مصيدة القروض تترك مواطناً وأسرته في «غرفة ألمنيوم» في الفجيرة

مرة أخرى تبرز مصيدة البنوك وإغراءات القروض لتوقع في شراكها من أرهقتهم الديون على أمل انتشالهم من معاناتهم ليجدوا أنفسهم بعد حين في صراع مرير مع دوامة ديون تتراكم يوماً بعد آخر، كما حدث للمواطن (س. ع. ن) من إمارة الفجيرة، الذي حكمت عليه ظروفه بالإفلاس ليعيش اليوم مع أسرته على بوابة السحب المكشوف في غرفة من الألمنيوم تحتضنه وأسرته المكونة من زوجة و3 بنات.

ورغم عمل هذا المواطن اليومي في إحدى الدوائر الحكومية بالإمارة إلا انه يحلم بأن يتقاضى درهما واحدا من اتعابه الشهرية التي يراها كرقم مالي يستلمه فقط عبر رسالة نصية مرسلة من البنك، يتم اقتطاعها في لمح البصر لمجموعة من القروض والمساعدات البنكية التي لجأ إليها سابقاً في تأسيس حياته، فالديون تراكمت عليه إلى أن بلغت 700 الف درهم، أوقفت حياة أسرة كاملة على حد الإفلاس.

ويقول الأب: لم اعد احتمل تسديد مديونيات حرمت ابنائي لذة العيش وزعزعت مصير استقرارهم، فقد اضطرتنا الظروف المالية الصعبة التي ألمت بوضعي إلى ترك الملحق السكني الذي انشأته في بداية حياتي بمنزل والدي والمغادرة للعيش في غرفة مصنوعة من الألمنيوم الغرف الجاهزة بمنزل أحد الأقارب، تجمعني مع زوجتي وبناتي، وكل ذلك بسبب عدم احتمالهم الضغوطات المادية والاجتماعية التي ألمت بنا، خصوصا مع تأخر منحة الإسكان التي طال انتظاري لها.

كانت البنوك أول من يلجأ لها هذا الأب، لتواضع إمكانيات من حوله من عائلته، ولتوالي مشاكله المادية التي يصعب معها إسعافه بصورة مستمرة، فبعد ان غرق في دوامة الديون التي أغرته بها البنوك، قدمت له الأخيرة حلولاً اصعب للعيش وذلك بالسحب على المكشوف. حيث باتت تعيش اسره هذا المواطن بمبلغ 6 آلاف درهم شهريا يسحبها على المكشوف ليتمكن بها من سداد تكاليف عيشته مع اسرته طوال الشهر، ليعود في بداية الشهر التالي بالسحب مبلغا اخر دون المقدرة على سداده. ويؤكد هذا المواطن بأن إمكانياته العلمية لا تؤهله بالبحث عن وظيفة افضل مما هو فيها، مشيراً على انه يعمل طوال الشهر دونما اي شعور بمعنى الحياة.

وبسؤالنا عن ما دفعه للجوء بتنوع وكثرة القروض التي اغرقت مصيره ومصير عائلته، يقول: لم اكن اتوقع سوء المصير الذي سيؤول له حالي في هذا الوقت، فقد بدأت فكرة الاقتراض برغبتي في الزواج، فقد كانت تكاليف زواجي وإنشاء ملحق سكني من خلال قرض بنكي بدأت به مشوار الديون، ليتزايد مع مرور الوقت بتعطل حال مركبتي الخاصة واضطراري لشراء اخرى جديدة. فيما ألمت بي بعض المحن المالية التي دفعتني باللجوء إلى استخدام رصيد بطاقة الفيزا، خصوصا بعد أن أصبح الجزء المتبقي من الراتب لا يسعفني في تغطية تكاليف حياتي الأسرية، فوجدت نفسي يوما بعد يوم اختنق مع تراكمات مالية لا استطيع سدادها أو العيش معها. البيان – ابتسام الشاعر

Related posts