هجرة المواطنين التدريس.. بين تراجع الهيبة وقلة الإمكانات

على الرغم من قدسية مهنة التدريس التي تعد أولى مهن الأنبياء، باعتبارها أداة تستنير بها العقول ويتشكل معها الوجدان وتصنع بها الحضارات، فإن تلك المهنة ظلت لفترات طويلة من المهن المهجورة في الدولة من قبل المواطنين الذكور تحديداً، لأسباب عدة، أهمها: كثرة الأعباء التي لا يقابلها التقدير المادي أو المعنوي المناسب، وغياب المزايا الوظيفية الأخرى، أقلها التأمين الصحي، مقارنة بالدوائر والمؤسسات الحكومية والخاصة، والأهم تراجع هيبة المعلم.

في المقابل، فإن المؤشرات الأولية لقرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بزيادة رواتب العاملين في الدوائر الاتحادية، بمن فيهم المعلمون الذين اختصهم بصرف علاوة فنية بنسبة 100% تضاف إلى علاوة بدل طبيعة العمل، تشير إلى أن تلك الظاهرة ستتراجع تدريجياً.

«العلم اليوم» حرصت على استعراض تلك الظاهرة، وما صاحبها من مستجدات، مع مختلف الأطراف المعنية، لبحث أسبابها وتداعياتها في ظل الاهتمام الذي توليه الدولة للعلم والمعلمين.

استقطاب

في البداية قالت فوزية غريب وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع العمليات التربوية، إن الوزارة تتجه بفاعلية نحو توطين مهنة التدريس بشكل خاص بين مختلف قطاعاتها التربوية، وتعمل على استقطاب المعلمين الذكور الذين أثبتوا قدرتهم المهنية في الميدان التربوي، مؤكدة أن الزيادات الأخيرة التي أمر بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ستسهم بشكل كبير في استقطاب المزيد من المعلمين المواطنين، بدءاً من العام الجاري.

أعداد

وفي سياق متصل، أوضحت وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع العمليات التربوية، أن عدد المدارس الحكومية في دبي والإمارات الشمالية بلغ 422 مدرسة، بواقع 80 مدرسة في دبي، و83 تتبع منطقة الشارقة التعليمية، و45 لمكتب الشارقة التعليمي، و40 في عجمان، و22 في أم القيوين، و62 في الفجيرة، و90 في رأس الخيمة.

 ويبلغ قوام الهيئة التعليمية بها نحو 12872 معلماً ومعلمة من المواطنين والوافدين، منهم 389 معلماً مواطناً، بينما يبلغ عدد المعلمات المواطنات 7508 معلمات، لافتة إلى أن الهيئة التعليمية تختلف عن الهيئة التعليمية المساعدة التي تضم أمناء المختبرات والمكتبات والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين والنطق.

مرتبة

وأكدت فوزية غريب أن منطقة رأس الخيمة التعليمية جاءت وفقاً للإحصائيات في مقدمة المناطق التي تضم أكبر عدد من المعلمين المواطنين الذكور بواقع 109 معلمين، في الوقت الذي بلغ فيه عدد المعلمات المواطنات 1826 معلمة، بواقع 1935 معلماً ومعلمة من المواطنين والمواطنات، من أصل 2828 معلماً ومعلمة من المواطنين والوافدين، وتأتي منطقة أم القيوين التعليمية في المرتبة الأخيرة، من حيث عدد المعلمين المواطنين الذكور، إذ تضم إجمالي المدارس الحكومية بها 7 معلمين فقط.

بينما يبلغ عدد المعلمات المواطنات 368 من أصل 663 معلماً ومعلمة من المواطنين والوافدين.وأشارت إلى أن الزيادة الملحوظة في عدد المعلمات من المواطنات مقارنة بالذكور، يرجع إلى أن الحلقات الأولى من جميع المدارس في الدولة التابعة للوزارة لا يعمل بها سوى معلمات فقط، سواء مواطنات أو وافدات، وهو ما أسهم بدوره في الزيادة الملحوظة لعدد المعلمات المواطنات في مختلف المدارس، مقارنة بالذكور منهم. البيان

Related posts