خطأ فى قاعدة بيانات ووردبريس: [Unknown column 'pn.mail_to_default' in 'field list']
SELECT n.*, pn.title, pn.text, pn.tooltip, pn.text_format, pn.use_short_url, pn.icon_image, pn.profile_name, pn.mail_to_default FROM `wp_supsystic_ss_projects` AS p LEFT JOIN `wp_supsystic_ss_project_networks` AS pn ON p.id = pn.project_id LEFT JOIN `wp_supsystic_ss_networks` AS n ON pn.network_id = n.id WHERE p.id = 2 ORDER BY pn.position ASC

سعيد الطنيجي الاختصاصي الاجتماعي بمدرسة القيعان: هؤلاء الطلبة مشاكلهم تطاردني في منزلي - موقع الطويين - بوابة الفجيرة

موقع الطويين : البيان

حصل على جائزة الشارقة للتميز والتفوق التربوي

العمل في المجال الإنساني له مذاق خاص، فهو الأقرب إلى النفس، لأنه يحتاج ممن يمارسونه إلى صفات خاصة، عمادها الصبر والأناة، وكيانها مزيج من المهارة والثقة بالنفس والثبات الانفعالي في الحالات الصعبة، فضلاً عن الدراسة والخبرة. هذه الصفات مجتمعة تبدو أكثر أهمية عندما يكون هذا العمل مع مراحل عمرية تختلف في طبيعتها من شخص إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى.

وفي مدارسنا، التي تضم مراحل الطفولة والمراهقة والشباب، وتختلف فيها البيئات والثقافات، يصبح عمل الاختصاصي الاجتماعي واحداً من أصعب وأدق المهن التي تفرض على صاحبها الكثير من التحديات.

 

سعيد أحمد الطنيجي، الاختصاصي الاجتماعي بمدرسة القيعان للتعليم الأساسي الحلقة الثانية بمنطقة الفجيرة التعليمية، والحاصل على جائزة الشارقة للتميز والتفوق التربوي في دورتها الثامنة عشرة 2012م، فئة الاختصاصي الاجتماعي المتميز على مستوى الدولة. يكشف عن كثير من جوانب هذه المهنة في الحوار التالي:

 

في البداية، صف لنا شعورك بعد حصولك على جائزة الشارقة للتميز والتفوق التربوي، فئة الاختصاصي الاجتماعي المتميز؟

غمرتني سعادة وفرحة شديدة، وكأي إنسان يبذل جهداً ويكافأ عليه، خالطني إحساس بالفخر والاعتزاز والثقة في النفس، زاد منه تشرفي بمصافحة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتسلمي درع التفوق من سموه، وهو ما ولّد لديّ عزيمة قوية، وإصراراً شديداً على مواصلة النجاح والتميز، ومضاعفة الجهد لتحقيق أهداف الدولة، وتجسيد طموحات قيادتنا الرشيدة فينا.

 

ما العوامل التي ساعدتك على الفوز بالجائزة والتميز في مجالك؟

إن أهم عامل من عوامل النجاح في أي عمل هو حب هذا العمل، والإخلاص فيه، وله، مع استيعاب كافة زواياه وجوانبه، والإيمان بأهمية رسالته في المجتمع. ومن واقع خبرتي الطويلة في هذا المجال، استطعت أن أعي دوري كاختصاصي اجتماعي، له دور رئيس في استقرار المجتمع المدرسي وسلامته وأمنه، ووضعت نصب عيني التعامل مع الطالب بوصفه أحد أفراد أسرتي، علي خدمته والأخذ بيده،.

والوصول به إلى بر الأمان. ولذلك، أجدني أقترب من طلبتي، وأتواصل معهم لمعرفة ظروفهم وهمومهم ومعاناتهم، ولا أبالغ لو قلت لك: إنني أحمل قضاياهم وهمومهم معي إلى المنزل، وتظل مشاكلهم تطاردني إلى أن أجد لها حلاً.

 

يعاني الاختصاصي الاجتماعي ضغوطات مختلفة في محيط العمل الميداني، هل لك أن تحدد لنا بعضها؟

الضغوطات كثيرة في مجال عملنا، خاصة ما يتعلق منها بمحيط العمل الميداني، ويُمكن تلخيص أهمها في صعوبة التعامل مع بعض أولياء الأمور، نظراً لاختلاف ثقافاتهم وبيئاتهم وأنماط سلوكهم، وهذا جانب مهم وأساسي في عملنا، فلكي ننجح في مهمتنا لابد من تحقيق التواصل بين البيت والمدرسة، وهو ما يشكل ضغطاً على الاختصاصي الذي لا يجد دائماً التعاون المطلوب.

أو التفهم الحقيقي الذي يساعده على نجاح مهمته. أضف إلى ذلك، اختلاف مشاكل الطلبة وطبيعتها وتعددها. غير أن هذا كله، لا يقلل من عزمنا وإخلاصنا في العمل. ومما يزيد من الضغوط التي تقع على الاختصاصي الاجتماعي، أنه لا يحق له الترقي الوظيفي، الأمر الذي قد يصيب البعض بالإحباط والفتور تجاه العمل.

 

 

 

بين الضرب والحزم

مسافة بعيدة لا يجوز تخطيها

 

 

كاختصاصي اجتماعي، ما طبيعة عملك مع الطلبة، وخاصة المرحلة الثانية من التعليم الأساسي، وكيف تستطيع احتواءهم؟

أضع في اعتباري، عند التعامل مع الطلبة، اختلاف أنماطهم وميولهم ورغباتهم وثقافاتهم وتربيتهم. فضلاً عن الطبيعة السيكولوجية لكل منهم. فهناك مثلاً الطالب الانطوائي والعدواني وكثير النشاط (الشقي)، والمشاكس. وفي المقابل، لدينا الطالب المتميز والموهوب والقيادي. لكن الاختصاصي الاجتماعي الناجح هو الذي يملك القدرة على احتواء كل هؤلاء، وتوجيه سلوكياتهم بشكل إيجابي، من خلال إعطائهم بعض المهام، وإشراكهم في الأنشطة والبرامج والفعاليات المختلفة التي تنظمها المدرسة.

والطلبة في هذه المرحلة، وهي بداية مرحلة المراهقة، بحاجة إلى معاملة خاصة، تقوم بالأساس على الود والتعاطف واحترام طبيعتهم ورغباتهم، حتى يشعر الطالب بالاطمئنان وبالتالي يتجاوب معنا، فيستمع إلى النصائح ويلتزم بالتعليمات. وهنا نستطيع تقويم سلوكه واحتواءه كلياً، والوصول به إلى بر الأمان وهكذا نكون قد أدينا واجبنا بنجاح.

 

المشاكل السلوكية لطلبة المدارس حالياً، تختلف عنها قبل سنوات، بحكم التطور الحالي ووسائل التقنيات والاتصال الحديثة، فكيف يمكنك استيعابها؟

طبعا لكل زمن سمات، ومن الطبيعي أن يتأثر الإنسان بها ويتغير معها، ومن المؤكد أن الطالب الآن، أصبح جزءاً في منظومة الحياة المتغيرة، والمتطورة. ولابد من إدراك ذلك، والتعامل مع هذا الواقع من خلال التقرب إلى الطالب وفهم طبيعته وأفكاره، واحتوائه بمساعدة ولي أمره. لأن الطرق التقليدية في حل المشكلات الحديثة والمعاصرة.

والتعامل معها بالأساليب القديمة، أصبح غير ذي فائدة. ولذلك فنحن نحاول في عملنا مواكبة التطور واستيعاب الطلبة ودراسة مشاكلهم بلغة عصرهم. فأنا إلى جانب كوني اختصاصياً اجتماعياً أب ولديّ خبرة في طريقة تفكير أبناء هذا الزمان.

 

نلاحظ في الآونة الأخيرة، عدم اهتمام الأهل بتربية أبنائهم ومتابعة سلوكياتهم، بحجة مسؤوليات وضغوطات الحياة، فما الحل؟

الأسرة هي نواة المجتمع، والتربية الأساسية للأبناء، تنبع من البيت. أما المدرسة فهي عنصر مكمل لدور البيت، إذاً فالمسؤولية تقع على عاتق الأسرة أولاً، ولا يجب على الأهل التنصل من هذا الدور المهم. فالتطور في الحياة لابد أن يلازمه تطور في التربية، لأن الحياة أصبحت أكثر تعقيداً، ومن الضروري متابعة سلوكيات الأبناء، والاقتراب منهم أكثر، لأن المؤثرات الخارجية متعددة،.

افتقد الابن التوجيه السليم، والرقابة الأسرية الإشرافية الآمنة، فقد ينجرف وراء أهوائه ولا يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ. فالأمانة تستوجب من الأهل، رغم مشاغلهم الكثيرة وضيق وقتهم، توفير وقت للجلوس والتواصل مع الأبناء، والتحاور معهم، ليشعروا بدفء الأسرة، ولتشملهم الرعاية المباشرة والإحساس بالأمان، مما يبعدهم عن أية مؤثرات سلبية خارج نطاق الأسرة.

 

نقد يوجه إلى الاختصاصي الاجتماعي، بعدم قدرته على احتواء الممارسات السلبية للطلبة أو التصدي لها إذ إنها في تزايد مستمر، فما رأيك ؟

هناك فروق فردية بين الاختصاصيين الاجتماعيين، من حيث عطائهم وعملهم. فالاختصاصي الناجح، هو من يملك القدرة على احتواء مشاكل الطلبة المختلفة بحرفية عالية، وأن تكون لديه القدرة على حلها بدرجة كبيرة، لأن من الطبيعي ألا يستطيع القضاء عليها كلياً. وعلى من يرغب في حل مشاكل الطلبة أن يكسب ثقة الطالب، وأن يتعامل معه بأبوة خالصة ومودة، وسيجد منه استجابة كبيرة، وبالتالي يستطيع من خلاله حل مشكلته.

 

ظهرت بعض حالات ضرب الطلبة في عدد من المدارس خلال الفترة الماضية، فما تعليقك على هذا السلوك؟

مهما كان سلوك الطالب، أو كانت ممارساته سلبية داخل المدرسة، فإن أحداً لا يجيز استخدام أسلوب الضرب حلاً لمشكلة ما، أو لزوم الضبط والربط والحزم، كما أن وزارة التربية والتعليم ترفض هذا الأسلوب بأي حال من الأحوال، وتطالب الإدارات المدرسية والهيئات التعليمية، بالتعامل مع الطلبة وفق الأساليب التربوية، وبموجب لائحة السلوك التربوي التي لا تجيز بدورها أي شكل من أشكال العنف مع الطلبة. وأنا شخصياً، أقف ضد هذا السلوك، وأؤمن بأن هناك مسافة بعيدة جداً بين الضرب والحزم، لا يجوز تخطيها.