علي الدهماني: عُدْت شاباً بعد زواجي الثاني ويقول إن عمره 100 سنة وابنه الصغير 9 أشهر

بعد أن قاوم علي عبدالله علي الدهماني (100 عام) وأخوه شظف الحياة إثر وفاة والدتهما وتشردهما سنتين، عاشا حياة بسيطة، معتمدين على عملهما في الزراعة، إلى أن توافرت لهما الظروف وتزوجا . وبعد أن توفت زوجته الأولى شعر بأنه يعيش نهاية العالم، وسرعان ما تغيرت نظرته عندما تزوج مؤخراً زوجته الثانية، التي أنجبت له طفلاً، أدهش خبر ولادته الكل . والآن يعيش الدهماني حياة سعيدة مع زوجته وطفله وتربطه بأبنائه وأحفاده علاقة قوية ملؤها المحبة وعصبها ضحكته البريئة التي كان يخرجها من أعماقه عندما كنا نقول إنه لا يزال شاباً .

والدهماني يسكن قرية “وادي الطوى” التابعة لإمارة رأس الخيمة، ولا يدري بالضبط كان وُلِد “المنيعي” أم في “وادي العجيلي” القريبين من قريته، ويقدر عمره ب 100 عام، وبعد تقاعده تفرغ لتربية المواشي والزراعة، وله ابنان ونحو 30 حفيداً من زوجته المتوفاه، ومن الثانية طفل صغير عمره 8 أشهر .

عن طبيعة حياته ومشاعره في هذا العمر، كان الحوار مع الدهماني .

ماذا عن حياتك في الماضي؟

– عندما كنت في التاسعة من عمري تقريباً وأخي المرحوم محمد في الخامسة، توفيت والدتنا وقام والدنا بطردنا من البيت، وبقينا سنتين من دون ملابس، ولم نكن نستطع أن نعمل لصغر سننا، لذا اعتمدنا على مساعدات الأهالي لنا في إطعامنا، وفي المساء كنا ننام تحت أشجار السمر في الجبال، إلى أن قمنا بالعمل في الزراعة وأعطانا أصحاب المزرعة الملابس وقاموا بإطعامنا مقابل العمل في مزرعتهم، حيث كنا نعتمد في غذائنا على التمر وخبز الذرة والدخن، إلى أن اشتد عودنا وأصبحنا رجلين نعتمد على نفسينا .

 برأيك ما سبب محافظتك على قواك إلى الآن؟

– لأنني اعتمدت في بناء جسمي على الأكل الطبيعي والحركة المستمرة، حيث كنت أصعد الجبال وما زلت مواظباً على أن أمشي كثيراً، بعكس الأجيال الجديدة التي تتناول الأغذية الكيماوية ولا تقوم بالحركة، كما أنني لا أتناول المأكولات والمشروبات المثلجة، وأنام ليلاً في الهواء الطلق في “العزبة”، ففي الشتاء أوقد النار وأنام بالقرب منها وحدي، وفي الصيف أنام على سرير السعف إلى الآن .

 وماذا عن زواجك؟

– لا أتذكر كم كان عمري عندما تزوجت زوجتي الأولى، إلا أنني كنت  تجاوزت مرحلة الشباب، وكانت زوجتي أرملة وتكبرني سناً، ولدي منها ابنان ونحو30 حفيداً، وبعد أن توفيت، منذ سنتين ونصف السنة تقريباً، لم أفكر بالزواج في البداية، لأنني كنت أقضي كامل وقتي مع أبنائي وأحفادي في منزل ابني الكبير، إلا أنني عندما كنت أعود إلى منزلي لأنام كنت أشعر بالوحدة، كما أن ابنيّ وأحفادي كانوا يخوفون علي من أن أتعرض لمرض ما ولا يعلم بي أحد، لذا طلبوا مني أن أتزوج، ورفضت في البداية، ثم قبلت أن أتزوج بعد إصرارهم، وتعرفت على زوجتي الثانية في عمان وقبلت بي زوجاً لها، ونحن الآن نعيش حياة سعيدة وأنجبت منها طفلاً عمره 9 أشهر، وكان ذلك بعد سنة وعدة أشهر لزواجنا، ونحن على أمل بأن يرزقنا الله بطفل ثاني بعد عدة أشهر .

 هل كنت تتوقع أنك ستنجب بعد بلوغك هذه السن؟

– لم أكن متوقعاً، وعندما علمت بذلك فرحت فرحاً شديداً وشكرت الله، وشاركني الأهالي فرحتي، كذلك الأطباء في المستشفى عند ولادته، وسميت طفلي “سلطان” على اسم أخي غير الشقيق المتوفى .

 كيف تعامل طفلك؟

– أعتمد على نفسي بالإشراف على طفلي كأي أب شاب، وعندما يمرض أقوم باصطحابه وزوجتي بسيارتي إلى المستشفى، وأداعبه وأقربه مني، وابني في حالة جيدة ولا يعاني أية أمراض، علماً أن آخرين من منطقتنا أنجبوا أطفالاً في هذه السن، بل وأكبر، منهم أخي الراحل سلطان .

 ما الفرق بين تربيتك لابنيك من زوجتك الأولى في الماضي وطفلك من زوجتك الثانية الآن؟

– سابقاً كنت في أوج نشاطي ومنشغلاً بعملي، لذا تركت تربية ابني لوالدتهما، أما الآن فقد تغير الوضع بالنسبة إلى طفلي الصغير، وأصبحت أتفرغ له أكثر وأحمله وأداعبه، لأنه لا يوجد عمل أو ظروف تشغلني عنه، باستثناء الإشراف على المواشي والمزروعات التي زرعتها في فناء الدار، كما أقوم باصطحاب زوجتي وطفلي بسيارتي إلى العديد من المناطق في الإمارات وإلى عمان، عندما أقوم بزيارة أهل زوجتي .

 ألا تشعر بأنك بنيت علاقة أبوة بين جيلين متباعدين جداً، وبالتالي يصعب التفاهم بينكما مستقبلاً؟

– إن لم أتمكن من فهم ابني ومطالبه مستقبلاً، باعتباره ولد في زمن مختلف تماماً عن الذي ولدت فيه، فإنه بإمكان ابني وأحفادي أن يتواصلوا معه ويتفهموا مطالبه وبالتالي نلبيها له .

 هل شعرت بأنك ارتكبت خطأ عندما أنجبت طفلاً بعد هذا العمر؟

– لا أشعر بأنني أخطأت بحقه، لأنه في السابق عندما كان الأب يموت، فإن أطفاله كانوا يعانون ذلك كثيراً، وتغير الوضع كثيراً الآن، وبفضل وجود ابني وأحفادي إلى جواره، لا أخاف على طفلي عندما أموت، لأنهم سيقومون بتربيته ورعايته بدلاً مني، كما أن الدولة التي لا تبخل على أبنائها كفيلة بتوفير لقمة عيش لطفلي، كي ينعم بحياة كريمة .

 ماذا ترغب في أن يصبح أبنك في المستقبل؟

– عندما يكبر أريده أن يصبح رجلاً بمعنى الكلمة وضابطاً في الجيش .

 هل تغيرت حياتك بعد أن تزوجت وأنجبت طفلاً؟

– نعم تغيرت كثيراً، وبدأت أشعر بالألفة من جديد لدى دخولي منزلي لوجود شخص يقوم بالحديث معي ويشرف على خدمتي ويعد لي الطعام، وازدادت فرحتي أكثر عندما جاءني طفلي، حيث شعرت بأنني عدت شاباً .

الدهماني، متقاعد في القوات المسلحة، وسألناه كيف كان حال والدك قبل زواجه للمرة الثانية وقال: قبل أن تموت والدتي، كانا يقضيان أوقاتهما نهاراً في منزلي، منذ الصباح إلى المساء، وبقيا على ذلك الحال إلى أن توفيت والدتي وتزوج والدي زوجته الثانية، التي أصبحت ترافقه في زياراته اليومية إلينا . وعندما سألناه عن سبب زواج والده في سن متأخرة أجاب: بعد أن توفيت زوجته شعر بالوحدة كثيراً، وأصبحنا نخاف أن يحصل له مكروه عندما يكون بمفرده في المنزل، خاصة أنه لا يجيد استعمال هاتفه المتحرك، وسمعه أيضاً خفيف، فطلبنا منه أن يأتي للسكن لدينا، فرفض لتعلقه بمنزله ومزرعته الصغيرة ومواشيه التي يقوم بتربيتها في المنزل، لذا طلبنا منه أن يتزوج وقبل بعرضنا بعد أن امتنع عنه .

وعن موقفهم حول خبر إنجاب زوجة والدهم طفلاً قال: فرحنا كثيراً، وما زادنا فرحة هو أنه عندما يكبر أخونا الصغير، فإننا مطمئنون إلى أنه سيقوم بخدمة والدنا ويساعده على ما يحتاجه، وبدورنا لا نعتقد أنه أخطأ بحق طفله باعتباره قد أنجبه وهو في هذا السن، لأنه سيقوم برعاية ابنه، وإن لم يكن، فإننا سنقوم بهذا الواجب، باعتباره أخانا الصغير . الخليج 

Related posts