هبّ شابان من أهالي منطقة شمل لمراجعة الجهات المختصة للحفاظ على إرث منطقتهما القديم الذي بقي تحت الكثبان منذ قرون، وأمنت الأرض عليه طيلة المدة الزمنية الماضية، وجاءها مخطط للشارع الدائري للإمارة ومساحة لكتف الطريق الذي سيجرف الأرض وما تحتها بمقدار عشرات من الأمتار .
فيصل الشميلي 26 عاماً، موظف في وزارة الداخلية، يقول: لن نقف مكتوفي الأيدي طالما نشاهد بأم أعيننا كيف يردم التاريخ والآثار في منطقة شعم الأغنى في المنطقة بآثار الحضارات القديمة، ولا نخفي سراً حين نقول إن كثيراً من الأماكن التاريخية التي تحدث عنها آباؤنا وأجدادنا اندثرت حالياً ولم يبقَ منها سوى الأطلال وآثار “أثر قديم”، لم تشفع عوامل التعرية لقدمه، كما لم تعره أيدي وعبث الإنسان أي اهتمام .
ويكمل: يمر طريق العابر أو الطريق الدائري في منطقة شمل على قبور أثرية ومناطق يظن أنها تعود لحضارة أم النار، أو حضارة حفيت وأفران قديمة وتلال أثرية، يعتقد الخبراء والمؤرخون أنها تدفن تحتها آثاراً قديمة ترجع لتلك العصور الغابرة .
ويضيف: أنسب طريق يمر بشمل من خلال منطقة “السيب” المحاذية للشارع الرئيسي والبعيدة كل البعد عن المواقع الأثرية في شمل .
ويقول: راجعنا انا وزميلي محمد راشد الشميلي، 23 عاماً، طالب جامعي، إدارة التخطيط والمساحة التابع لبلدية رأس الخيمة، وشرحنا لهم الأماكن التاريخية غير المسورة من قبل دائرة المتاحف والآثار، والتي سورت عدداً من الآثار هناك منذ سنوات عدة، ولكنها لم تكمل مهمتها في البحث عن الأماكن التاريخية الأخرى في المنطقة . وأطلعنا إدارة التخطيط والمساحة على مسار الشارع والذي وضح من خلال وضع لافتات توضح مساره في المنطقة والأماكن التي سيمر عليها .
كما تعاونت معنا دائرة المتاحف والآثار في رأس الخيمة وحضر لموقع الشارع المخطط كريستيان فلدا ومحمد هلال خبيرا الآثار في الدائرة، وعاينا المنطقة ووعدا خيراً بمراجعة الجهات المختصة، ودراسة المواقع التاريخية التي أشرنا إليها .
المهندس يوسف الأشقر مدير إدارة التخطيط والمساحة في بلدية الآثار الخيمة أكد أن البلدية بعد إعداد الشارع المقترح ستعرضه على دائرة المتاحف والآثار كما سبق أن عدل مسار الشارع بناء على طلبها لمروره بعدة أماكن تاريخية في المنطقة .
محمد أحمد الكيت مدير إدارة المتاحف والآثار في رأس الخيمة أشار إلى أن الشابين حضرا عدة مرات للدائرة لمتابعة شكواهما حول مرور الشارع الدائري بمناطق أثرية في منطقة شمل، وهو في الحقيقية له دور مهم في إكمال البنية التحتية في الإمارة، وسبق للدائرة أن أزاحت الشارع بعد مروره في بعض المناطق الأثرية في المنطقة، ويمكن أن تتسبب إزاحة الشارع مرة أخرى إلى دخوله في ممتلكات المواطنين، وبالتالي يتعرقل المشروع ويكلف أكثر من قيمته المحددة بعد أن يتم تعويض المواطنين عن ممتلكاتهم .
وأكد ان الدائرة مع خبرائها ستتابع دراسة المنطقة بالتعاون مع إدارة التخطيط والمساحة التابع لبلدية رأس الخيمة، وتحديد مسار الشارع، وتقييم الآثار الموجودة فإذا كانت مشابهة لآثار أخرى، وكانت غير ذات أهمية تاريخية لا يحتاج أن تؤخر المشروع الحيوي في الإمارة .الخليج
