المر: الإمارات ما زالت تأمل بإنهاء احتلال الجزر سلمياً

1260855672

موقع الطويين : البيان

أكد معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي أن ما تواجهه شعوبنا الإسلامية من توترات سياسية أو اقتتال، سواء بين أطياف الدولة الواحدة أو تنازع بين الدول وبعضها أو أزمات اقتصادية واجتماعية تزايدت حدة آثارها ووطأة نتائجها على شعوبنا الإسلامية، إضافة إلى ارتباط قضايا العالم الإسلامي بمتغيرات البيئة الدولية وتشعباتها وتعقيداتها المختلفة يلقي المزيد من الصعوبات على دور مؤسسات العمل الإسلامي المشترك، سواء في تبني الحلول الناجحة أو الحد من آثار هذه المشكلات.

جاء ذلك خلال كلمة معاليه في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي المنعقد حاليا في الخرطوم ويستمر يومين.

وقال معاليه: إن الأولوية التي يجب أن تحظى باهتمامنا في هذه المرحلة البحث عن السبل والأدوات اللازمة لتفعيل دور مؤسسات العمل الإسلامي المشترك ومن بينها اتحادنا البرلماني الإسلامي.

وأضاف: إننا نبارك خطوات المصالحة الفلسطينية باعتبارها المرتكز الرئيسي للتوافق الفلسطيني العام .

حل سلمي

وتابع: ما زلنا نأمل من الحكومة الإيرانية أن تغلب مبادئ الإسلام الحنيفة وشريعته الغراء في إنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وأن تتقيد بما أكد عليه الدين الإسلامي من حل خلافاتنا بالوسائل السلمية عبر التفاوض أو الوساطة أو التوفيق أو التحكيم تصديقاً لقوله تعالى ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ” .

وأضاف المر: يمكن أن تشاركوني الرأي في أن مشكلات العالم الإسلامي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه يغيب عنها الدور الفعال والمؤثر لمنظمات العمل الإسلامي المشترك فهذه الأدوار محدودة ولا تتعدى مجرد إصدار بيانات أو اجتماعات ولقاءات لا تسفر إلا عن قرارات تفتقد إرادة التنفيذ أو التأثير المطلوب في مواجهة إشكاليات العالم الإسلامي.

ثورات معرفية

وأشار معاليه الى أن متغيرات البيئة الدولية الراهنة وما حملته من خصائص وصفات جديدة واكبها ثورات معرفية واتصالية وإعلامية وعلمية هائلة تخطت بأبعادها الحدود الجغرافية والسيادات الوطنية ويستوجب منا نحن كممثلين لشعوب العالم الإسلامي أن نتوقف إزاءها .

ولفت إلى أن الشعبة البرلمانية الإماراتية تقدمت منذ عامين بمقترحها إصدار إعلان برلماني إسلامي نضع من خلاله خطة عمل محددة زمنيا لتفعيل دور هذا الاتحاد في قضايا العالم الإسلامي.. وقال: أرى أن التفكير والاجتماعات والاتصالات لمجرد إصدار مثل هذا الإعلان قد استغرق حتى الآن عامين، وأكثر وهذا لا يتفق مع طبائع الأمور وسرعة الأحداث المتلاحقة وتعقد القضايا، سواء في البيئة الدولية أو بيئة الدول الإسلامية. وطالب بسرعة البت واتخاذ القرار في هذا الإعلان، خاصة أن لجنة الخبراء المشكلة من اللجنة التنفيذية للاتحاد أرسلت تقريرها بالموافقة على هذا الإعلان.

وقال معاليه: إن الشعبة البرلمانية الإماراتية تود تجديد تأكيدها بأنها لا تسعى من وراء هذا الإعلان إلا لخدمة قضايا عالمنا الإسلامي بتجرد وموضوعية وحتى تكون هناك فائدة حقيقية مرجوة تعلي ما نحققه من فوائد في اجتماعات اتحادنا هذا.

برلمان اسلامي

وأضاف:إنه إذا كان البعض أثار تحفظاً على فكرتنا بشأن إنشاء البرلمان الإسلامي، لأن ذلك سيحل محل هذا الاتحاد فأود التأكيد على أن فكرتنا في إنشاء هذا البرلمان لا تعني ذلك بتاتاً، فالاتحاد يمكن أن يظل قائماً بمقوماته وأركانه .

وتابع رئيس المجلس الوطني الاتحادي: أود أن نتنبه جميعاً نحن ممثلي شعوب العالم الإسلامي إلى خطر داهم قد يعصف ليس فقط بمنظمات العمل الإسلامي المشترك وإنما بكل شعوبنا الإسلامية.. فقد انتشرت في الآونة الأخيرة الصراعات المذهبية والطائفية في داخل الدولة الإسلامية الواحدة وبين الدول وبعضها، وأصبح المسلمون الذين يعبدون رباً واحداً ويأتمرون بأمر كتاب واحد هو القرآن الكريم ونبيهم جميعاً هو محمد صلى الله وعليه وسلم أصبحوا الآن مصنفين على أسس طائفية ومذهبية، وقد تستعر حدة هذه الخلافات وأبعادها في السنوات القليلة القادمة وهناك أطراف سواء من داخل العالم الإسلامي أو خارجه تغذي أبعاد هذه الصراعات المذهبية والطائفية التي يمكن أن تفتك بجسد العالم الإسلامي.. ومن المؤسف أن نرى مثل هذه الصراعات قد تسللت إلى مؤسسات العمل الإسلامي المشترك، مما سيترتب عليها شل حركتها أو لا سمح الله إنشاء منظمات إسلامية على أسس مذهبية .

وأشار معاليه إلى أن اتحادنا مطالب بالتصدي لهذه الظاهرة بكل قوة، وأدعو لتشكيل لجنة خاصة لبحث الآليات والسبل اللازمة للحفاظ على وحدة العالم الإسلامي.

وقال معاليه ” ما زلنا نتابع بألم وحسرة ما يحدث في دولة سوريا الشقيقة ومعاناة شعبها، سواء في المخيمات الحدودية أو على الأراضي السورية ذاتها، فآلة الحرب تحصد يومياً مئات القتلى، بالإضافة إلى الدمار والخراب في هذا البلد الذي احتضن في تاريخنا الإسلامي المبكر عاصمة كبرى انتقلت منها إشعاعات الحضارة والهدي الإسلامي إلى مختلف بقاع الأراضي شرقا وغربا.

وأضاف “أرى أن اتحادنا – وحتى منظمة التعاون الإسلامي – يعجز وفق طاقة الإمكانيات عن أن يوقف هذا القتال الدائر أو الحد من وتيرته.. وأعتقد في ظل هذا الوضع فإنه من الأوجب أن يحث اتحادنا ويطالب حكومات العالم الإسلامي بأن تضاعف من مساعداتها المادية والإنسانية، وأن يتم حشد كل منظمات ومؤسسات الخير التي تنتشر في ربوع العالم الإسلامي.

Related posts