«التربية» توجه المعلمين بتنفيذ الأبحاث الطلابية داخل المدارس

موقع الطويين :البيان

كشفت فوزية حسن غريب الوكيل المساعد للعمليات التربوية في وزارة التربية والتعليم، في تصريحات خاصة لـ”البيان” أن الوزارة تتجه إلى تعزيز الحصص البحثية من خلال إجراء البحوث الطلابية أثناء هذه الحصص وعدم اجرائها خارج اسوار المدرسة، معتبرة ان هذه الخطوة من شأنها تعزيز التفاعل بين الطالب والمعلم في مجال المشاريع البحثية، وتعزيز ثقة الطلبة بأنفسهم وتطوير خبراتهم بحيث يجرون الأبحاث بأنفسهم تحت إشراف المعلم، وبذلك تكون الوزارة خففت العبء المادي على ولي الأمر ومنعت المشاريع الجاهزة للطلاب.

وأوضحت، بأن الوزارة ستخاطب المناطق التعليمية لتوجيه المدارس بتعميم لإجراء البحوث داخل المدرسة، وذلك لتفعيل المكتبات المدرسية وحصص الحاسوب واستغلالها في البحث، مؤكدة أن هذا سياهم في تعليم الطالب فن الإلقاء وحتى يتم تأهيل الطلبة لإعداد الأبحاث وتنوع المهارات التي يدقنها الطالب للخروج بكفايات شخصية قادرة على استخراج المعلومات ومناقشتها.

أبحاث

وذكرت غريب، أن الأبحاث الطلابية التي يطلبها المعلم من الطالب جاءت بهدف تدريب الطلبة على استخراج المعلومات، ولم تكن لمجرد انها اوراق تقدم للمعلم من دون ان ينظر لها ويضع الدرجة فقط على التسليم، وإنما لابد أن تكون هذه الأبحاث من عمل الطالب فعلياً وليتحقق هدف المعلم عليه ان يلزم الطالب بعمل هذا البحث أمامه حتى يدور بينهم حوار في استخراج المعلومات وتعود الاستفادة على الطالب ويتمكن المعلم من وضع الدرجة التي يستحقها الطالب، وفي حال وقوع ضغط كبير على المعلم عليه مناقشة بعض الطلاب من الصف خلال البحث الأول والبعض الآخر خلال البحث الثاني حتي يتمكن من التفاعل مع الطلبة كافة .

وخلال السنوات الماضية اشتكى عدد من أولياء الأمور من تكلفة الأبحاث الثقيلة التي يطلبها جميع المعلمين، حيث لا يتمكن الطلبة من عمل الأبحاث من كثرة محاورها فيتوجه ولي الأمر الى احدى المكتبات المتخصصة في عمل الأبحاث مقابل مادي، أو يقوم باستخراج المعلومات بنفسة بعد ان يمكث كثيرا في عمليات البحث عليها عبر الانترنت.

وقال جمال الشيبة مدير مدرسة عمر بن الخطاب النموذجية للتعليم الأساسي والثانوي: “نعمل على توفير كل مستلزمات مصادر التعلم بجميع أشكالها ” الالكترونية والمطبوعة ” من خلال غرف الحاسوب المجهزة بكافة التقنيات الحديثة و وسائل الاتصال أو المكتبة التي أعدت خصيصا لكتابة التقارير و الأبحاث التي يحتاجها الطالب في مواده الدراسية في كل المراحل العمرية.

وأوضح الشيبة بأنهم قاموا بتوفير الكتب الأدبية والعلمية والدينية والثقافية التي تغني الطالب بالمعلومات ، وكذلك زودنا المكتبة بقسم خاص ” المكتبة الالكترونية ” وفيها يجد الطالب ما يحتاجه من وسائل الاتصال بالأنترنت لزيادة البحث عن المعلومة التي يريد أن يتوسع بها في أبحاثه ونحن نشجع الطلاب ونوصي المدرسين بقبول الأبحاث المكتوبة بخط اليد بدلا من الكتابة عبر أجهزة الحاسب والطباعة وذلك من أجل تنمية الإبداع بالكتابة والخط الذي أصبحنا نفتقده هذه الأيام.

وأيد القرارات الملزمة التي تعمل على تفعيل هذه المرافق التي وجدت في المدارس والتي معظمها تحوّل إلى مخازن للكتب، ففي المكتبة يتعاون الطالب مع زملائه في البحث عن المعلومة التي يريدها ويتفاعل مع معلمه في طريقة إعداد البحث المطلوب وبالتالي يشرف المعلم بنفسه على كتابة أبحاث طلابه من دون الاستعانة بخبرات الآخرين التي قد تكون من خارج الميدان المدرسي، فنعمل بذلك تنمية الاعتماد على النفس وذلك تحضيرا لمستقبله في دراسته الجامعية.

اتجاهات

من جانبه أوضح جعفر عبد الله الفردان مدير مدرسة السعيدية في دبي، أن الاتجاهات التعليمية الحديثة أكدت على أهمية المكتبات المدرسية ودورها في تعزيز القدرات الإبداعية والفكرية للطلبة، وبخاصة أن دورها المتطور بات فاعلاً بشكل كبير لدرجة أنها أصبحت مرتكزاً لكثير من العمليات والأنشطة التربوية والتعليمية داخل المدرسة. وطبقاً لأسلوب تحليل النظم التعليمية، يمكن النظر إلى المكتبة المدرسية على أنها نظام فرعي للتعليم، يتفاعل مع النظم الفرعية الأخرى للمدرسة ككل.

وفي سياق متصل أكدت لميعة فرج مديرة مدرسة الواحة للتعليم الأساسي والثانوي في دبي أن ما تسعى إليه الوزارة حالياً من توفير مكتبات إلكترونية شاملة بجميع المدارس الحكومية بات ضرورة حتمية في ظل التدفق المعلوماتي الرهيب في مختلف الجوانب العلمية والثقافية التي تهم الطلبة، لافتة إلى أن الاعتماد في المكتبات المدرسية قديماً، كان ينصب على المواد المطبوعة، من كتب ونشرات ودوريات، في حين أصبحت المعلومات في ظل التقدم العلمي والتطور التكنولوجي الحالي متوفرة في شكل مقروء ومسموع ومرئي.

مؤكدة أن المكتبات المتطورة التي توفرها الوزارة حالياً، وما يصاحبها من قرارات نحو تفعيل استخدام الطلبة للمكتبات المدرسية، سيسهم بشكل فاعل في تيسير الخدمات المكتبية المتنوعة ، وسيساعد الطلبة في الحصول على المعلومات من مصادرها أثناء تدريس بعض أجزاء المنهج .

إضافة إلى تلبية احتياجات الفروق الفردية بين الطلبة وتعزيز القدرة لديهم على التثقيف الذاتي، بهدف اكتساب مهارات الاتصال بأوعية الفكر المتنوعة، لافتة إلى أن من أهم أهداف المكتبات المدرسية، دعم المنهج الدراسي ومساندته من خلال توفير المصادر التعليمية على اختلاف أنواعها ، وتيسير استخدامها للمعلمين والطلاب للاستزادة من المعلومات التي تتعلق بموضوعات الدراسة المقررة.

تحصيل علمي

 

 

أكد مدير مدرسة السعيدية أن ذلك القرار سيساهم بشكل كبير في تعزيز التحصيل العلمي للطلبة واتساع دائرة الحوار بين الطلبة ومعلميهم، خاصة أن الطالب سيقوم بإجراء البحث تحت إشراف معلم المادة، وهو الأمر الذي سيسهم بشكل كبير في إثراء الحوار فيما بينهما، إلى جانب أن هذا القرار سيدفع كثيراً من الطلبة إلى الاعتماد على أنفسهم واستخدام طاقاتهم المعطلة.

وتحديداً ممن يعتمدون على غيرهم في إعداد البحوث، لافتة إلى أن حرص الوزارة على تطوير أداء المكتبات المدرسية وخدماتها، واعتماد النظام الإلكتروني المتكامل لإدارة المكتبات المدرسية وفق أحدث المعايير الدولية المعتمدة سيسهم بقوة في اثراء معلومات الطلبة وتمكينهم من انجاز ابحاثهم في أقل فترة ممكنة، والأهم من ذلك تدريب الطلبة على الخطوات الصحيحة والحديثة لإجراء البحوث العلمية.

Related posts