يرين أنها تعرقل العمل لأسباب نسائية … موظفات يفضلن المدير الرجل على المرأة

الغيرة النسائية شعور بالضيق مرتبط بزيادة موجودة لدى امرأة أخرى ينتج عنه شعور بالنقص لافتقاد بعض الإمكانيات العقلية أو الجسمانية وطبعاً الجمالية، وغالبا ما ترتبط الغيرة لدى المرأة بمشاعر سلبية مثل الحقد والحسد. ولم تصبح هذه الغيرة شعوراً داخلياً تحتفظ به بعض النساء تجاه مثيلاتهن وزميلاتهن، إذ أصبحن يفقدن السيطرة في التحكم بمشاعرهن الداخلية لتسيطر الغيرة على تصرفاتهن التي قد تؤدي أحيانا إلى الضرر بمن حولهن من الزميلات.

ترى الكاتبة الفرنسية إليزابيث ألكسندر في مجلة «ماري كلير» أن الغيرة النسائية ترجع إلى جينات أنثوية داخل كل امرأة تجعلها ترفض أن تكون امرأة غيرها على القمة سواء في العمل أو الجمال‏ أو الزواج‏، ‏كما ترجع الغيرة إلى شعور البعض بقلة الحيلة وضآلة الشأن ما ينتج عنه كراهية الذات‏. وتضيف إليزابيث أن الحل الوحيد لدي المرأة الغيورة من نظيراتها هو أن تصب الغضب الموجود بداخلها على امرأة أخرى سواء بانتقادها والتقليل من شأنها أو محاربتها في مشوار نجاحها في عملها، وهذا ما تعاني منه بعض الموظفات اللاتي يشتكين من غيرة مديراتهن العازبات كونهن دخلن القفص الذهبي، وفي المقابل تحاول المديرة تعكير صفو حياتهن برفض إجازاتهن أو ترقيتهن في الوظيفة أو حتى استئذانهن بغير وجه حق.

تنتقد عملي

تستنكر هدى الشامسي تصرفات مديرتها حين تطلب منها الموافقة على إجازتها السنوية معللة سبب الرفض بأن ذلك قد يؤثر على مستوى العمل، وتضيف غالبا ما أرى علامات الغيرة والحقد في وجه مديرتي، فرغم أنني متزوجة منذ أكثر من 5 سنوات وكنت على وشك أن أحصل على الترقية لتميزي في عملي بتقديم أفكار ومقترحات لنجاح القسم الذي أعمل فيه بشهادة الجميع، إلا أنني أجدها دائمة الانتقاد لي في عملي، بمعنى أنه لا يعجبها أي مقترح أقدمه لصالح العمل. وبنوع من الاستغراب تشير الشامسي إلى تدخلات المديرة بخصوصياتها الزوجية وتقول: كثيرا ما تسألني عن حياتي الزوجية وهل أنا في سعادة أم شقاء وكم لديّ من الأبناء، وهل زوجي جميل أم ..، ورغم ذلك لا أدع لها مجالاً لتعرف كل شيء. موضحة: رغم معرفتي بعدم زواج مديرتي إلا أنني أرى أن الزواج قسمة ونصيب، وليس له علاقة بالعمل، موضحة تصرفات المديرة غير المبررة بالقول: تعرضت الكثير من الموظفات اللاتي يعملن معي في القسم لمضايقات من المديرة بسبب هذا الموضوع، كونهن متزوجات ويتمتعن بحياة عائلية مستقرة، وهي ما زالت تنتظر فارس أحلامها.

ظلم المديرة

من أجل أن تسمع كلمة ماما تزور الموظفة فاطمة محمد الأخصائية النسائية لعلاج العقم في عيادة خاصة من فترة لأخرى علها تجد علاجا يبث الأمل في حياتها، وتقول وعلامات الضيق باديه على ملامحها: كلما علمت مديرتي بموعد الدكتورة تطلب مني القيام بأعمال كثيرة لا تنتهي إلا مع انتهاء الدوام، وهذا بالطبع يلغي موعدي مع الدكتورة الذي بشق الأنفس أحصل منها على موعد قريب يناسب دوامي.

وتتابع «رغم علم مديرتي أنني أتعالج من العقم إلا أنها كثيرا ما تحبطني وتؤكد لي أن هذه الدكتورة «بياعة كلام» وليس لديها أي علاج يساعدني على الإنجاب، تصمت فاطمة وتعاود الحديث بضيق، فكرت كثيرا في تقديم استقالتي لارتاح من تعنت وغيرة مديرتي، ولكن إصرار زميلاتي بالبقاء جعلني أتردد بالعدول عن الاستقالة، وبالإضافة إلى رفضها للاستئذان للوفاء بمواعيدي الطبية، كثيرا ما تطلب مني تقريرا مفصلا من المستشفى عن حالتي الصحية والذي اعتبره من خصوصياتي، وأشارت فاطمة بانزعاج إلى أن مديرتها عرقلت الكثير من الأمور الضرورية في حياتها الشخصية ومن أهمها العلاج من أجل الإنجاب.

مهمة مستحيلة

ضبط العمل النسائي من المهام الصعبة بحسب مديرة المدرسة الابتدائية مريم خميس وعن تجربتها تقول: يجب على من ترأس موظفات أن تستخدم كل المهارات النفسية والعاطفية وكذلك كل الأساليب الممكنة ليسير العمل في إطار التنافس الشريف فالتعامل مع السيدات مهمة ليست سهلة.

وعن مسببات الغيرة بحكم تجربتها، توضح مريم: إذا شعرت إحدى الموظفات بأنها لا تقدر بالشكل اللازم بينما يتم إعطاء مميزات ليست في محلها لزميلة أخرى أو أن تمثل الأخيرة عامل تهديد لمكانتها الوظيفية، فإن ذلك يدفع الموظفة إلى التحزب مع موظفات أخريات ناقمات على أوضاعهن مما يضر العمل، كما أن غيرة المديرات العازبات حالات فردية، ولايمكن تعميمها لأن الغيرة من وجهه نظري هي المحرك الأول لهذه الفئة من المديرات العازبات، حيث يلجأن لمثل هذه التصرفات التي تؤدي إلى تعكير حياة موظفاتهن المتزوجات. ما يؤدي إلى إشعال نار الخلافات في الحياة العملية، ولاسيما أنهن لايفكرن بأن موضوع الزواج قسمة ونصيب، مشيرة إلى أن بعض المديرات لا يكون لديهن إحساس بمسؤولية موظفاتهن العائلية، بالرغم من أن البعض منهن يرفضن الزواج بإرادتهن، والبعض الآخر يعانين من مشاكل نفسية بسبب عدم زواجهن ما ينعكس سلبا على الموظفات.

المدير أفضل

الموظفون من الجنسين لهم وجهة نظرهم في هوية المدير الذي يفضّلونه، حيث تؤكد سعاد يوسف (22عاما)، أن العمل مع الرجال نعمة كبيرة لا تقدر بثمن وأنها لو تم تخييرها بين وظيفتين الأولى مع مجموعة من النساء براتب عال والثانية مع رجال بمرتب أقل ستختار العمل مع الرجال دون تردد. وتوضح الأسباب قائلة، إن العمل مع النساء ممل ومليء بالمشاكل التي لا أحب التوقف أمامها، فغالبية الفتيات يتجهن إلى العمل بحثاً عن عريس في نفس المكان أو في الشارع، أما النساء المتزوجات فيشتعلن غيرة من الصغيرات ومن ثمة يلقين عليهن بالإسقاطات النفسية، والطامة الكبرى إذا كان المسؤول عن العمل امرأة، لقد تركت وظيفة ممتازة وكنت أتمناها من قبل بسبب تلك المديرة التي لا تستلطفني فقط، وعندما أثبت جدارتي في العمل دبرت لي مكيدة كبيرة واتهمتني بالإهمال، حتى أترك لها العمل وبالفعل نجحت فيما تريد.

الرجل يخجل

بينما ميسون النعيمي (موظفة)، تفضل أن يكون مديرها رجلاً، وتبرر ذلك بأن الغيرة تقع بين المديرة والموظفات مهما كانت درجة ثقافة تلك المديرة وخبراتها، وهذا يؤثر في سير العمل. كذلك ريهام أنس (31 عاماً)، موظفة في مؤسسة حكومية، تفضّل التعامل مع المدير الرجل لا المديرة المرأة، معتقدة أن التعامل مع الرجل أسهل، فالمرأة تحكمها الغيرة، إضافة إلى أن الرجل يخجل من التعامل مع النساء بفوقية كما تفعل أغلبية النساء المديرات.

ويتفق أشرف عكور، موظف في القطاع الخاص، مع كلام ريهام ويضيف أن التعامل مع المدير الرجل أسهل من التعامل مع المديرة المرأة، لأن المرأة تحاول أن تثبت دائماً أنها قوية الشخصية كالرجل.

عاطفة المرأة

وذكرت الأخصائية النفسية فاطمة أحمد، أنه على الرغم من قدرة المرأة على التحمل والصبر، التي من شأنها تمكينها من تولي مناصب قيادية كبيرة، إلا أن عاطفتها هي التي تغلب على مجمل قراراتها، وهذا من شأنه أن يضع شيئا من الضغوط على من هن تحت إدارتها، وتشير: كما أن أكثر من 70% من السيدات في مواقع الإدارة يبالغن في قراراتهن حتى يثبتن أنهن قادرات على القيادة. ولم تغفل في حديثها تدخل عوامل الغيرة، التي من شأنها أن تتسبب في كثير من الضغوط بين النساء، ما يدفع إلى إخفاق بعض القياديات في احتواء مرؤوساتهن، إلى جانب أن المرأة القيادية تتحمل عبئا يفوق ما يتحمله الرجل القيادي يتمثل في عبء المنزل والأطفال ومهام الزوج مع العمل، ما قد ينعكس سلبا على آلية عملها واتخاذها القرار».

القيادة وتحمل المسؤولية

يعلق الأخصائي الاجتماعي محمد شاهين، في محاولة لتوضيح مفهوم رغبة عمل بعض السيدات تحت إدارة الرجال، بأن عاطفة المرأة وسرعة تأثرها بالعوامل الاجتماعية المحيطة بها، هي من الأسباب الرئيسية خلف تفضيل البعض العمل تحت إدارة الرجل.

ولفت إلى أنه لا يوجد أي فرق بين المرأة والرجل في القدرة على تولي مناصب معينة، لكن توافر خصال القيادة بحكمة وتحمل مسؤولية القرارات الخاطئة عند الرجل القيادي يصنع الفارق لصالحه، ومن جانب آخر، يرى الأخصائي الاجتماعي أن عمل المرأة تحت إدارة الرجل يفتح آفاقا أخرى تتسم بالموضوعية تجاه قدرات وإمكانات المرأة العاملة، ووضعها الأسري، لا سيما أن طبيعة حياة المرأة تحاط بهالة من الخصوصية، إلى جانب التزاماتها العائلية.الاتحاد هناء الحمادي

Related posts