«خمسينية» تتفوق في التعليم.. و«سبعينية» تبدأ الدراسة من الصفر في الفجيرة

موقع الطويين : البيان

فيما تستعد الخمسينية ومربية المزرعة “شيخة علي”، لبدء مرحلة دراسية جديدة في استكمال تعليمها في الصف الثامن بمركز تعليم الكبار هذا العام. بدأت “سبعينية ” تسكن في إمارة الفجيرة الخطوات الأولى في رحلة التعليم التأسيسي بعد إذن قضائي يسمح لها بممارسة حق التعليم. وفي إطار يوم المسن العالمي أقام مركز دبا الفجيرة لتعليم الكبار يوم أمس احتفالا بهذه المناسبة والذي يصادف الأول من أكتوبر واحتفاء بأكبر الدارسات المسنات سنا بمناسبة استمرارهن بالدراسة وتخطيهن مراحل دراسية متقدمة، إذ لم يمنعهن كبر السن وكثرة المشاغل وتربية الأبناء، من مواصلة مسيرة الكفاح.

نجاح وتفوق

ولم تحقق إحدى المكرمات ” شيخة ” من مواليد 1956 وأم لـ 14 ابناً، منهم 8 متزوجين ولديها 15 حفيدا، النجاح فقط، بل كانت متفوقة منذ التحاقها في ركب التعليم عام 1991، رغم توقفها لفترة نتيجة ظروف ولادتها لآخر العنقود الذي يدرس الآن في السابع الأساسي.

وهذا النجاح ووصولها لهذه المرحلة وصفته بأنه تتويج لحصيلة حرص واهتمام ومتابعة، ما نتج عنه نجاح وبتفوق بعد أن حرصت طيلة تلك السنوات الماضية على اللحاق بركب الدراسة والانتساب لدورات الكمبيوتر واللغة الانجليزية والمشغولات اليدوية والخط العربي، والمشاركة في الفعاليات التطوعية المجتمعية رغم مرض زوجها ورعايتها لأبنائها وأحفادها وعنايتها بمزرعة عائلتها وتربية الحيوانات، متحدية كل ما يقف في وجهها من عراقيل. متعهدة بأن تكمل دراستها ما طال عمرها.

مسيرة علمية

وقالت: ” رغم أن ضيق الوقت يمنعني من متابعة دروسي بعد حضور الصفوف الدراسية في المركز، إلا أني سأكمل مسيرتي العلمية، فيكفيني فخرا أن أتعلم في كل يوم حرفا واحد. وتابعت بابتسامة ممزوجة بضحكة: ” ربما سألتحق بإحدى الجامعات، لا أحد يعلم، ولكني لن أنقطع عن التعليم، فقد ضاع الكثير من عمري من دون تعليم. ولا أنوي إضاعته أكثر من ذلك”. لافتة إلى أنه ليس هناك كبير على العلم، وهذا ما تؤكده لأحفادها الذين يطالبونها دائما بقضاء الوقت معهم وعدم الذهاب للمركز.

وقال مديرة المركز ابتسام أحمد النعيمي: “إن المركز يفخر بوجود هؤلاء النسوة اللواتي كافحن من أجل العلم”. مضيفة : “تعلمنا منهن أنه بالإصرار والعزيمة لا يستطيع شيء أن يقف في وجه من يسعى إلى تحقيق إنجاز”، وهؤلاء النساء أنموذج حي وقدوة لابد أن تدرس لأبناء اليوم بأن الوقت لا يضيع مهما كبروا في العمر أو فاتهم القطار في وقته”. لافتة إلى أهمية البرامج والخطط التي يتبناها المركز للنهوض بالمستوى الثقافي والاجتماعي والعلمي للدارسات.

والقت مديرة المركز كلمة رحبت فيها بالضيوف وأثنت على جهود جميع العاملين في المركز. مشيرة إلى أهمية هذا اليوم الذي يخصص للاحتفال بيوم المسن العالمي .

Related posts