مصارعة الثيران متعة كل جمعة وتقليد شعبي تحافظ عليه الفجيرة

تتميز إمارة الفجيرة بالعديد من العادات والتقاليد المتوارثة، ومنها مصارعة الثيران التي تعتبر تقليداً شعبياً وأبرز الرياضات الشعبية القديمة التي تمارس على شاطئ الفجيرة في ساحة مصارعة الثيران بالقرب من منطقة الرغيلات كل يوم جمعة عصراً بهدف الحفاظ على الموروث الشعبي وتوفير المتعة والإثارة والتسلية للجمهور . ويشارك في المصارعة الثيران القوية التي تربى لهذا الغرض في حلبات خاصة، وفي هذا النوع من النزال، يترك الثوران إلى أن يجبر أحدهما الآخر على الفرار أو التوقف عن النزال وعندئذٍ يكون الثور الفائز . ومصارعة الثيران لا تصل إلى الموت، لكنها لا تخلو من الدماء بسبب قرون الثور القوية .

تستقطب ساحة مصارعة الثيران بالفجيرة المئات من الزوار والمعجبين من داخل الدولة وخارجها، وهذه المصارعة ليست مثل الألعاب الرياضية الأخرى التي يُكتسب من ورائها المال مباشرة وإنما يجني صاحب الثور الفائز شهرة وسمعة في حال فوز ثوره، إضافة إلى ارتفاع قيمة الفائز والاستمتاع والمتعة بروح اللعبة .

عبدالله علي الكندي، مسؤول مصارعة الثيران بالفجيرة، يقول: لا ينظر إلى مصارعة الثيران بكثير من الغرابة في الفجيرة، لأنها تعد من الرياضات والهوايات التي اشتهر بها أهاليها قديماً، ونبذل الجهد الكبير للحفاظ عليها واستمرارها وخلق جو من المنافسة بين ملاك ثيران المناطحة .

ويضيف: الأهالي يصرون على المحافظة على هذه المصارعة وعدم تضييعها وسط الرياضات الكثيرة التي يمارسها الشباب . ومضت فترة ترك الناس فيها هذه الرياضة التراثية، لكن بتشجيع من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، عادت إلى واجهة الاهتمام والناس يجدون المتعة في متابعة هذه الرياضة ويقبلون على مشاهدتها من جميع إمارات الدولة وخارجها، خاصة كبار السن الذين يشكلون أغلبية الحضور .

ويشير الكندي إلى أن النزاع في هذه المصارعة يدور بين ثورين ضخمين مدربين على الصراع والحركة السريعة، وبمجرد أن يسقط أحدهما على الأرض أو أن يجبر أحدهما الآخر على الفرار أو التوقف عن النزال يعلن الحكم نهاية المباراة، ويتم إبعاد الثورين عن بعضها بعضاً بواسطة شد الحبل الطويل المرتبط بعنق كل منهما .

محمد خميس الشري، منظم لمصارعة الثيران، يقول: أصبحت ساحة الثيران بالفجيرة وجهة سياحية مثيرة بالنسبة إلى السياح العرب والأجانب، ونسعى بالتعاون مع عدد من الجهات والمؤسسات إلى المحافظة عليها وإنشاء ميادين خاصة لها . ويجذب عرض مصارعة الثيران عدداً كبيراً من المارة المواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى تجمعات كبيرة من السياح الذين ترتسم علامات الفرحة على وجوههم منبهرين بالعرض الشيق الذي يجعلهم يعيشون في أجواء جديدة ويهتفون ويشجعون الثور الأقوى في المصارعة .

ولمصارعة الثيران الكثير من القوانين المنظمة، حسب الشري، ولها لجنة خاصة يرأسها شخص يسمى “العقيد” وتضم الحاجزين اللذين يشكلهما ثمانية أو تسعة أشخاص داخل الحلبة مهمتهم الفصل بين الثيران عند انتهاء الوقت المحدد للمصارعة وإعلان الفائز الذي يقرره “العقيد” . وتكون مهمة “العقيد” دعوة مالكي الثيران للمشاركة وتصنيفها واختيار الصالحة للمصارعة اعتماداً على أسس وقواعد أهمها الحجم والوزن والفصيلة . وعلى “العقيد” مراقبة المصارعة وإنهاؤها عندما يتضح أن أحد الثورين فاز أو تعادلا في المصارعة، وتراوح مدة المصارعة بين خمس وعشر دقائق ويشارك فيها أكثر من 25 إلى 30 ثوراً .

محمد بن سعود، مشرف على المصارعة، يقول: تبدأ المصارعة بمبادرة من أحد الثورين إلى مهاجمة الخصم بنطحة يجب على الآخر أن يكون استعد لها ويستمر اللقاء مع صياح الجمهور وقوة المباراة بين الثورين حتى هروب أو سقوط أحدهما .

ومع مجريات الصراع تسمع ضحكات الحضور والتوبيخ أو التصفيق لنطحة قوية موجعة، وخلال فترة المباراة يحرص التجار على انتقاء وشراء الثيران الفائزة وذات السلالة الجيدة والمشهورة، خاصة الثيران الإماراتية المعروفة باسم “الفجيروية” .

عبيد راشد الحمودي، مشارك، يقول: هناك شروط لدخول الثور ساحة المصارعة أهمها أن يكون عمره سنتين أو ثلاث سنوات، وأن تبرى قرون الثور وفق مواصفات معينة أهمها ألا تكون حادة، ولا يجوز الانسحاب بعد دخول الثور الحلبة .

علي أحمد، مشارك، يقول: تعتبر مصارعة الثيران من أشهر الألعاب التراثية التي يتجاوز عمرها مئات السنين . ويتردد كبار السن على ساحة مصارعة الثيران، خصوصاً المعمرين، لأن هذه اللعبة نشأت منذ أن استأنس آباؤهم وأجدادهم الثيران وسخروها لحراثة حقولهم وري مزروعاتهم، ويؤكد أنه منذ 20 سنة يشارك بهذه اللعبة الشعبية التراثية .

ويوضح عبيد البلوشي، مشارك، أن من أبرز الشروط وقواعد لعبة مصارعة الثيران بالفجيرة وجود لجنة تحكيم تشترط عدم مناطحة ثور لآخر أقل منه وزناً وإمكانية وسناً، وأن يكون الثوران من نفس الفصيلة لضمان الحياد في الحلبة التي تتشكل من قطعة أرض مربعة كبيرة المساحة .

حسين سليم عبدالله، مشارك، يقول: لا أستهدف من وراء مشاركتي جني المال، بل أجني في حال فوز ثوري شهرة وسمعة، بالإضافة إلى ارتفاع قيمته، أما الثور المهزوم فيفقد معظم سعره الذي قد يصل إلى آلاف الدراهم، هذا عدا حالة الكره التي تنشب بين الثور المهزوم وصاحبه الذي يشعر بالألم جراء ما ألحق به ثوره من خزي أمام الجماهير . ومن الممكن أن يكون الذهاب بالثور إلى أقرب مذبح الحل للتخلص من هذه المشاعر .

وأشار عبدالله محمد الحمادي، مشارك، إلى أن تكلفة الاعتناء بالثور الذي يدخل المصارعة تبلغ شهرياً نحو 200 إلى 300 درهم لتوفير البرسيم والأسماك المجففة والشعير والحليب الذي يظل غذاءه أربعين يوماً بعد مولده، ويوضح أنه عندما يبلغ سن الثور ستة أشهر يدرّب على النطح تمهيداً للمشاركة في المصارعة، وكلما أبدى جسارة في المناطحة زاد صاحبه العناية والاهتمام به .

محمد عبدالعزيز، مشارك، يقول: أبدي اهتماماً كبيراً بالثيران التي تدخل المصارعة لأنني أعودها بشكل جيد على المناطحة بعد إخضاعها للتدريب الجيد منذ ولادتها، وأخصص لها برنامجاً للأكل والراحة والتنظيف المستمر ومكاناً بعيداً عن الحيوانات الأخرى . كما يقدم للثور بعد 6 أشهر وجبات دسمة مثل الشوار والحبوب والسمن من أجل بناء عضلاته، ومن ضمن برنامج الإعداد للمصارعة شحذ القرنين بعد العام الأول ليساعدا الثور على الدفاع عن نفسه والهجوم على الخصم بقوة كبيرة .

جمعة نصار الدوايمة، يذهب من الشارقة لمشاهدة مصارعة الثيران كل جمعة لأنها من الرياضات التراثية القديمة لأهل الفجيرة التي تدخل البهجة في قلوب جميع الجماهير .

علي سالم الزهوري، من منطقة البثنة التابعة لإمارة الفجيرة، يقول: أحرص على الحضور مبكراً قبل بدء مناطحة الثيران للحصول على مكان بارز ومشاهدة الثيران عن قرب لأنها هواية محببة لي كما أتمكن من ممارسة هواية التصوير من خلال تصوير الثيران أثناء المصارعة .

عباس آل علي، من دبي، يقول: دائماً أحرص على الحضور لمشاهدة مصارعة الثيران أنا والأصدقاء، لأنها وسيلة ومن وسائل التعبير عن الهوية الثقافية للدولة باعتبارها من الموروث الشعبي لأهل الفجيرة .

ويرى خميس الحفيتي، من منطقة سكمكم التابعة لإمارة الفجيرة، أن مصارعة الثيران تعتبر مهرجاناً شعبياً ينظمه أهالي الفجيرة، وخصوصاً الكبار في السن، لأنها من الرياضة القديمة التي يعتبرها الأجداد والآباء من ضمن عاداتهم وتقاليدهم .

وتذهب حليمة الرئيسي، من مدينة كلباء التابعة لإمارة الشارقة، إلى الفجيرة لمشاهدة رياضتها المفضلة، حيث تجد في مشاهدة المصارعة سبباً للتسلية والمتعة .

ليلى عبيد راشد، تقول: أحرص أسبوعياً على متابعة مصارعة الثيران حباً في هذه الرياضة الممتعة .

راشد علي المحزومي، من منطقة الغمرة التابعة لإمارة رأس الخيمة، يقول: مصارعة الثيران أعتبرها جزءاً من ذاكرة الأجداد التي أحرص على مشاهدتها أنا وإخواني نهاية كل أسبوع .

محمد علي عبيد الكندي يقول: في كل يوم جمعة تجدني موجوداً في ساحة مصارعة الثيران، ليس لمشاهدتها فقط، وإنما أيضاً لرؤية الأصدقاء والأقرباء الذين يأتون من مناطق بعيدة ليتجمعوا معاً في هذا المكان، ونتمتع برؤية الصراع الجميل بين ثورين ضخمين في الحجم والوزن .

ويحرص طلال محمد العنتلي، من دبا الفجيرة، على زيارة ساحة مصارعة الثيران لأنه يستمتع بالتقاط الصور الفوتوغرافية للثيران أثناء المنافسة، خاصة المنافسة القوية، كما أن مصارعة الثيران بالفجيرة تلعب دوراً كبيراً في جذب السياح والزوار .

ويقول بركس جون ازر، من ألمانيا: أنا مقيم في الإمارات وهذه أول زيارة لي لإمارة الفجيرة وساحة مصارعة الثيران، لأنها رائعة تستحوذ على شغف واهتمام أي زائر وتجعله يشعر بسعادة حقيقية لا توصف .

هيا بليزر، من البرتغال، تقول: أنا مقيمة بالدولة وهذه المرة الثالثة التي أزور فيها ساحة مصارعة الثيران وهي رائعة تسعد الزائر وتشكل شعوراً ممتعاً يصعب وصفه في جو فريد من نوعه في مختلف أنحاء العالم . وتشير إلى أن إمارة الفجيرة تتميز بعشق أهلها للتراث والعادات والتقاليد القديمة على اختلاف أنواعها وألوانها .

سلطان راشد الزعابي يقول: نحضر كل يوم جمعة إلى ساحة مصارعة الثيران لمشاهدة الأصدقاء وإشباع حب الفضول الذي يتملكني لمعرفة من يفوز في ميدان التحدي والاستمتاع مع الجميع بالمشاهدة والتشجيع الكبير من الجماهير العربية والأجنبية .

ماجد علي محمد الكيلاني، من دبي، يقول: من خلال مشاهدتي الأولى لمصارعة الثيران وجدت أنها تحظى بإقبال كبير من السياح والزوار من داخل الإمارات وخارجها، لأنها تجعلهم يقضون أوقاتاً ممتعة ومملوءة بالإثارة والتسلية . الخليج . بكر المحاسنة

Related posts