«طبية الفجيرة»: إنشاء مركز متخصص للطوارئ والحوادث ووضعت مخطط مشروع متكامل لبنائه بـ50 مليون درهم – صورة

كشف الدكتور محمد عبدالله سعيد مدير منطقة الفجيرة الطبية عن وضعهم نموذج مخطط لمشروع متكامل لبناء مركز طوارئ تخصصي جديد وعلى مستوى تقني عال و مستقل بذاته لعرضها على وزارة الصحة، ويعد الأول من نوعه في منطقة الساحل الشرقي، بهدف استيعاب كافة حالات الحوادث، والحالات الإسعافية الطارئة والحرجة والمحولة أيضا والتي تتحملها أقسام الطوارئ في المستشفيات حاليا.

وأكد اهمية إنشاء المركز نظرا لكثرة حالات الحوادث التي تستقبلها المستشفيات ومواجهة التزايد المطرد في أعداد السكان. لافتا إلى أن القيادة العامة لوزارة الصحة تدرك احتياجات المستشفيات المركزية الحكومية ومتطلباتها للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والطبية كما تدرك التزامات هذه المستشفيات خاصة مع كثرة الإقبال عليها. متمنيا أن يتم اعتماد تنفيذ هذا المشروع في المستقبل القريب من قبل الجهات المعنية.

تكلفة تقديرية

وأشار مدير منطقة الفجيرة الطبية إلى وضع تكلفة تقديرية للمشروع بلغت نحو 50 مليون درهم، ويضم وفق التصاميم الهندسية طابقين على أن يشمل قسم الإصابات والرعاية الحرجة وهو عبارة عن عناية مركزة، بالإضافة الى اقسام رعاية الكبار، والصغار، والملاحظة، والرعاية المستعجلة، لافتا الى أنه سيتضمن 20 سريراً لاستقبال حالات الطوارئ العادية، بالإضافة إلى 5 غرف تحتوي على 5 أسرة، مخصصة لحالات الطوارئ الحرجة أو الإنعاش والإنقاذ، كما يضم المركز 15 سريراً للإقامة القصيرة (يوم واحد)، أما الطابق الثاني فيضم غرف العمليات والعناية المركزة. مشيرا إلى أن إنشاء مثل هذا المركز التخصصي يمثل نقلة نوعية في مجال تأهيل وتدريب المسعفين ضمن المؤسسات الصحية بالمنطقة ورفدهم بالخبرات في هذا المجال.

زيادة سكانية

وأضاف إن وجود مركز متخصص في إدارة الطوارئ والحوادث، بات ضرورة ملحة في ظل الزيادة في الكثافة السكانية، لافتا الى أن إنشاء المركز يأتي استجابة للدراسة التي قدمها فريق طبي من منطقة الفجيرة الطبية في توفير مخطط كامل عن المركز على أن يتخذ موقعا وسيطا لاستقبال مرضى المنطقة، وشدد على أن خطة المشروع شبه كاملة، ولكنها قابلة للتطوير في الوقت ذاته، ومن الممكن تطوير بعض بنودها مستقبلا بما يتناسب مع صياغة إنشاء المركز آنذاك.

وأوضح مدير المنطقة الطبية أن تجهيز مركز الطوارئ سيساعد على استقبال حالات الإسعاف والطوارئ وتقديم المساعدة الطبية لهم قبل تفاقم الحالة الصحية وتعاظم الإصابة. كما ستحتوي على أقسام متنوعة وعلى كادر طبي متخصص في معالجة الحالات الطارئة، وسيكون تعامله مع حالات المراجعين بشكل يومي. إلى جانب تخصيص أسرة خاصة للحالات التي تتطلب المكوث في المركز ليوم واحد أو عدة أيام أو لإجراء عمليات للمرضى الذين لديهم متاعب جانبية.

وقال في حديث لـ”البيان” إن طب الطوارئ في الإمارات مجال يحظى باهتمام كبير، من خلال تنظيم العديد من المؤتمرات الطبية التي تعنى بالجديد، وتنمية الوعي للكبار والأطفال، وتأهيل أطباء أقسام الطوارئ والممارسين الصحيين من ممرضين ومسعفين. واصفاً الخدمات التي تقدمها أقسام الطوارئ حاليا بـ”المقبولة”. وقال: (طموحنا اللا محدود أن نصل بطب الطوارئ إلى أفضل المستويات الطبية العالمية وأرقاها، والتقليل من حجم الشكاوي والملاحظات).

ومن جانب آخر، اعتبر مدير المنطقة الطبية تكدس المرضى في أقسام الطوارئ معاناة يومية يعيشونها، نتيجة نقص الكادر الصحي ، حيث إن معظم أطباء الطوارئ غير متخصصين، إضافة إلى غياب ثقافة الطوارئ والحالات الطارئة لدى المجتمع على اعتبار مجموعة كبيرة من الحالات التي تراجع أقسام الطوارئ بنسبة لا تقل عن 90%، فأغلبها لا تحتاج فعلياً لخدمات هذا القسم، وإنما للعيادات الخارجية والمراكز الصحية، وكذلك المتخصصة. موضحاً أن الفوضى التي تحدثها غالبية المراجعين استدعت إنشاء وحدة وحواجز لفرز الحالات الطارئة، يتم من خلالها تحديد حال المريض، ومن ثم إحالته إلى القسم المناسب له.

وأشار إلى أن هذا التخصص من التخصصات الحديثة على مستوى العالم، وولد من رحم الحاجة وأهميته العمل على إنقاذ المريض وتخفيف نسبة الوفيات في الساعات الحرجة وكذلك التخفيف من وطأة المرض والتقليل من نسبة المضاعفات اللاحقة وتقليل نسبة التنويم وطلب الفحوصات.

من جانبه، أشار سعيد علاي النقبي رئيس المجلس البلدي في مدينة خورفكان إلى أهمية إنشاء مركز متخصص للطوارئ والحوادث، مؤكدا أن سيشكل نقلة نوعية في الخدمات الطبية في المنطقة وسيساعد على رفع معدلات التعامل مع الحالات الصحية في أعلى مستوياتها، لافتا الى أن وجود مستشفى تخصصي وسطي يوفر الخدمات الطبية بتخصصية وبكفاءة عالية لأهالي المنطقة جميعا سيكون نقلة كبيرة بحد ذاته، هذا فضلا عن إنشاء مراكز طوارئ في عدة مناطق بالمنطقة وذلك بسبب التوسع السكاني.

تطورات شاملة

وفي نفس السياق، أوضح تميم بن سالم الريامي رئيس المجلس البلدي لمدينة دبا الحصن أن منطقة الساحل الشرقي مقبلة على تطورات شاملة وجذرية في مختلف المجالات خلال السنوات المقبلة ما سيسهم في التزايد المطرد في عدد السكان، منوها بأن أهم تلك التطورات تؤكد أهمية إنشاء مركز خاص للطوارئ في الحوادث والإصابات بالمنطقة وهو نظام معمول به في غالبية المؤسسات الصحية في دول أخرى، بحيث يستقبل جميع الحالات من قبل أطباء وطواقم صحية متخصصة ما يسهل على الناس في المنطقة من حيث سرعة الاستجابة الوقتية و المسافة ويدعهم في الحصول مباشرة على كافة أشكال الدعم الطبي الطارئ.

وهو الأمر الذي وضعته الحكومة الرشيدة ممثلة في وزارة الصحة مشكورة بالحسبان من خلال إنشاء مستشفى خليفة الطبي في رأس الخيمة على أن يضم تخصصات شاملة وجديدة تخدم مناطق الإمارات الشمالية وما يجاورها بما فيها مناطق الساحل الشرقي.

ضرورة ملحة

وأشار عبدالله سيف اليماحي رئيس مجلس بلدي مدينة كلباء الى إن إنشاء مركز وطني لطوارئ الحوادث والإصابات في الساحل الشرقي بات ضرورة ملحة وحاجة إنسانية خاصة وأن المنطقة تحظى بمساحة جغرافية كبيرة، مضيفا إن بناء هذا المركز سيسهم في تخفيف معاناة الناس وسيقدم خدماته لهم بشكل سريع وآمن. وأعرب عن أمله في أن يرى هذا المشروع النور قريبا وأن تقوم جهات الاختصاص في وزارة الصحة والسلطات المحلية بدورها الفاعل في البدء بتنفيذه في أقرب فرصة ممكنة وإدراجه ضمن مشاريع المنطقة. البيان

Related posts