أسهم افتتاح شارع الشيخ خليفة الرابط بين مدينتي دبي والفجيرة مطلع الشهر الجاري في انتعاش الحركة السياحية بمدينة الفجيرة، بعد أن سهل الطريق الذي يبلغ طوله 40 كيلومتراً، ويبدأ من شارع الشارقة مليحة، وينتهي عند ضاحية الحيل في مدخل الفجيرة الغربي، حركة الوصول إلى مدن ومناطق الساحل الشرقي، وقلل الطريق الذي يعد من أفخم الطرق التي نفذتها وزارة الأشغال بالدولة من 3 مسارات في كل اتجاه، وبيزانية إجمالية فاقت 7 .1 مليار درهم، واستغرق إنشاءه 5 سنوات، قلل زمن الرحلة المستغرق بين المدينتين إلى النصف، حيث بات الوصول إلى مدينة الفجيرة لا يحتاج إلى أكثر من 45 دقيقة .
“الخليج” رصدت التغيرات والآثار التي أحدثها الطريق في القطاع السياحي، حيث أكد أحمد إبراهيم محمد رئيس لجنة السياحة بهيئة الفجيرة للسياحة والآثار أن الطرق هي شريان السياحة والمعبر السهل للوصول إلى حيث البنيات والموارد السياحية، وتوافر المقومات الجاذبة للسياحة والإغراءات وأسعار الفنادق الميسرة، وأضاف أن افتتاح شارع الشيخ خليفة الرابط بين مدينتي دبي والفجيرة، بلا شك أثر بشكل إيجابي وكبير في انتعاش حركة السياحة الداخلية بنسبة راوحت بين 10 و15 في المئة، باعتبار أن الطريق مكّن السياح والزوار على مستوى مدن ومناطق الدولة المختلفة من الوصول إلى مدينة الفجيرة بيسر، حيث أسهم الطريق الذي يتميز بالسهولة والانسيابية والتصميم الهندسي البديع في اختصار زمن الرحلة والوصول إلى الفجيرة في مدة لا تتجاوز ال 45 دقيقة على الرغم من عدم استكمال باقي الخدمات على جانبيه من محطات تزويد الخدمة وغيرها من خدمات متوافرة على الطريق القديم، الذي يمر عبر مدينة الذيد، مشيراً إلى أن بلدية الفجيرة تبذل حالياً جهوداً كبيرة في توفير هذه الخدمات، فيما قررت القيادة العامة لشرطة الفجيرة إنشاء نقطة إسعاف وإنقاذ على الطريق، تعتبر من أهم عوامل الأمان والطمأنينة التي ينشدها المستخدمون .
وقال أحمد إبراهيم إن الطريق بسهولته وتصميمه الراقي، الذي يعد الأميز على مستوى شبكة الطرق الخارجية بالدولة، فضلاً عن المناظر الجبلية التي تحف جانبيه، التي تشكل في حد ذاتها معالم سياحية، دفع كثيراً من السياح بالداخل والخارج إلى زيارة الفجيرة، حيث زادت أعدادهم بشكل ملحوظ للمنطقة من أجل التمتع ببنيتها السياحية المتميزة ومقوماتها من سهل وجبل وبحر، كما أن الموسم السياحي بالدولة جعل السياح من روسيا وأوكرانيا وألمانيا وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية يزورون الفجيرة عبر الطريق الجديد للتعرف إلى قلاعها وحصونها وشواطئها وجبالها، ما أدى إلى ازدهار الحركة السياحية بالفجيرة .
وكشف رئيس لجنة السياحة بالهيئة عن مساعٍ تبذلها إدارته بالتعاون مع بلدية الفجيرة، لاستقطاب شركات سياحية تستطيع جذب أفواج السياح من داخل الدولة وخارجها، وإعداد البرامج السياحية لهم والفعاليات المختلفة لهذه الأفواج، مشيراً إلى أن عمل ونشاط هذه الشركات بالتوازي مع الخدمات والإغراءات التي تقدمها الفنادق، قادر على التطوير والإنعاش السياحي بالإمارة .
من جانبهم أجمع مديرو الفنادق بالفجيرة على الأثر الإيجابي الذي أحدثه افتتاح شارع الشيخ خليفة في زيادة إشغال الفنادق، حيث قال محمد فكري المدير العام لفندق كونكورد بالفجيرة إن افتتاح شارع الشيخ خليفة دبي الفجيرة، أثر بشكل كبير وواضح في القطاع السياحي، حيث زادت نسبة الإشغال في الفنادق خلال الأسابيع الثلاثة الماضية 10 في المئة، أثراً مباشراً لافتتاح الطريق، الذي سهل حركة الوصول إلى الفجيرة عبر منجز فخم وآمن ومنساب وفي مدة زمنية للوصول تقل عن نصف المدة المستغرقة بالطريق القديم، مشيراً إلى أن كثيراً من المقيمين بالدولة كانوا يستصعبون أمر زيارة الفجيرة قبل افتتاح الطريق الجديد، نسبة إلى طول الطريق القديم الحافل بالمنحنيات والمطبات والشاحنات، ما يطيل مدة الزمن الذي يمضيه الزائر في الوصول إلى المدينة التي تتمتع ببنية سياحية متميزة واتسعت فيها رقعة المراكز التجارية الكبرى، ما شكل عامل جذب إضافياً للسياح، وأنعش القطاع السياحي، وبات على خلفية ذلك كثير من الناس في مدن ومناطق الدولة المختلفة يستسهلون زيارة الفجيرة التي أضحت في متناولهم، ما زاد حجم الإشغال وفرض في الوقت نفسه على إدارات الفنادق بالإمارة ضرورة تجويد خدماتها الفندقية لاستيعاب هذه الزيادة المتوقع ارتفاعها في مقبل الأيام .الخليج
