تتويج فرسان السيف في الفجيرة

 

اختتمت مساء أمس الأول بطولة السيف بالفجيرة بأمسية في ميدان السيف أمام قلعة الفجيرة، وشهدها سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة راعي البطولة وسمو الشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، والشيخ عبدالله بن حمد بن سيف الشرقي، والشيخ أحمد بن حمد بن سيف الشرقي، والشيخ عبدالله بن سيف الشرقي المشرف العام على بطولة السيف وبحضور عدد من أعيان القبائل وكبار الشخصيات بالفجيرة .

 

كما حضر الحفل عدد غفير من الجمهور الذين غصت بهم الأماكن المخصصة لهم، ومنهم من أتوا من خارج الفجيرة لمتابعة حفل تتويج الفائزين والأمسية الأخيرة من البطولة .

 

وقام سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي يرافقه سمو الشيخ راشد بن حمد الشرقي بتتويج الفائزين بالمراتب الثلاثة الأولى، وفاز بالمركز الأول عدنان راشد سليمان الحبسي ونال سيفاً ذهبياً وسيارة و100 ألف درهم، وجاء ثانياً سلطان بن عبدالله الشحي، ونال سيفاً فضياً و60 ألف درهم، وحصد المركز الثالث ياسر زيد قدور الشحي، ونال سيفاً برونزياً و40 ألف درهم، كما تم تكريم المشاركين الثمانية الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية .

 

ووسط أجواء حماسية وبرنامج حفل زاخر بالرقصات الشعبية كالعيالة وغيرها والفقرات المختلفة والكلمات المعبرة عن بطولة السيف في دورتها الأولى ألقى بلال البدور المدير التنفيذي للثقافة والفنون بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع كلمة باسم الوزارة، بعدها تابع الحضور لوحة الوهابية، وتبعها لوحة تراثية قديمة جمعت فنون الندبة والجواب والرواح، ثم دخلت فرقة الحربية مرددة قصيدة “بطولة السيف مغناة من أشعار سمو الشيخ راشد بن حمد الشرقي إهداء من سموه لأخيه سمو ولي عهد الفجيرة، وأداها عدد كبير من الرزيفة وتفاعل معها الجمهور، بعد ذلك استمع الحضور لكلمة من مكتب “اليونسكو” بالدوحة ألقتها بالنيابة عن مدير مكتب اليونسكو بالدوحة الدكتور حمد الهمامي ومنى عبدالستار جبريل أخصائية برامج الثقافة بالمكتب الإقليمي لليونسكو بالدوحة، مشيدة ببطولة السيف وأهمية حماية التراث الجماعي والحفاظ عليه ونقله للأجيال المقبلة .

 

وتضمنت الأمسية أبياتاً شعرية بكلمات وقوافي الشاعر مصبح الكعبي، وأهدى أولى قصائده للبطولة ولراعيها سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، أما ثانيها فكانت للإمارات واليوم الوطني التاسع والثلاثين ولامس فيهما قلوب الجمهور، وقال الكعبي: الشعر والسيف مرتبطان ارتباطاً مصيرياً من زمن قديم، وهذه البطولة تحافظ على عاداتنا وتقاليدنا .

 

أما الفنان هزاع المنهالي فكان موجوداً بصوته في البطولة على مدى 8 أسابيع، وشارك في ختام الجائزة بثلاث أغنيات . وألقى سلطان مليح رئيس لجنة التحكيم في بطولة السيف كلمة اللجنة المنظمة للبطولة تضمنت الشكر لسمو ولي عهد الفجيرة .

 

وبعد تتويج الفائزين الثلاثة انطلقت أغنية بصوت الفنان هزاع، لتتواصل الاحتفالات في ميدان السيف الذي أضيء بفرحة الفوز والتجهيزات الخاصة والألعاب النارية التي كست قلعة الفجيرة بثوب براق ونور أضفى على هذه اللحظات الكثير من الفرح والسعادة .

 

وبهذه المناسبة قال أحمد المنصوري مدير قناة سما دبي، إن مؤسسة دبي للإعلام تحرص دائماً على مواكبة ودعم جميع الأنشطة والفعاليات التي تقام في الإمارات، والتي يأتي في مقدمتها البطولات والفنون التراثية ذات الطابع الخاص، كبطولة اليولة ومنافسات الميدان التي قامت القناة بمواكبتها على مدى السنوات الخمس الماضية، مؤكداً أن بطولة السيف جاءت تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد إمارة الفجيرة، وذلك من منطلق اقتناعه العميق بضرورة تواصل الأجيال الشابة مع التراث الشعبي والعادات العربية الأصيلة، بهدف تعزيز الهوية الإماراتية وغرس الحس الوطني والاعتزاز بالفنون الشعبية الأصيلة، فيما يعتبر التسري بالسيف (المزافن) أحد الفنون التراثية في الدولة، وتعكس القيم الاجتماعية والأخلاقية والفنية، في شكل متميز يعتمد على الحركة والإيقاع والإشارات والرموز ذات الدلالة والمعاني المشتركة .

 

وعبر الفائز بالمركز الأول عدنان راشد سليمان الحبسي (23 عاما) عن سعادته بهذا اللقب الذي ناله في مشاركته الأولى، قائلاً: سعادتي لا توصف ومن الصعب أن أعبر عن شعوري في هذه اللحظة، خاصة أن أخي سلطان راشد الحبسي ضمن الفائزين الثمانية فأصبحت الفرحة فرحتين .

 

في الإطار ذاته وقبل بدء الاحتفال بختام بطولة السيف، استمتع جمهور القرية التراثية بأجواء الحياة الماضية من عادات وتقاليد مجسدة في القرية، من خلال الورش كزفن الدعون والمهاوة ودلافة الحبال وقلي القهوة وتقديم العرس الإماراتي في الماضي والتعريف بزهبة العروس ومستلزماتها، إضافة إلى اللوحات الشعبية التي قدمتها مدرستا لبنى بنت حباب للتعليم الأساسي والقرية وتفاعل معها الحضور بالإضافة إلى الكثير من الرقصات الشعبية والمسابقات التي قدمها الفنان عبدالله بوعابد والأهازيج التراثية البحرية وتمثيل الخروج للبحر والصيد، كما لم يهدأ الزحام في بيت الروع (الخوف) الذي استقطب اهتمام الناس من مختلف الشرائح والجنسيات.

المصدر : الخليج 12 ديسمبر 2010

Related posts