الأهالي والمختصون يقرعون جرس الإنذار قبل “الإجازة الصيفية”

موقع الطويين : الخليج

تعود مشكلة السلوكيات المرفوضة من قبل شريحة من الشباب والمراهقين على وجه التحديد في الإجازة الصيفية للظهور مجدداً، مع اقتراب انتهاء طلبة المدارس والمعاهد والجامعات من امتحانات نهاية العام الدراسي، ويشكّل الفراغ شركاً قوياً قد يعلق في براثنه ضعاف النفوس، ممن يستغلون هذه العطلة في ارتكاب مخالفات قانونية أو جرائم يعاقب عليها القانون، في غياب الرقابة الأسرية للوالدين، الذين يقع على عاتقهم دور مهم في توجيه أبنائهم وحمايتهم من أصدقاء السوء، فهم يشكلون بوابة السقوط والخروج عن النص .

 

يعد فصل الصيف مرتعاً خصباً للعديد من السلوكيات المرفوضة قانونياً واجتماعياً التي تبدأ من التجمعات الشبابية والمعاكسات، مروراً بقيادة المركبات من دون الحصول على رخصة قيادة، والقيام بحركات استعراضية خطرة بها وصولاً لجرائم كبيرة كالسرقة أو التعاطي وغيرها من الجرائم التي توقع مرتكبيها تحت طائلة المسؤولية القانونية وما يترتب عليها من إجراءات وعقوبات مما يتطلب تعزيز التعاون القائم بين جميع الجهات المعنية في القيادة العامة للشرطة والوزارات والدوائر الحكومية والجهات المنظمة للمراكز الصيفية لاستقطاب الطلاب للتدريب خلال أشهر الصيف بما يعود بالنفع والفائدة عليهم وبما يحافظ عليهم ويحول دون انجرارهم وراء مخاطر وقت الفراغ الذي يعتبر العدو الأول لهم خلال العطلة الصيفية .

 

بوصلة الأمان

 

هيثم صبح (رب أسرة) أكد أن التربية السليمة والتنشئة القويمة داخل الأسرة لأبنائها، من شأنها أن تشكل بوصلة الأمان والطريق المنير لهم والحماية الحقيقية لهم من الانزلاق في هاوية وقت الفراغ الذي يطل خلال العطلات الطويلة على وجه الخصوص والذي يمكن إحالته إلى وقت نافع ومفيد .

 

ويشدد على أهمية تنظيم الوقت وتقسيم ساعات اليوم للأبناء، بحيث يمضونها في أشياء مفيدة ومسلية كممارسة رياضة ما، أو القراءة والتسجيل في دورات صيفية كتعلم الكمبيوتر أو أحد الفنون القتالية أو الالتحاق بالمراكز الصيفية التي تحظى برعاية واهتمام كبيرين من قبل قيادة الدولة لضمان إبعاد شبح الانحراف عن فلذات الأكباد وحمايتهم من مخاطر السقوط في براثن وقت الفراغ، مشيراً إلى أهمية التنشئة الأسرية من قبل الوالدين في زرع الخصال الحميدة في الأبناء منذ الصغر وتعريفهم بمواطن الصواب من الخطأ وكيفية التفريق بينهما وتحصين النفس من الوقوع في الأخطاء التي تسهم في ضياع مستقبلهم وخروجهم عن الطريق القويم .

 

ولفت إلى أن الخطوة الأولى في طريق الضياع والانحراف تكون بمصاحبة رفقاء السوء بعيداً عن أعين الرقابة الأسرية، خاصة في حالات التفكك الأسري التي يضيع فيها الأبناء، حيث يندفع الأبناء من خلال هذه الرفقة باتجاه الهاوية بغرض التجربة أو في محاولة خاطئة لإثبات الذات والرجولة الواهية عبر ارتكاب سرقات أو التعاطي أو القيام بأي نوع آخر من المخالفات القانونية التي تجرم مرتكبها وتعرضه للمساءلة القانونية وما يترتب عليها من إجراءات يتم اتخاذها بحقه .

 

خطورة الفراغ

 

عبدالله حمدان (موظف) يرى أن الفراغ خلال العطلات الدراسية يعد العدو الأول والخطر الأكبر الذي يهدد الأبناء والمراهقين، والذي يدفع بهم للقيام بسلوكيات مرفوضة مجتمعياً ويعاقب عليها القانون ويجرمها .

 

وأضاف أن الدولة أخذت على عاتقها تنفيذ العديد من المبادرات التي من شأنها شغل أوقات الفراغ لدى الأبناء بكل ما هو مفيد ونافع لهم وبما يحميهم من مخاطر الانحراف وارتكاب الجرائم، وذلك من خلال إقامة مراكز صيفية متنوعة في مختلف إمارات ومدن الدولة، فضلاً عن مراكز تحفيظ القرآن واستقطاب شريحة كبيرة من الطلبة في المؤسسات والهيئات الحكومية للتدريب واكتساب الخبرة وقتل وقت الفراغ .

 

ولفت إلى أن مسؤولية حماية الأبناء من مخاطر وقت الفراغ الذي تزيد مساحته بشكل كبير خلال العطلة الصيفية تعتبر مسؤولية مجتمعية تبدأ من الأسر وتمر بمؤسسات المجتمع المدني وصولاً إلى الجهات الرسمية في الدولة التي لا تألو جهداً في الحفاظ على الشباب الذين يعتبرون الركيزة والدعامة الأساسية للوطن وحاضره ومستقبله، مبيناً بروز بعض الظواهر والسلوكيات المرفوضة خلال أشهر الصيف في مقدمتها ارتفاع وتيرة قيادة المراهقين والأطفال للدراجات النارية غير المرخصة من دون أن يكونوا حاصلين على رخص لقيادتها مما يعرض أرواحهم وسلامتهم وسلامة غيرهم للخطر، كما هو الحال في قيادة المركبات من دون حصول سائقيها على رخصة قيادة وتنفيذ استعراضات خطرة قد تجعل منهم ومن غيرهم من مستخدمي الطرق مجرد أسماء في سجلات الوفيات .

 

رمضان جمعة (رب أسرة) لفت إلى أن العطلات الصيفية تشكّل عنواناً بارزاً لبعض الظواهر السلبية التي قد تقود صاحبها إلى طريق الانحراف .

 

ويضيف أن من أبرز هذه الظواهر تسكع المراهقين والشباب في المراكز التجارية وهم يرتدون ملابس منفرة مستمدة من النمط والأسلوب الغربي لا تتناسب وعادات وتقاليد المجتمع العربي المحافظ في محاولة فاشلة منهم للفت انتباه الجنس الآخر، إلى جانب ظهور ما يعرف بالتجمعات الشبابية وسط الأحياء السكنية وبأعداد كبيرة تجعل من أصحابها مصدراً حقيقياً للقلق ولإزعاج الأهالي، داعياً إلى تكثيف الرقابة من قبل الجهات الشرطية المختصة عبر تسيير دوريات مدنية في مختلف مناطق الإمارة والتواجد في المراكز التجارية لمواجهة أية سلوكيات مرفوضة أو تعديات على الآخرين مع توقيع العقوبات الصارمة بحق المخالفين والمتجاوزين للأنظمة والقوانين والأعراف حماية للشباب من خطر الانزلاق نحو هاوية الانحراف والجريمة .

 

مبارك المهري (موظف) أعرب عن اعتقاده أن من أخطر السلوكيات التي تطفو على السطح خلال العطلات الصيفية، تتمثل في قيادة السيارات والدراجات النارية من قبل أشخاص ومراهقين غير حاصلين على رخص قيادة، ما يسهم في زيادة وقوع الحوادث المرورية المؤسفة، وارتفاع أعداد الضحايا التي تبذل وزارة الداخلية وإدارات المرور بالدولة جهوداً حثيثة لخفضها

 

 

 

المركز الصيفية

 

وأوضح أن المسؤولية في حماية الأبناء من مخاطر وقت الفراغ تعد مسؤولية كبيرة وهامة ومشتركة بين مختلف الجهات المعنية، سواء الأسرة أو المدرسة أو الوزارات والدوائر المعنية التي تؤدي دوراً واضحاً في تنظيم العديد من البرامج والفعاليات الهادفة لحماية الأبناء وشغل وقت فراغهم بكل ما هو مفيد، مشيراً إلى أن الدولة قامت بافتتاح العديد من المراكز الصيفية والدورات التدريبية المختلفة التي تتناسب مع مختلف الاهتمامات لاستقطاب الطلبة خلال الصيف وتعزيز مهاراتهم وقدراتهم وحمايتهم من خطر الفراغ القاتل الذي يعتبر أكبر تهديد لهم خلال العطلات المدرسية .

 

ودعا أولياء الأمور إلى تشديد الرقابة على أبنائهم خلال الصيف وعدم السماح له بالتأخر خارج المنازل لأوقات متأخرة من الليل والتعرف عن قرب إلى أصدقائهم وتوجيه الإرشادات والتوجيهات الأبوية لهم بما يكفل خلق نوع من الرقابة الذاتية لديهم على سلوكياتهم، إلى جانب تعزيز الجانب الديني والأخلاقي لديهم، ليكون ذلك بمثابة دعامة مهمة لهم يرتكزون عليها في قضاء أوقات فراغهم، مضيفاً أن شريحة واسعة من الأهالي يقومون بالسفر مع عائلاتهم إلى خارج الدولة لتمضية العطلة الصيفية في التعرف إلى حضارات وثقافات وعادات جديدة، ما يعتبر استثماراً نافعاً لوقت الفراغ الذي يعيشه أبناؤهم خلال الصيف .

 

طائلة المسؤولية

 

ويقول عماد مسعود (رب أسرة) إن البعض يعتبر العطلة الصيفية منفذاً وفرصة حقيقية لفعل كل شيء، والهروب من ضغط الامتحانات والاتجاه نحو الحرية دونما أية قيود، متناسين ما في ذلك من مخالفة للأنظمة والقوانين وما يترتب عليه من الوقوع تحت طائلة المسؤولية القانونية والنبذ الاجتماعي .

 

ويشير إلى أنه بالرغم من أن العطلة الصيفية تعد شركاً كبيراً يتصيد الشباب والمراهقين، إلا أن الحصانة الأخلاقية والدينية والأسرية من شأنها التصدي لهذه الشرك ومنع السقوط فيه وهو ما ينعكس من خلال توجه قطاع جيد من الشباب والطلبة لاستثمار أوقات فراغهم في التسجيل  والانضمام للمراكز الصيفية وممارسة السباحة والرياضيات البحرية وزيارة صالات الألعاب الرياضية وغيرها، مضيفاً أن الجهود الملحوظة التي تبذلها الجهات الشرطية المختصة بالجانب التثقيفي ممثلة في الشرطة المجتمعية أدت دوراً في خلق قنوات من التواصل مع أولياء الأمور وأرباب الأسر مما سيكون له تأثير إيجابي في حماية الأبناء من مخاطر أوقات الفراغ .

 

شرطة رأس الخيمة تتصدى للظواهر السلبية

 

العقيد صالح سالم الشمالي مدير الإدارة العامة للعمليات المركزية بالإنابة بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، أوضح أن شرطة رأس الخيمة قامت بوضع برنامج خاص لاستقبال فصل الصيف للتصدي لمجموعة من الظواهر التي تظهر على السطح خلال هذه الفترة ومن بينها تجاوزات يقوم بها بعض سائقي الدراجات في عدد من شوارع الإمارة وكذلك تجاوز بعض السائقين المسافرين براً لوزن الحمولات المسموح بها، فضلاً عن قيام بعض الشباب بقيادة المركبات من دون رخصة قيادة .

 

وأضاف أن هذه الإجراءات تتضمن تكثيف تواجد الدوريات على الطرقات والشوارع الداخلية والخارجية وزيادة الحملات التفتيشية في بعض الشوارع التي يكثر فيها تواجد الشباب لضبط المستهترين منهم وللحد من قيامهم بالتجاوزات المخالفة للقوانين والأنظمة المرورية التي قد تشكل خطورة بالغة على حياتهم وحياة كافة مستخدمي الطريق، مبيناً أنه سيتم في إطار هذه الإجراءات تنظيم حملات تفتيشية مفاجئة في المناطق السكنية خاصة خلال فترة الليل لضبط المركبات التي تحمل حمولات زائدة عن الحد المسموح به، وبخاصة من فئة المسافرين براً، حيث سيتم تحرير مخالفات بحقهم ومنعهم من السير بمركباتهم بهذه الطريقة لما في ذلك من خطر على حياتهم، إلى جانب التشديد على فحص الإطارات بشكل جيد باعتبارها قنبلة موقوتة خاصة في فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة بشكل كبير .

 

وأوضح العقيد الشمالي أن فرع التوعية المرورية سيقوم بتنظيم حملات توعوية للسائقين عن السفر بالبر وتبيان خطورة الحمولة الزائدة على سلامتهم وحول مخاطر عدم صلاحية الإطارات، إضافة إلى التركيز على فئة الشباب في ما يتعلق بالقيادة من دون الحصول على رخصة وقيام البعض منهم بحركات استعراضية تعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر .

 

من جهته، أكد سالم سلطان الدرمكي مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية بالإدارة العامة للعمليات الشرطية في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، أنه تم وضع خطة لفصل الصيف الذي يغادر فيه الناس إلى الخارج الدولة لقضاء عطلاتهم السنوية مع عائلاتهم مما يجعل منازلهم عرضة في بعض الأحيان للسرقة .

Related posts