“الفقع” غذاء صحي يفضله الإماراتيون رغم وجود مؤشرات تنذر باختفائه

a_20

موقع الطويين : الخليج

تشير الدراسات التي أجريت عن الكمأ “الفقع” حسب التسمية المحلية في الإمارات، أنه فطر بري موسمي، ينمو بعد سقوط الأمطار بعمق من 5 إلى 15 سنتيمتر تحت الأرض، ويستخدم كطعام، ويراوح وزنه من 30 إلى 300 غرام، على شكل ثمرة البطاطس، شكله كروي لحمي رخو منتظم، وسطحه أملس، ويختلف، لونه من الأبيض إلى الأسود، ويكون في أحجام تتفاوت وتختلف وقد يصغر بعضها حتى يكون في حجم حبَّة البندق، أو يكبر ليصل إلى حجم البرتقالة، ويسمى بعدة أسماء، منها الكماه أو الكمأة أو الترفاس أو الفقع في دول الخليج، ومنها الإمارات، وتبلغ أنواعه الصحراوية نحو 30 نوعاً، وتعد من ألذ وأثمن الأنواع . وهنا إشارة إلى الظروف التي ينمو فيها وأماكن وجوده في الإمارات، والأسباب التي أدت إلى اختفائه كغذاء صحي متكامل .

انطلقنا من هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة للحديث عن هذا النوع، من الفطريات في الإمارات، وأوضحت هنا السويدي، رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، الفقع ليس نباتاً، بل هو نوع من أنوع الفطر، ينمو بعد سقوط الأمطار الرعدية التي تحتوي على تكوينات خاصة تشكّل عاملاً في ظهوره، وعن مواقع انتشار الفقع في الإمارات قالت: توجد في السهول الطينية أو الملحية، مثل المناطق الحدودية أو الساحلية الموجودة بين دبي وأبوظبي والمنطقة الحدودية بين أم القيوين ورأس الخيمة .

وبالنسبة إلى احتمال وجود مشكلات يواجهها الفقع، أضافت: لا توجد أية مشكلات، ويعد من الفطريات الشحيحة الموجودة في دولة الإمارات .

وعن مساعيهم للحفاظ عليه باعتبارهم جهة مسؤولة عن البيئة، أشارت إلى أنه لا توجد دراسات كافية عنه .

ومن جهته عرّف ثاني جمعة بالرقاد، مقدم فقرات تراثية في إذاعة وتلفزيون دبي سابقاً، الفقع قائلاً: إنه فطر بري، يشبه البطاطا حتى في طريقة خروجه من الأرض، عندما يهطل المطر الذي يدعى “وسمي” من منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول إلى منتصف فبراير/ شباط تقريباً، بشرط أن يصاحبه البرق والرعد، لتزويده بطاقة كهربائية لتحريك جزيئاته .

وفي ما يخص أماكن نمو الفقع أضاف: ينبت بالقرب من أشجار “الرجة” في السهول القريبة من الكثبان الرملية، حيث تتجمع فيها مياه الأمطار، وموسمه قصير لا يستغرق أكثر من شهر، ويوجد في الإمارات بمنطقتي سيح شعيب وجبل علي، وله نوعان، أولهما مائل إلى اللون الأصفر، والثاني للأبيض ويسمى “الزبيدي” لكنه نادر مقارنة بالنوع الأول، وأكثر فائدة . وكان الأهالي سابقاً يطبخونه مع الرز أو يقومون بشوائه .

وعندما كنت صغيراً كنت أذهب مع أهلي للبحث عنه، وهناك طرق خاصة للارشاد والحصول عليه، ومازلنا نتبع الطرق القديمة، وإلى الآن له دور في لم شمل الأسر الممتدة خلال عملية البحث عنه، ومن خلاله توثق العلاقات الاجتماعية بين الأسر، وبين الأحفاد والآباء والأجداد في الرحلات التي نقوم بها إلى البر، ورغم قلة الأمطار وصعوبة العثور عليه، لكنه يلعب دوراً في الالتفاف حول بعضنا بعضاً لالتقاط ثمرته، ومن يحصل على “الزبيدي” كأنه حصل على شيء عظيم لندرته .

وفي النهاية أشار إلى الأسباب التي جعلت هذا النوع من الفطريات نادراً، وهو بسبب الزيادة العمرانية، وانتشار المحميات، وتحول الأماكن التي ينمو فيها إلى محميات طبيعية، إضافة إلى التقاطه من قبل الوافدين الذين لا يعلمون كيفية نزعه بطريقة لا تتسبب بضموره في السنوات التالية . وأخيراً أصبحنا نستورده من إيران وليبيا وسوريا والعراق وتونس ودول الخليج .

أما بالنسبة إلى الظروف والأسباب التي كانت تؤدي إلى انتشار الفقع في الإمارات قال مطر المنصوري، موظف في العين: سابقاً كانت المنطقة تنعم بالأمطار الوفيرة، وتنبت الحشائش وتتحول الأرض إلى مساحات خضراء، وبعد سقوط الأمطار لنحو 40 يوماً مع شروق الشمس كانت الفقع تنمو في الأراضي المستوية التي تدعى “سيح” .

وعن ذكرياته في مواسم انتشار الفقع أضاف: في سنة 1995م و1996م كنا نخرج لالتقاط الفقع على طريق الليسيلي – جبل علي، وفي سيح شعيب، وللأسف نظراً لقلة الأمطار، لم يعد الفقع متوافراً بكثرة كما كان في السابق، وهذا لا يعنى أنه لم يعد يحظى باهتمام الأهالي، لأن العديد يقومون بالبحث عنه والتقاطه وطبخه، رغم ندرته وصعوبة الحصول عليه .

وعن فوائد الفقع أوضح خلفان الكعبي، مدير قرية التراث والغوص في العين، أنه يحتوي على مادة مفيدة ومغذية للجسم، وغنية بالدهون، وكان الأهالي يأكلونه شتاء . وقال: ينبت الفقع في الصحراء نتيجة لالتقاء المطر بالبرق والرعد، ويثمر بعد سطوع أشعة الشمس عليه في موسم الشتاء، والآن هو موجود في رملة دبي، ورملة ناهل، ومتوافر في الأسواق وهو غال الثمن، والفقع السعودي أفضل أنواعه، لكنه نادر .

بدوره أشار محمد خميس الساعدي، موظف في العين، إلى الأماكن التي ينبت فيها الفقع في الإمارات، وهي في صحراء العين ودبي والفجيرة ورأس الخيمة، بالقرب من الأشجار الصغيرة التي تشكل لها البيئة المناسبة للنمو .

وقال: تتوقف الكميات التي نجنيها على موسم الأمطار، وكل سنة نخيم في البر، على شكل مجموعات شبابية، ونبحث صباحاً عنه لالتقاطه، ثم شوائه أو طبخه مع اللحم أو الخضراوات، وفي السنة الماضية خيّمنا في منطقة سويحان في العين وحصلنا عليه .

وعن العلاقة التي تربط هذه المادة بمنطقة الفقع أوضح محمد الراشدي، مستثمر في أبوظبي، أنه تم تسمية تلك المنطقة بهذا الاسم نسبة إلى انتشار الفقع فيها سابقاً، وأصبح وجوده فيها الآن من النادر جداً، شأنها شأن باقي المناطق في الإمارات، باستثناء الأماكن الجبلية بنسبة قليلة جداً، التي ما زالت فيها بعض الأماكن التي يمكن التقاط بعض الفقع فيها .

وعن أسباب ندرتها أضاف: تأثر الفقع بشح الأمطار في السنوات الأخيرة، وكثرة الصناعات وتأثيرها في التربة، والمعروف أن هذا النوع من الفطريات بحاجة إلى تربة خصبة، وليست المخصبة بالأدوات الكيميائية .

واختتم حديثه قائلاً: كان البدو يعتمدون عليه أكثر كوجبة غذائية، لكنه تحول إلى مادة نادرة ويصعب الحصول عليه بسهولة كما كان في السابق .

طريقة طبخه

يوجد الكثير من الطرق لتحضير وطبخ الفقع، واخترنا ما يلي: أولاً: 900غرام فقع، أو الفقع منظّف ومقطّع 2 بصلة وسط، مقطّعة شرحات، 2 طماطم وسط، مقطّعة مفرومة 2 ملعقة كبيرة معجون الطماطم 1/2 ملعقة صغيره كركم 1/2 ملعقة صغيره زنجبيل مبروش، 2 ملعقة كبيرة زيت عصير ليمون حامض 1 ملعقة صغيره بهار ملح حسب الذوق . يحمَر البصل بالزيت، ثم تضاف بقية المكونات ما عدا الكمأ وتقلى جيداً، ثم تضاف حبات الكمأ وتقلى مع القلية، تضاف كمية من الماء كافية للحصول على صلصة كثيفة . ثم تخفّف النار ويطبخ الكمأ لمدّة 15 دقيقة أي حتى ينضج وتتبخّر تقريباً كل كمية المياه، ويقدم ساخناً .

ثانياً: تحتاج هذه الطريقة إلى 45 دقيقة أو أكثر، ويفضل طبخه في المرقوق أو مع الرز، لكنه يتطلب وقتاً أطول من الرز، لأنه يطبخ نصف ساعة تقريباً، ثم يضاف إليه الرز، وممكن مع المرق، لكن يوضع منذ البداية مع اللحم .

ثالثاً: تقطيع البصل والطماطم والفقع إلى قطع صغيرة، ثم نبدأ بقلي  البصل حتى يأخذ قليلاً من اللون الأصفر، ثم نضيف إليه الفقع ونستمر بالقلي مع التقليب لمدة عشر دقائق تقريباً على نار متوسطة، ثم نضيف إليها الطماطم وقليل من الكمون والفلفل، ثم نتركها على النار لمدة 30 دقيقة تقريباً ونضيف إليها القليل من الماء المغلي لو احتاج الأمر، كي لا تحترق، وأخيراً يوضع على صحن رز .

تجفيف الفقع

ينظف الفقع من الأتربة ويغسل ثم يقطع إلى شرائح ويوضع في قدر ويضاف إليه قليل من الملح وماء ويغلى غلية واحدة ثم ينشر في مكان يتعرض للهواء مثل سطح المنزل الى أن يجف وينشف، ثم يوضع في أكياس ويخزن .

التخزين في الفريزر

يتم تقطيع الفقع ويغلى لمرة واحدة مع الملح، ثم يخزن في الفريزر في أكياس بلاستيكية .

فوائده

يحتوي الكمأ على البروتين بنسبة 9% ومواد نشويه 13% ودهن 1% وعلى معادن مشابهة للتي يحتويها جسم الإنسان، مثل الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم . كما تحتوي على فيتامين “ب،1 ب2” وهي غنية بفيتامين أ . وعلى كمية من “النيتروجين” بجانب الكربون والأكسجين والهيدروجين، وهذا ما يجعل تركيبها شبيهاً بتركيب اللحم . وطعم المطبوخ، منها مثل طعم كلى الضأن، تحتوي على الأحماض الأمينية الضرورية لبناء خلايا الجسم) .

Related posts