الإمارات وروسيا توقعان اتفاقية تعاون في مجال الطاقة النووية السلمية

198849791

موقع الطويين : البيان

وقعت دولة الامارات العربية المتحدة مع روسيا الاتحادية اتفاقية تعاون في مجال الطاقة النووية السلمية، تهدف الى توثيق التعاون بين الجانبين في مجال الطاقة النووية السلمية وتسمح بتنفيذ العقد الموقع بين الشركة الروسية ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية بشأن نقل الموارد والتكنولوجيا النووية لبرنامج الإمارات النووي، وتغطية احتياجات الوقود لمدة 15 عاما، حيث من المتوقع تشغيل المحطة الأولى من البرنامج في عام 2017.

وقد وقع الاتفاقية أمس، عن جانب الإمارات معالي محمد بن ظاعن الهاملي، وزير الطاقة وعن الجانب الروسي سيرغي كيراينكو المدير العام لمؤسسة الدولة للطاقة الذرية في روسيا الاتحادية (Rosatom ) وذلك في ديوان عام وزارة الخارجية بأبوظبي.

وتشكل الاتفاقية الإطار القانوني الذي يمكن من خلاله تنفيذ التعاون بين الحكومتين، وبين الشركات التجارية في كل من البلدين في مجال الطاقة النووية السلمية، حيث تتيح الاتفاقية نقل المعلومات والتكنولوجيا والمواد النووية، وتضع الشروط المناسبة والأحكام التي بموجبها سيتم نقلها واستخدامها، كما تعتبر ضرورية لتنفيذ أي عقد تجاري بين البلدين يتضمن نقل هذه المواد أو المعدات النووية.

تتفق وسياسة الدولة

وصرح معالي محمد بن ظاعن الهاملي، بأن الاتفاقية تتسق وسياسة حكومة الإمارات الهادفة إلى دعم التعاون وتبادل الخبرات في مجال تطوير برنامجها النووي كما تأتي متفقة مع سياسة الدولة في وضع الأطر القانونية اللازمة للتعاون الدولي في مجال الطاقة النووية.

وأعرب كيراينكو عن ترحيبه بهذه الخطوة وقال “نحن نرحب بعزم الإمارات العربية المتحدة في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية ونبدي استعدادنا لتقديم التكنولوجيا المتقدمة وخبراتنا لبرنامج الإمارات للطاقة النووية، لافتا إلى أن الاتفاقية تضع الأساس القانوني لمزيد من التعاون في المجال التجاري وخاصة لتنفيذ العقد الموقع في أغسطس (2012) بين مؤسسة الامارات للطاقة النووية وشركة (TENEX) لتزويد أول محطة للطاقة النووية في براكة باليورانيوم الطبيعي، وخدمات تخصيب اليورانيوم.

شريك استراتيجي

وأكد كيراينكو أن بلاده تعتبر دولة الإمارات شريكاً استراتيجياً باعتبارها من أوائل الدول في المنطقة التي تسعى إلى تأسيس وتطوير مفاعل نووي للأغراض السلمية يتسم بالشفافية والأمان، ويلبي كافة متطلبات ومعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيراً إلى أن تلك الاتفاقية ستزيد من حجم التبادل التجاري بين البلدين على المديين القصير والبعيد.

وكانت مؤسسة الامارات للطاقة النووية في أغسطس الماضي قد منحت ستة عقود للخدمات النووية بقيمة 3 مليارات دولار أميركي (11.4 مليار درهم) ضمن برنامجها لتزويد الطاقة، وذلك لـ 6 شركات دولية وهي:”Canada’s Uranium One Inc” في كندا، و”Urenco Ltd” في بريطانيا، و”Rio Tinto PLC”، و”Tenex” الروسية، و”Areva SA ” الفرنسية، وذلك خلال خمس عشرة سنة مقبلة.

الشركات الروسية تستحوذ على 50 % من قيمة العقود

 

تعتبر الشركات الروسية أحد الموردين الرئيسيين لخدمات الوقود النووي، حيث استحوذت على 50 % من قيمة العقود الستة وفق تصريحات المدير العام لمؤسسة الدولة للطاقة الذرية في روسيا، حيث تقوم شركة تينيكس Tenex الروسية بموجب الاتفاقية والعقد بتزويد إمدادات اليورانيوم المركز وخدمات التحويل لخام اليورانيوم وخدمات التخصيب لمؤسسة الامارات للطاقة النووية على المدى الطويل.

وبينت المؤسسة أنها تعاقدت مع مجموعة من كبار الموردين الدوليين لتوفير الخدمات المتعلقة بالوقود النووي لتلبية متطلبات المؤسسة، مشددة على أن استراتيجية الوقود النووي هذه ستضمن عدداً من النقاط، منها أمن الإمدادات والسرعة في التوريد والجودة في المواد المستوردة، وتقديم فرصة للشركات العالمية للتنافس والذي من شأنه ان يوفر للبرنامج النووي الإماراتي السلمي المرونة في التوريد للتكيف مع ظروف السوق المتغيرة.

معايير عالمية

وقال السفير حمد الكعبي المندوب الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال مؤتمر صحافي عقد أمس بمقر وزارة الخارجية، ردا على سؤال لـ “البيان” حول معايير السلامة والأمان النووي التي تم بموجبها اختيار موقع “براكة” لإنشاء أول محطة نووية للطاقة السلمية في الدولة، قال إن هذا الموقع اختير بناء على دراسات ومعايير عالمية شملت كل العوامل الجغرافية والجيولوجية المناسبة، من حيث بعد المكان من المخاطر الطبيعية والزلازل، فضلاً عن عدم احتمال حدوث تسونامي، نظراً لضحالة مياه الخليج العربي، لافتا إلى أن دولة الإمارات بعد حادثة فوكوشيما شددت من إجراءات السلامة والأمان من حيث التصميم ومتانة التأسيس بالمحطة.

وأشار إلى أن دولة الإمارات اكتسبت خبرات كثيرة في هذا المجال نظرا لمشاركاتها المستمرة في المؤتمرات والفعاليات الدولية والاطلاع على المستجدات أولاً بأول، فضلا عن استفادتها من الخبراء والعلماء الدوليين والوكالات والمراكز الدولية المعنية.

Related posts