجته لأغراضه: إن كان سيريحها نفسياً، على حد قوله . ويضيف: لا أعترض على ذلك فلا يوجد ما أخفيه ويؤكد أن الرجل الذي عنده سر يسعى بكل الطرق إلى إخفائه، ويضيف: تعودت أنا وزوجتي على الصراحة، فبعد عودتي من عملي أكون مثل الكتاب المفتوح معها أخبرها عما يفرحني ويزعجني وما لا أرضاه، فهذا الأسلوب يجعلها مطمئنة .

أما علي مرزوق فله رأي أخر، ويؤكد أنه إذا وجد زوجته تفتشه سيطلقها ويقول: لن أسمح لها بتفتيش أغراضي، فكيف أعيش معها بنفس المنزل ويربطنا عقد سامٍ وهي لا تثق بي؟ فأنا أعاملها بما يرضي الله وأخافه في جميع تصرفاتي، لذلك لا أسمح بهذا الأسلوب لأنه يهدم الثقة بيننا ويزرع في قلوبنا الشك .

محمد سامح، أخصائي بالطب النفسي، يرى في لجوء العديد من الزوجات لتفتيش أغراض أزواجهن دليلاً على وجد شرخ كبير في علاقتهم مما يؤدي لتدميرها . ويشير إلى أن هذا السلوك مرفوض من كلا الطرفين فالعلاقة الزوجية لا بد أن تبنى على أساس الاحترام والثقة المتبادلة .

ويؤكد أن هناك بعض التصرفات التي تدفع الزوجة للشك في الزوج وإن كان يفعلها بحسن نية كرده على الهاتف بعيدا عنها أو اللجوء لتجاهل بعض المكالمات في وجودها أو خفض صوته عند الحديث فيه، مما يزيد من فضولها للعثور على دليل لإدانته أو إبطال ظنونها .

ويشير إلى أن بعض الأمراض النفسية قد تصاب بها الزوجة تقلل من ثقتها بنفسها منها الاكتئاب أو شعورها بأن زوجها غير مهتم بها، فعلى الأزواج مراجعة تصرفاتهم وفهم طبيعة المرأة للحد من هذه السلوكيات السلبية .

وعن رأي الدين في تفتيش الزوجة لأغراض زوجها، يقول فضيلة الشيخ حسن عبيد، دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي: لا يجوز للمرأة تفتيش متاع زوجها إلا إذا سمح به؛ لأنه نوع من التجسس ويعتبر حراماً لقول الله تعالى: “ولا تجسسوا”، ولما رواه أحمد وغيره عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته” .

ويؤكد أن التفتيش دليل على عدم الثقة بين الزوجين ومؤشر خطير عواقبه وخيمة، ولعله يهدد بانهيار الأسرة، ويقول: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بترك كل ما من شأنه إثارة الشكوك والظنون أو تتبعها، ففي صحيح مسلم وغيره عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَال: “نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ أَنْ يَطْرُقَ الرجُلُ أَهْلَهُ لَيْلا يَتَخَونُهُمْ أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ” .

Related posts