مجلس «بدرية الدلي» الرمضاني بالفجيرة يوصي بصلة الرحم والزهد في الطعام

موقع الطويين : البيان

توزع النقاش في المجلس الرمضاني الذي نظمه مركز التنمية الاجتماعية بالفجيرة في منزل المواطنة بدرية الدلي، ما بين أهمية صلة الرحم ، وإرادة تغير العادات في شهر رمضان، هذا المجلس الذي يأتي ضمن البرامج الرمضانية الخاصة بمبادرة “خيرنا لأهلنا” والتي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية ضمن مجلس الشؤون الاجتماعية الرمضاني.

فيما يأتي هذا المجلس بهدف دعم الدور المحوري للأسرة في التماسك الاجتماعي وتمكينها من أداء دورها وإعلاء مفهوم المسؤولية المجتمعية وتعزيز الشراكة الفاعلة مع القطاع الأهلي والخاص، وكان ذلك بحضور أحلام آل علي مديرة مركز التنمية بالفجيرة وموظفات قسم التوجيه الأسري وعضوات المركز وعدد من سيدات المجتمع والفتيات، وبمشاركة عدد من المتقاعدات لتفعيل دورهن في العطاء والمشاركة المجتمعية ضمن مبادرة ” هب الريح ” الخاصة بالمتقاعدين.

إرادة التغير

وأدارت الجلسة الدكتورة الواعظة آسيا محمد من مكتب الهيئة العامة لشؤون الإسلامية والأوقاف بالفجيرة، حيث تناولت محاور عدة استهلتها بقضية الإرادة في تغير العادات في الشهر الفضيل بما يتوافق مع دعوة المسلم إلى التفرغ للعبادة والذكر وقراءة القرآن بالقدر المستطاع، موضحة أن السلف الصالح كانوا رحمهم الله يفرغون أنفسهم من مشاغل الدنيا لاستثمار وقتهم في رمضان في العبادة والذكر، فلا يعادل أجر العبادة والطاعة في نهار رمضان أيام السنة بطولها.

 كما تمكنوا من ختم القرآن في اليوم مرة ومرتين ليقينهم بأهمية استثمار شهر الخير، (وهو ما يدعو المسلم في وقتنا الحالي إلى التساؤل من أين لهم بالوقت الذي يمكنهم من ختم القرآن كاملاً في يوم واحد في حين لا يستطيع المرء منا إلا بختمه واحدة في الشهر، مشيرة إلى أن القضية في أولويات المسلم في شهر الصوم، فهو شهر عبادة وليس بشهر إعداد الموائد وإطعام الطعام. والإفطار أو تفطير الصائمين يصح ولو بشق تمرة).

ولفتت إلى أن قضاء ما يقارب 4 ساعات متواصلة يومياً في إعداد الطعام تحرم المرأة من فضل قراءة 8 أجزاء من القرآن الكريم، حيث يقدر وقت ختام جزء من أجزاء القرآن بالنصف ساعة.

الإسراف

دعت الدكتورة آسيا الى عدم الإسراف في الطعام خلال شهر الصوم، الأمر الذي نهى الله تعالى عنه بقوله : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )، وأكدت على كلمة “لا يحب” فعلى المسلم أن يحرص على وسائل محبة الله ، فإن أحبه الله، أمر جل وتعالى ملائكته أن تحبه وأن توقع محبته في قلوب أهل الأرض، ومن كسب محبه الله فقد فاز بنعيم الدنيا والآخرة.

ودعت إلى تغير المغزى من شهر الفضيلة، بتغير نمط قضاء الوقت فيه من إعداد موائد ومتابعة التلفزيون إلى التفرغ قدر المستطاع للعبادة والتقليل قدر الإمكان من الطعام لتحقق بذلك فضيلة الصيام ، فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يوقد في بيته النار لشهر وشهرين، وكان يعتمد في غذائه على الأسودين التمر والماء، وهو دلالة على زهده وزوجاته عليه الصلاة والسلام.

(فرمضان في حالنا الآن يشغل المسلم عن كثير من الطاعات، وأهمها قراءة القرآن الكريم، والتي ينبغي أن تكون هي الشغل الشاغل للمسلم في هذا الشهر الكريم، كما كانت عادة السلف. إذ نجد المرأة والأم تقضي جزءاً كبيراً من النهار في إعداد الطعام ، وجزءاً كبيراً من الليل في إعداد الحلويات والمشروبات، وما هو يدفعهم إلى الإكثار من الأكل والكسل ورمي الفائض من الطعام)، لافتة الى أن الله قد منح شهر رمضان للإنسان ليختبر همته في الذكر وليكون من المتقين لقوله: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ “، فالصوم يورث التقوى؛ لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى؛ فإنه يردع عن الأشر والبطر والفواحش، ويهون لذات الدنيا، وذلك لأن الصوم يكسـر شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين.

صلة الرحم

وتناولت الدكتورة آسيا محور صلة الأرحام وتفسير معنى كلمة “صلة ” وكلمة “رحم” ولما لصلة الرحم عند الله سبحانه وتعالى من قدر عظيم جعلها على ضفاف الصراط المستقيم، وبدأت بحديث عن أن كثيراً من الناس من يتعلل في قطيعة أرحامهم بأن أرحامهم بدؤوهم بالقطيعة، وهؤلاء أخطأوا أولاً في أنهم قابلوا الإساءة بالإساءة ولم يقابلوا الإساءة بالإحسان، وأخطأوا ثانياً في أنهم ساووهم في معصية قطيعة الرحم، وأخطأوا ثالثاً في أنهم ظنوا أن الوصال لا يصلح أن يكافأ به من يقاطع، مع أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا) وهي دعوة إلى أن صلة الرحم فيمن قطعك وليس فيمن سار وجلس معك من أهلك. ويأجر من وصل رحمه وحتى لو تخوف من إراقة ماء وجهه بسبب جحود أهله أو مقابلته بشيء لا يستحبه.

وأشارت الى أن أبواب الصلة كثيرة ، ولا تقتصر على زيارة أو مكالمة ، فالناس يتفاوتون فيما يدخل عليهم السرور ، ويتفاوتون في أحوالهم ومعيشتهم ، لذا فإن الصلة تكون بالمال أو بالهدية أو الزيارة أو الاتصال أو السؤال عنهم وتفقد أحوالهم، والتصدق على فقيرهم، والتلطف مع غنيهم، واحترام كبيرهم، وتكون كذلك باستضافتهم وحسن استقبالهم، ومشاركتهم في أفراحهم، ومواساتهم في أحزانهم، كما تكون بالدعاء لهم، وسلامة الصدر نحوهم، وإجابة دعوتهم، وعيادة مرضاهم.

كما تكون بدعوتهم إلى الهدى، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، أو بأي شيء تيسر، قال ابن عابدين: “صلة الرحم واجبة ولو كانت بسلام، وتحية، وهدية، ومعاونة، ومجالسة، ومكالمة، وتلطف، وإحسان، وإن كان غائباً يصلهم بالمكتوب إليهم، فإن قدر على السير كان أفضل”. وفي وقتنا هذا تعددت الوسائل للتواصل والاتصال ، فنجعل هذه الوسائل حجة لنا لا علينا يوم القيامة.

Related posts