حاكم الفجيرة يحضر افتتاح مهرجان المونودراما

حضر صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة الافتتاح الرسمي لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في دورته الخامسة أول من أمس، وسط أجواء تعبق بمفردات تراثية واحتفالية أقيمت في الساحة القريبة من قلعة الفجيرة التاريخية، بحضور عدد كبير من الفنانين الإماراتيين والعرب والعالميين والنقاد والإعلاميين وعشاق المسرح في ليلة شتوية باردة، أضفت رقصات فرقة أورنينا الاستعراضية كامل الدفء على الأجواء.

وفي الوقت ذاته، تكشفت ملامح المفاجأة التي وعد بها الفنان البريطاني بيتر بروك إدارة وجمهور مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في دورته الخامسة ووعد بها وفد هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام أثناء زيارته في باريس وتكريمه بجائزة الفجيرة للإبداع المسرحي، عن ظهور بروك على شاشة جدار قلعة الفجيرة في فيلم قصير جمع الوفد الإماراتي حياته وأعماله وأثره في الحياة المسرحية العالمية، مستعرضاً بعض وصاياه التي توجز خلاصة تجاربه في المسرح، مشيداً باللغة العربية التي وصفها بأنها لغة مسرح من الدرجة الأولى.

وقال إن شغله الشاغل في الحياة هو العمل في المسرح ولم يفكر منذ البداية بأية مهنة أخرى إلا المسرح. وأعرب بروك عن امتنانه لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، على دعمه الخلاق والكبير للمسرح والمونودراما على وجه الخصوص.

تضمن المهرجان، الذي تناوب عريفا الحفل، النجمة ميساء مغربي، والفنان عبدالله مسعود، الترحيب بالحضور، وتم عرض فيلم وثائقي يؤرخ لدورات المهرجان السابقة، وإلقاء عدد من الكلمات حيث أكد رئيس المهرجان الكاتب والشاعر محمد سعيد الضنحاني في كلمته أن هذا المهرجان ساهم في خلق أجواء مناسبة وملائمة لنمو المونودراما في العالم، وخاصة بعد أن تم اختيار إمارة الفجيرة لتكون مقراً ثانياً له بعد باريس متمثلاً في الهيئة العالمية للمسرح.

كما سيقوم المهرجان في كل دورة من دوراته بمنح جائزة الفجيرة للإبداع المسرحي لإحدى الشخصيات المسرحية العربية أو العالمية، معلناً تكريم بيتر بروك في هذه الدورة.

الفجيرة مركز الثقافة والمسرح

وأكد توبياس بيانكون، المدير التنفيذي للهيئة العالمية للمسرح، في كلمته أن الفجيرة أصبحت مركزاً مهماً للثقافة والمسرح وخاصة بعد إقامة مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، بينما أكد مدير المهرجان، المهندس محمد سيف الأفخم، أن مهرجان المونودراما أصبح “هوية إماراتية نفخر بها”. كذلك تطرق الأفخم إلى مسابقة نصوص المونودراما الدولية، مشيراً إلى أن هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام أوعزت بطباعة الأعمال العشرة الأولى في كتاب.

وأعلن عن تبني هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام جائزة باسم فلادي كازانوف للمونودراما على أن تمنح في كل دورة لأفضل عرض مسرحي. وتوجت الاحتفالية بعرض أوبريت “الفجيرة.. العالم يمر من هنا”، قصة وأشعار محمد سعيد الضنحاني، موسيقى وليد الهشيم، برقصات استعراضية لفرقة اورنينا، من إخراج إياد الخزوز. حيث جاء الأوبريت متنوعاً في لوحاته التي شملت عدداً من الرقصات الفلكلورية لمختلف شعوب العالم، بعدها توجه في طروحه إلى إمارة الفجيرة، سارداً رحلة الجلد والصبر التي أوصلت الفجيرة إلى الألق الذي تعيشه.

ذكريات مسرحية

النجمان المصريان استعرضا خلال حديثهما ما واجههما في سنوات البدايات عندما جمعتهما الظروف فنياً في مسلسل “القاهرة والناس” الذي وصفاه بأنه كان معبراً عن نبض الناس والشارع في أدق فترة في تاريخ المجتمعات العربية أي عقب نكسة 1967، كما عاد النجمان إلى أجواء العمل الفني في المسرح المصري في تلك الفترة، لافتين إلى أن خشبات المسارح كانت المكان الحاضن الذي لطالما رفد السينما والتلفزيون بنجومهما، وقد خرج منها نخبة نجوم مصر اليوم.

من جانب آخر، أكد نور الشريف الأهمية الكبرى للمسرح المدرسي ومن بعده الجامعي في تأسيس قاعدة للمسرح العام في أي بلد سواء من ناحية إعداد وتأهيل الكوادر المسرحية المستقبلية أو تنشئة العناصر المرتبطة بالمسرح عبر الفرجة والمتابعة. كما أكد ضرورة أن ينهض بالمسرح أبناؤه، مستعرضاً الآلية التي تتم بموجبها اليوم صناعة النجم، الذي يستورد من الإعلانات والفيديو كليب، ليزج به في أدوار البطولة في التلفزيون والسينما، ويعود لينافس ممثلي المسرح على شخصيات العمل المسرحي ولكن بأجور خيالية.

الفنان أشرف عبد الغفور، نقيب الممثلين المصريين، دعا، من جانبه، إلى ضرورة توجيه الاهتمام في البلدان العربية إلى إنشاء دور العرض المجهزة بصورة عصرية والمؤهلة لاستقبال جميع أنواع العروض الفنية في كل المناسبات والأوقات، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تتبوأ في العصر الراهن مكانة مهمة على خارطة العمل الثقافي والفني.

وعاد عبد الغفور بشريط ذكريات العمل في المسرح وبدايات السينما وكيف تم تبنيه، ليدخل الفن من بوابة الأساتذة الكبار ويتعلم منهم. أما الفنان هاني رمزي، فقد تحدث بدوره عن بدايات تجربته الفنية وذكر أنه لم يكن من السهل العثور على أدوار يلعبها الممثل وعندما كان يحصل على دور ما كان يغفل اسمه أحياناً، وحول الأدوار الكوميدية التي يلعبها حالياً قال: “مطلوب مني تجارياً أن أرسم البسمة على وجوه الناس، حيث لا يعتمد الأمر على الكلمة فقط وتتراءى حاجة للعب بالنص على قدر الإمكان مع الحفاظ على عناصر العملية الفنية مثل التأليف والإخراج”، مضيفاً: “أبحث عن عمل أظهر فيه إمكانياتي، لكن كلما اقتربت هذه اللحظة، أحس بصعوبة الزمن، وأن الناس بحاجة إلى ابتسامة”. البيان

Related posts