تعدّد الثقافات يُثري «الفجيرة للمونودراما» الخامس

«تعدد الثقافات» والقضايا الإنسانية، كانا محور مضمون وتوجهات العرضين الاستهلاليين: «العازفة» و«تلك هي النهاية»، في فعاليات اليوم الأول لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في دورته الخامسة، أول من أمس، والتي تضم 12 عرضاً متنوعاً، وتستمر حتى السبت المقبل. وقالت الفنانة اللبنانية نضال الأشقر، في تصريح لـ(البيان)، على هامش انطلاق برنامج عروض المهرجان: «في حال لم يكن هناك نص وإخراج مسرحيان، فضلاً عن الأداء والصوت، فيجب ألا نقدم أي عرض مسرحي، وإذا لم تكن هذه الأدوات موجودة، فما نشاهده ليس مسرحاً».

 وأضافت: «لا يمكن للمخرج أن يصنع مونودراما، ولا يمكن للمثل أن يفصل المونودراما على قده». كما ناقشت الندوتان التطبيقيتان، على هامش العرضين، الموضوعات والمعالجات الإنسانية في كل منهما.

قضايا إنسانية

شهد اليوم الأول للمهرجان عرضين مسرحين، الأول هو (العازفة) من إنتاج هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وتأليف الدكتورة ملحة عبد الله من السعودية، وتمثيل وإخراج لطيفة أحرار من المغرب، إذ قدمت المسرحية على خشبة مسرح جمعية دبا.

وجاء العرض الثاني تحت عنوان «تلك هي النهاية» القادم من أذربيجان، من تأليف النمساوي بيتر توريني، وترجم إلى الأذربيجانية من قبل نرمان عبد الرحمانلي، ومن تمثيل الفنان غوربان إسماعيلوف، وإخراج الفنان بهرام أسمانوف. والعمل يحكي قصة شاب صحافي متوسط العمر يعيش حالة صراع داخلي، بعد أن فقد الأمل في إيجاد مكان له في الحياة.

وفي المقابل، يتكئ عرض (العازفة)، في صورته الأولى، على الماضي ارتباطاً بما هو حاصل الآن. وهنا قبل أن يتحول العرض إلى نوع من التراجيديا الشخصية التي تتصارع في كنفها مجموعة من الإرادات والتناقضات، حيث تبدو المرأة وهي تحب زوجها تارة وتبغضه تارة أخرى، وذلك قبل أن تدفنه في علبة البيانو، في مشهد يعكس صراع الحياة عموماً وصراع الأنوثة المرتبطة موضوعياً، بمعادلها الذكوري في ظل القيم الاجتماعية والثقافية السائدة في في المجتمع.

ناقشت الندوة التطبيقية الأولى، مسرحية (العازفة)، وأدارها الفنان عبد العزيز السريع من الكويت، الذي نوه بالنص والقضية الإنسانية التي تصدى لها، مؤكداً أن لكل مخرج أسلوبه في العمل على أي نص يتبناه، بينما تحدث المسرحي التونسي المنجي بن إبراهيم عن جمال العرض ولطافته، مقدراً الجهود التي بذلت من خلال التناول الجميل للأداء وإدارة الأداء والإيقاع، حيث تمكنت المخرجة من تسيير العمل باستخدام تقنية ورؤى متميزة. كما وصف المسرحي حاتم السيد من الأردن، النص بأنه أدبي، وقال إن المخرجة بحاجة إلى حلول إخراجية أكثر له. ورأى عزيز خيون من العراق، أن النص لم يعالج قضايا جديدة.

وشارك في الندوة التطبيقة الثانية التي ناقشت مسرحية «تلك هي النهاية»، مؤلف العرض توريني، وممثله اسماعيلوف، وعبدالرحمانلي. بينما أدارها محمد سيف الأفخم رئيس المهرجان، وتحدث المتداخلون فيها عن اللغة في الأعمال الأجنبية التي تشكل عائقاً بين الجمهور والممثل، مع اقتراح طباعة النصوص على كتيبات باللغة العربية. وأكد المسرحي السوداني علي مهدي، أن فكرة العرض قد وصلت بشكل واضح للمتلقي، مشيداً بأداء الممثل اسماعيلوف. ورأى أسعد خليفة (من الاردن) عكس ذلك، حيث أعرب عن أسفه لعدم وصول العرض الى المتلقي بسبب اللغة التي كانت عائقاً. البيان

Related posts