كسارات الطويين تحرم السكـان الاستقرار في منازلهم

شكا أهال في منطقة الطويين، التابعة لإمارة الفجيرة، وجود كسارات قرب مساكنهم، وعملها طوال ساعات الليل والنهار، وفق تعبيرهم، مشيرين الى أنها تسبب لهم مشكلات بيئية وصحية عدة، منها أمراض الحساسية التي أصابت كثيرا من أبناء القرية، وتسلل الغبار إلى منازلهم، فضلا عن تسببه في موت مزارع وحيوانات من الماشية.

كما أعربوا عن خوفهم على أبنائهم من الشاحنات التي تمرّ قرب المنازل، مؤكدين أن أقرب كسارة تبعد عن منطقتهم نحو 200 متر، فيما يبلغ عدد الكسارات نحو 26 كسارة في المنطقة.

من جهتها، أكدت مؤسسة الموارد الطبيعية في الفجيرة، لـ«الإمارات اليوم» أن عدد الكسارات هو سبع فقط، منها أربع متوقفة عن العمل، وهي في الطويين، والبقية في حبحب، كما أنها لا تعمل طوال الـ24 ساعة، بل بحسب الطلب.

وتابعت أن الأشخاص الذين تضرروا من الكسارات، وطالبوا بالتعويض عن ذلك، حصلوا عليه فعلا، وبنيت لهم مساكن بديلة، ومنهم من نقل إلى مناطق سكنية أخرى، مؤكدة أنها على استعداد لاستقبال الشكاوى، والتعامل معها.

وتفصيلا، اشتكى المواطن راشد سعيد وجود الكسارات على مسافة قصيرة من مسكنه، لافتا إلى ما تسببه الأغبرة المتطايرة من آلياتها، من أضرار صحية وبيئية لسكان المنطقة.

وقال إنه قدم شكوى في وزارة البيئة، طالبها فيها بحلّ هذه المشكلة، لكنه لم يتلقّ ردا. وتابع: «قدمت شكوى أخرى لمؤسسة الموارد الطبيعية في الفجيرة، وبلاغا في مركز الشرطة، تم على إثره إيقاف الحفار، ولكن المشكلة لاتزال تحتاج إلى حلّ أشمل، يقضي على المشكلة من جذورها».

وأوضح أن: «المطلوب تدخل الجهات المعنية، لأن معظم أصحاب الكسارات لا يهتمّون براحة السكان، فكل ما يهمّهم هو إتمام مشروعاتهم، وإن كنا نحن من يدفع ثمن الإزعاج المتواصل الذي تتسبب فيه تلك الآلات، من سوء صحة الأبناء، وفقدان الشعور بالراحة، وعدم القدرة على النوم».

وأكد المواطن (أبوأحمد)، أن «وجود الكسارة في وسط المساكن، وقرب مدارس الأبناء، يثير مخاوف الآباء على أبنائهم، خصوصا أنها تترك حفرا خطرة، تتجمع فيها مياه الأمطار من دون أن يتمّ ردمها، ولا نجد من يحاسبهم»، متسائلا عن «سبب عدم اتخاذ وزارة البيئة أيّ إجراء، على الرغم من وجود كل هذه المشكلات».

وتابع: «عندما نشتكي إلى الجهات المعنية، نجد حجتهم جاهزة، وهي أن المعدات موجودة لفحص التربة أو تسوية الأراضي، في حين أننا نحن من يتكبد الخسائر، ونقوم بتسوية أراضينا بأنفسنا». وتابع: «بناء مسكني كلفني مليوني درهم، وفي النهاية تأتي الكسارات لتحدث شروخا في جدرانه، وتسبب فيها أضراراً تصعب معالجتها بأعمال الصيانة».

وقال (أبوراشد)، إن المسافة بين منزله وبين معدات الكسارات، هي 200 متر فقط، لافتا إلى أن منزله منحة من الإسكان، وفيه كثير من التشققات، وقد تم عمل صيانة له أكثر من مرة، خلال الفترة الماضية، الأمر الذي أرهقه مالياً، وفق تعبيره.

أما المواطن راشد سعيد، فأشار إلى تضرر المزارع من الغبار، شارحا أن كثيرا من النباتات والحيوانات نفقت بسبب التلوث الذي تحدثه الكسارات، فضلا عن أن أثاث منزله، وملابس أبنائه أصبحت ملوثة طوال الوقت، خصوصا مع تغير الجو وتقلباته وشدة الرياح في الفترة الأخيرة.

وتابع أنه لا يطالب بتعويض مالي، بل بوقف الكسارات عن العمل، حتى ينعم السكان بالاستقرار في منازلهم.

وفي المقابل، أكد مدير مؤسسة الموارد الطبيعية في الفجيرة المهندس علي قاسم أنه استقبل الأسبوع الماضي 20 شخصا من سكان المنطقة، حملوا إليه شكواهم بسبب تخصيص حفار في المنطقة من غير رضا منهم، ما استدعى إيقاف الحفار تجاوبا مع مطالبهم.

وأكد قاسم أن الحفار خصص للمسح الجيولوجي، وليس لإقامة مشروعات استثمارية، شارحا أن «المنطقة طينية، ولابد من إجراء دراسة لاختبار التربة، خصوصا أن المنطقة ستخصص لسكن المواطنين مستقبلاً، ووفقا للتخطيط الجديد لابد أن تكون على مستوى واحد»، مطالبا الجهات المختصة بتوعية المواطنين قبل تنفيذ أي عمل في المناطق النائية «لأن ذلك يخلق إشكالات تعقد سير العمل، وإتمامه في الوقت المحدد».

وأضاف أن المؤسسة على استعداد لاستقبال أي مواطن متضرر، داعيا المشتكين إلى اللجوء إليها. الامارات  اليوم وضحة الذخيري 

Related posts