صور : الأســــر المنتجــــة.. جنبــــاً إلى جـــنب تعد موائد الرحمن

موقع الطويين : البيان

اليوم؛ وقد رسمت دولة الإمارات خطوطاً عريضة في سجل الخير والبذل والعطاء للإنسانية جمعاء، لم تكن تقصد من وراء ذلك، أن تصبح مثالاً أو رقماً صعباً، وقد صار لها ذلك وهو حق. الواقع يؤكد بالشواهد والحقائق.. ما أكثر مؤسسات الخير في إماراتنا السبع، وما أوفر نصيب الإنسانية من عطاء رسمي وشعبي.. ذلك نهج لم يدرسه الطلبة أو يقرأه الآباء والأمهات، إنه فطرة وُجد عليها أهل البلاد حكومة وشعباً، فصار جسراً عالمياً يُضاء بنور أيادي العطاء البيضاء.. في هذه المساحة المتكررة في شهر رمضان المبارك، سنعرض غيضاً من فيض العطاء لمؤسسات الخير المنتشية بالولاء للإنسانية وحسب.

الخطوة التي أقدمت عليها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، بإتاحة الفرصة أمام ربات البيوت للعمل والعطاء والإفادة والاستفادة، حملت في طياتها الكثير من المعاني الإنسانية، إذ فتحت باب المشاركة أمام جميع السيدات الإماراتيات لإعداد موائد الرحمن وتوزيعها على مراكز الإفطار التي حددتها المؤسسة مقابل دعم مالي لهذا العمل. وتحظى السيدات بهذه الفرصة للعام الثاني على التوالي، إذ يؤكدن أن هذه المبادرة حققت الكثير من المكاسب المادية والمعنوية، وباتت وسيلة لاحتساب الأجر من عند الله بفضل هذا الشهر الكريم، ناهيك عن اعتبارها فرصة ذهبية للتفكير ملياً في إقامة مشاريع خاصة بإعداد الطعام مستقبلاً.

فاطمة فتح الله منسقة المشروع في إمارة دبي، تؤكد أن هناك ارتفاعاً غير مسبوق في نسبة اشتراك الأسر المنتجة واندماجها مع المشروع لهذا العام، فبينما سجل المشروع مشاركة 34 سيدة العام المنصرم في إمارة دبي، فوجئ الجميع هذا العام بطلب 69 سيدة الاشتراك في المشروع، وهو ما كان تجسيداً للرغبة المتزايدة من النسوة، لافتة إلى أن الطلبات التي سجلتها المؤسسة تصل إلى نحو 200 وجبة للسيدة الواحدة يومياً، إذ منحت المشاركات هذا العام فرصة إعداد هذا الكم الكبير من الوجبات، بينما اقتصر عددها في حدود 100 وجبة فقط لليوم الواحد لكل سيدة.

وذلك مؤشر إيجابي فيه مزيد من الثقة والفائدة على الجميع. وتضيف إن المؤسسة حددت مناطق تتميز بالكثافة السكانية العالية وخصوصاً من ذوي الدخل المحدود لإعداد هذه الوجبات، وتوزع وجبات الإفطار في خيام رمضانية ومساجد في مواقع تضم العمال في المناطق الصناعية المختلفة، وبالقرب من الأسواق العامة في جميع إمارات الدولة بغية الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المستفيدين والمستحقين.

رسالة سامية

ومن منظور آخر، ترى فتح الله أن هذه المبادرة هي رسالة إنسانية سامية تخطها أنامل الأسر المنتجة، مؤكدة أنها رصدت الكثير من المشاهد والصور التي تترجم مفهوم التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، لاسيما وأن الكثير من العلاقات الأسرية توطدت نتيجة العمل مدة 30 يوماً، فثمة أزواج عاد اهتمامهم المفقود بالأسرة.

أم سعيد، وهي واحدة من الأمهات اللواتي بادرن بالتسجيل في المشروع تعهدت بطهي 100 وجبة يومياً في حين أنيط إلى بعضهن مهمة طهي ضعف هذا العدد، لافتة إلى أنها تحرص كل عام على الاشتراك مع بعض سيدات المجتمع في هذا المشروع الخاص بالأسر المنتجة، لتقديم وجبات الإفطار إلى بعض الخيام الرمضانية عن طريق المطابخ الخارجية.

مردود مادي

وتشير أم سعيد إلى أن مشروع إفطار صائم بالاشتراك مع الأمهات ساهم بفاعلية في تعديل أوضاع بعض المعوزين من جهة، واكتساب الأجر من عند الله من جهة أخرى، إضافة إلى شغل فراغ بعض السيدات.

وتضيف مريم سالم خلفان إن هذا المشروع فرصة ذهبية للتفكير في مشاريع أخرى مشابهة مستقبلاً، لات سيما وأنه قادر على تلبية احتياجات الكثير من المطاعم والخيام والموائد الرمضانية المنتشرة على مستوى الدولة، مشيرة إلى أن انخراطها في المشروع سيدفعها للتفكير ملياً في إقامة مشروع خاص بها. وتقول الوالدة مريم إنه ثمة فارق بين طعام المطاعم والطعام المعد على أيدي السيدات ربات البيوت، فالجودة والنظافة التي سيتمتع بها الطعام المعد عن طريق الأمهات لا يمكن مقارنتهما لدى ذلك الطعام الذي تعده المطاعم، خاصة وأن المواد المستخدمة في إعداد الطعام على أيدي السيدات تحمل جميعها أعلى معايير الجودة والنظافة.

تخفيف الديون

وساهم المشروع في تخفيف وطأة ديون المواطنة ليلى مبروك، إذ تمكنت من إتمام زواج ابنها العام المنصرم دون الوقوع في مغبة الديون إزاء حصولها على الدعم المادي من المؤسسة، وهي تعول على ما ستحصل عليه هذا العام لصيانة منزلها، منوهة إلى أن المشروع حفز الكثير من السيدات لإقامة مشاريع خاصة. وتلاحظ مبروك أن هذه العملية لا تشكل صعوبة لدى أي سيدة، بل إن الأمر يحتاج إلى تعاضد الأيادي في المنزل الواحد وتكاتفها، منوهة إلى أن الكثير من السيدات يتجهن إلى الاستعانة بعاملات من الخارج تفادياً لأي تأخير.

التفاف أسري

وأسفر المشروع حسب ما ترى لطيفة الجسمي موظفة، عن تقوية العلاقات بين أفراد الأسرة والمجتمع، إذ تؤكد أنها تخوض هذه التجربة للعام الثاني على التوالي، موضحة أن السعادة غمرتها نظير التفاف أبنائها من حولها لإنهاء هذا العمل الممتع والذي يمتد طوال الشهر الكريم.

وبناء على ما حددته المؤسسة من وجبات، تذهب الجسمي يومياً خلال شهر رمضان المبارك، في ساعات متأخرة من الليل لشراء كميات ضخمة من الدجاج حرصاً على الظفر بمواد غذائية طازجة كل يوم، وهي تستعد لطهي الطعام منذ ساعات الفجر الأولى، وهذا العام تولت مهمة إعداد 200 وجبة يومياً، مشيرة إلى أن المسؤولية تشترط عليها إعداد وتجهيز كافة الطلبات مبكراً. وتناشد عفراء الغفلي كافة المؤسسات والهيئات الخيرية في الدولة، أن تحذو حذو مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الخيرية.

وأن يتوسع نطاق مثل هذا العمل الهادف والمجدي، لتتولى المواطنات مهمة الإشراف على الطهي لكافة المناسبات سواء الدينية أو الوطنية. فهذه المؤسسات والجهات حري بها التنسيق مع الأمهات لإعداد طعام حفلات الزفاف الجماعي مثلاً، لدعم المواطنات ربات البيوت وشغل أوقاتهن بما ينفع ومساعدة ذوي الدخل المحدود منهن، لاسيما وأن هذا المشروع أخرج الكثير من السيدات من ضيق ذات اليد، فضلاً عن تكريسه مبدأ التعاون لدى كافة أفراد المجتمع.

 

ترشيد الاستهلاك

 

من جهة أخرى، تؤكد المواطنة شيماء سعيد أهمية محاضرات التوعية التي خضعت إليها جميع المشتركات، إذ كشفت هذه اللقاءات عن آلية العمل بطريقة سلسة وغير مجهدة في شهر رمضان، فضلاً عن الترشيد في استخدام المواد اللازمة للطهي. كما أكدت شيماء أن المشرفين شددوا على ضرورة ارتداء القفازات أثناء عملية الطهي واتخاذ تدابير الأمن والسلامة الأخرى، ولعل أبرزها كيفية التعامل مع الحرائق عند نشوبها أو حالات الطوارئ الأخرى المتعلقة بتسريب أسطوانات الغاز. وتثني شيماء على دعم مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية وتوفير نحو 30 علبة من التمور على أقل تقدير، لكل سيدة على أن يتضاعف هذا الرقم لمن ظفرن بطلب إعداد وجبات أكبر من الطعام.

 

 

تأمين سلامة المطابخ وتجهيز الوجبات

 

وزعت الإدارة العامة للدفاع المدني ألف طفاية حرائق وألف بطانية حريق على الأسر التي ستتولى مهمة إعداد الوجبات الرمضانية، إذ خضعت السيدات إلى دورات سريعة في هذا الصدد، للتعرف على شروط السلامة في المطابخ.

وقدمت شركة أدنوك للأغذية أسطوانات الغاز للأسر المواطنة بأسعار مدعومة، مع خدمة توصيلها إلى مختلف المواقع، فضلاً عن الدور الذي قامت به بلدية أبوظبي، والمتمثل ببيع الأرز للأسر المنتجة بأسعار مدعومة.

وتولت شركة «كنزي» مسؤولية تجهيز وتحضير الوجبات الغذائية للتوزيع، عبر وضعها بعبوات خاصة لحفظ الوجبات بما يضمن وصولها ساخنة، والمحافظة على ما تبقى من الوجبة للسحور، إضافة إلى مساهمة شركة «دو» للاتصالات باعتبارها مُورداً للوجبات الغذائية التي توزع في رمضان.

600 أسرة مواطنة تعد مليوناً و700 ألف وجبة

بدأت مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية مطلع شهر رمضان، بتوزيع الوجبات الرمضانية التي بلغ عددها مليوناً و700 ألف وجبة إفطار ضمن مشروع «إفطار صائم»، تُوزع عبر 109 مواقع منتشرة في إمارات الدولة كافة.

وأعلنت مؤسسة خليفة أنها اتفقت للسنة الثانية على التوالي مع حوالي 600 أسرة مواطنة لإعداد هذا الكم من وجبات الإفطار ضمن مشروع إفطار صائم الذي تنفذه المؤسسة للعام السادس على التوالي. وبلغ عدد مواقع توزيع الوجبات على مستوى الدولة نحو 109، ستُوزع من خلالها وجبات إفطار الصائمين، إذ حددت مؤسسة خليفة 21 موقعاً في إمارة أبوظبي، بالتعاون مع 120 من الأسر المواطنة لإعداد 12 ألفاً و200 وجبة يومياً، ليصل مع نهاية شهر رمضان المبارك عدد الوجبات التي قدمتها المؤسسة في أبوظبي وضواحيها حوالي 363 ألف وجبة رمضانية.

وفي المنطقة الغربية، يوفر المشروع 11 مركزاً منتشرة في كافة أرجاء المنطقة، بالتعاون مع 51 أسرة مواطنة تقدم نحو 5 آلاف و50 وجبة يومياً بإجمالي قدره 151 ألفاً و500 وجبة طيلة الشهر الكريم. وفي مدينة العين، ينفذ المشروع في 12 موقعاً بالتعاون مع 57 أسرة مواطنة، وبواقع 5 آلاف و750 وجبة يومياً، بإجمالي 172 ألفاً و500 وجبة طوال شهر رمضان.

وفي دبي، حددت المؤسسة 10 مواقع منتشرة في جميع أنحاء الإمارة قرب المناطق ذات الكثافة السكانية، وبالتعاون مع 83 أسرة مواطنة تقدم يومياً 8 آلاف و300 وجبة رمضانية، ليصل العدد الإجمالي مع نهاية شهر رمضان إلى 249 ألف وجبة.

أما في الشارقة، فهناك 10 مواقع إذ نُسق مع 58 أسرة مواطنة لتقدم 5 آلاف و800 وجبة يومياً بمعدل 174 ألف وجبة خلال شهر رمضان. وفي رأس الخيمة، خصصت المؤسسة 11 موقعاً سيقدم 5 آلاف و750 وجبة يومياً بالتعاون مع 56 أسرة مواطنة بمعدل 172 ألفاً و500 وجبة رمضانية طيلة الشهر الكريم. وفي عجمان، ينفذ المشروع إفطار الصائم من خلال 11 موقعاً بالتعاون مع 47 أسرة مواطنة، حيث تقدم 4600 وجبة يومياً بمعدل 138 ألفاً طيلة الشهر الكريم.

وفي أم القيوين، نُفذ المشروع في ثلاثة مواقع بالتعاون مع 23 أسرة مواطنة تقدم ألفين و300 وجبة يومياً بإجمالي 61 ألف وجبة خلال شهر رمضان. وفي الفجيرة حددت المؤسسة 11 موقعاً تغطي أنحاء الإمارة كافة، بالتعاون مع 65 أسرة مواطنة تقدم 5600 وجبة يومياً بإجمالي 195 ألف وجبة خلال الشهر الكريم.

Related posts