تكاليف حفلات التخرج أعباء إضافية على كواهل أولياء الأمور وعدم المشاركة إحراج للطلاب أمام أقرانهم

موقع الطويين : الخليج

المبالغة في حفلات التخرج في المدارس الخاصة هي السمة الأكثر وضوحا ،التي اكتسبها موسم انتهاء العام الدراسي الحالي، حيث تحولت إلى ما يشبه حفلات الزفاف، التي تبدأ تكاليفها بعباءة التخرج واستئجار قاعة في أفخم الفنادق التي تصل قيمتها 150 ألف درهم، واختيار قوائم الطعام التي قد تتجاوز 200 ألف درهم، وبطاقات الدعوة، والإضاءة والتصوير، ومكبرات الصوت، وغيرها من تكاليف باهظة لا جدوى منها، فما الذي يمنع من إقامة هذه الحفلات بشكل مبسط داخل المدرسة من دون أعباء مالية إضافية يتحملها أولياء أمور الطلاب، ويرفع الحرج عمن لا تستطيع منهم المشاركة في حفلة كبيرة ومكلفة، كالحفلات التي أصبحت حاضرة وبقوة في وقتنا الحالي، وماذا عن الجهات المسؤولة، ما دورها في الحد من المبالغة في هذه التكاليف الباهظة التي يتكبدها أولياء الأمور، وتتراوح قيمة اشتراك الطالب الواحد في الحفل ما بين 550 و5000 درهم، ولا تقتصر حفلات التخرج على فئة خريجي الثانوية العامة “الصف الثاني عشر” فقط؟؟! بل طالت كل المراحل الدراسية الانتقالية الأخرى .

 

يلقى موسم حفلات التخرج اهتماماً بالغاً من قبل الأسر والعائلات، حيث تخصص له ميزانيات بمبالغ مهولة، حاله حال موسم الأعياد أو الأعراس، إضافة إلى ذلك فإن الخريجين والخريجات يبدون اهتماماً لافتاً بلباسهم ومظهرهم يوم الحفل، الأمر الذي أفسد على أولياء الأمور فرحتهم بأبنائهم، في هذه المرحلة الانتقالية التي تفرض على الطالب مسؤولية مضاعفة والتزاماً واعتماداً على النفس درجة أكبر .

 

“الخليج” التقت عدد من مديري المدارس وأولياء الأمور، لترصد آراءهم حيال هذه الظاهرة .

 

أحمد بهجت ولي أمر إحدى الطالبات المشاركات في حفلات التخرج، قال تجازوت قيمة اشتراك ابنتي في حفلة تخرجها من الصف ال 12 والمقامة في فندق 1500 درهم، إضافة إلى قيمة استئجار روب التخرج التي بلغت 200 درهم، و150 درهماً عن كل شخص من ذويها وأصدقائها الراغبين في حضور الحفل، ناهيك عن تكلفة فستان الحفل، ومصففة الشعر التي تجاوزت ال2000 درهم، مبالغ مالية يعجز البعض عن دفعها في مرحلة الانتقال من القسط المدرسي إلى القسط الجامعي .

 

تكاليف مرتفعة

 

وأضاف فقد كان معاناة الأهلي تقتصر في بداية العام على الرسوم المدرسية، وجاءت تكاليف حفلات التخرج لتزيد من العبء المادي على كاهل الأسر، ويضيف لا يقوى أي أب على حرمان ابنه أو ابنته من مشاركة زملائه وأصدقائه بهذه المناسبة بسبب العوز المادي، لما في ذلك من إحراج لهم بين أقرانهم من الطلاب، ويضطر الكثير من أولياء الأمور للاقتراض، أو اللجوء إلى إدارة المدرسة لإعفائهم من هذه المبالغ، للتمكن من الخروج من هذا المأزق المحرج أمام أبنائهم .

 

وأكدت هيفاء يوسف أم الطالب محمد عبدالله خلال إحدى حفلات التخرج المقامة في المسرح الوطني، أنه لا بد من إظهار البهجة والسرور خلال هذه المناسبة التي تعد مرحلة انتقالية لأبنائنا، وتشجيعهم من خلالها على مواصلة ومتابعة الدراسة الجامعية، ولكن لابد أن تكون المظاهر الاحتفالية في المستوى المعقول حتى يتسنى لكل الطلبة المشاركة، وبنظري مبلغ 500 درهم يعد مناسباً جداً للجميع، للمشاركة والاحتفال، أما المبالغ المهولة التي أصبحت متداولة في الفترة الأخيرة فهي أمر مرفوض جداً، لما يترتب عليه من آثار سلبية على الطلبة من عدم الشعور بالقيمة المعنوية للحفل، والتركيز على الجانب المادي فقط .

 

ومن جهة أخرى يقول عدنان عباس مدير مدرسة النهضة للبنين، غالباً ما تفضل إدارة المدرسة إقامة حفلات التخرج للصف ال 12 في القاعة الرياضية، ولكن الأمر الذي يفرض نفسه هو رغبة أولياء الأمور المقتدرين على اختيار أماكن أخرى تتماشى مع هذه المناسبة، الأمر الذي يشكل تكلفة مالية كبيرة على إدارة المدرسة، ويشارك أولياء الأمور في هذه التكاليف على شكل تبرعات تختلف من طالب إلى آخر، وتتراوح قيمة مشاركة الطالب الواحد من 500 إلى 1000 درهم، مع العلم بأن هناك شريحة كبيرة من الطلاب رفضوا الدفع، ومع ذلك لم يمنعوا من المشاركة في الحفل ورحب بهم وبذويهم، واقتصر الحفل فقط على حجز القاعة التي بلغت كلفتها 65 ألف درهم، إضافة إلى الشهادات والدروع و”أرواب” التخرج، كما فضلت المدرسة إقامة حفل مشترك للطلبة والطالبات لتقليل تكلفة الحفل الإجمالية التي وصلت إلى 70 ألف درهم .

 

لا تتجاوز 500 درهم

 

وأكد أحمد زكريا هارون مدير عام مدرسة المنارة الخاصة أن المدرسة تحرص في كل عام على أن لا يجاوز قيمة مشاركة الطالب الواحد في حفل التخرج للثانوية العامة 500 درهم شاملة حضور الحفل، وأرواب التخرج وشهادات، ودروعاً، إضافة إلى أربع صور شخصية واسطوانة مدمجة لحفل التخرج، مع إعفاء الطلبة غير المقتدرين وأبناء المعلمين من هذه الرسوم .

 

وأوضح أن إدارة المدرسة تعمل على إقامة هذا الحفل في كل عام في فندق نادي الضباط لتوديع الطلاب الخريجين بعد انتهاء المرحلة المدرسية والانتقال إلى المرحلة الجامعية، وتتراوح قيمة حجز القاعة من 15 ألف درهم إلى 25 ألف درهم وتتحمل المدرسة القيمة الأكبر لهذا الحفل، كما ناشد مجلس أبوظبي للتعلم مراقبة رسوم المشاركة في حفلات التخرج في كل عام كما هو الحال الرسوم الدراسية .

 

وأشارت فادية القلة، مديرة مدرسة الروافد الخاصة إلى أنها عملت على تجاوز هذه المشكلة بأن أقامت حفل تخرج طلاب الصف ال 12 في فندق لا تتجاوز تكلفته 20 ألف درهم كهدية للطلبة، من دون تكليفهم بأي رسوم اشتراك سوى 180 درهماً قيمة روب التخرج في حال أعاد الطالب روب التخرج بعد استخدامه يتم استرجاع نصف المبلغ .

Related posts