موقع الطويين : البيان
بين الموت والحياة، تقبع الطفلة عائشة داوود محمد الريايسي ذات التسعة أعوام في غرفة العناية الفائقة في مستشفى الفجيرة، وتعيش عبر أجهزة التنفس الصناعية وتقتات أمصال أجهزة طبية بسبب تعرضها مساء الخميس الماضي لحادث دهس في منطقة المديفي مقابل مركز الطفل التابع للإدارة العامة لمراكز الأطفال والفتيات في الشارقة الذي كانت ترتاده ما تسبب لها بإصابات بليغة في منطقة الرأس والمخ على وجه التحديد ونزيف داخلي وجروح متفرقة من جسدها.
في حديث مع والدة الطفلة عائشة قالت ببالغ الحرقة والألم: “في البداية الحمد لله رب العالمين ولا مرد لقضاء الله. لقد فجعنا بإصابة ابنتي دهسا من قبل أحد الأشخاص. وحالتها الآن سيئة جدا ولا تزال في غيبوبة تامة».
وحول أسباب الحادث ذكرت أنه وقع نتيجة ظهورها المفاجئ أمام مركبة مسرعة حينما كانت تحاول التقاط كرة أفلتت منها، بينما كانت عائدة من المركز، ورغم محاولة السائق تلافي الاصطدام بها إلا أنه فشل في ذلك، ونقلت على إثره إلى المستشفى من قبل المتسبب يرافقه أحد المشرفين في حال خطرة، وأدخلت قسم العناية المركزة متأثرة بالإصابات البليغة. موضحة أنها لا تستطيع تحميل أحد المسؤولية، إلى أن تستقر حالة طفلتها وتطمئن عليها تماما.
وحسب خال الطفلة “محمد” أوضح عن اتصالات حثيثة أجريت مع مستشفيات في أبوظبي وإمارات أخرى تخصصية من أجل الحصول على موافقة استقبالها إلا أنه تعذر ذلك لخطورة إصابتها، وبعد محاولات عديدة استغرقت عدة ساعات حولت إلى مستشفى الفجيرة صباح أمس لوجود طبيب مخ وأعصاب لمتابعة إجراءات علاجها، مطالبا أكثر من أي وقت مضى وزارة الصحة بتزويد المستشفيات بالمنطقة باختصاصيين للتخلص من هذا الواقع الذي بات غير مقبول إنسانيا ومهنيا.
وناشد أهل الطفلة كل من يقرأ ويسمع مصيبتهم من مسؤولين مساعدتهم على علاجها وتسهيل علاجها لدى فريق طبي أو مستشفى تخصصي قادر على التعامل مع إصابتها البليغة التي وضعتها في غيبوبة كاملة، ولا تزال حالتها في تدهور مستمر.
إمكانات جيدة
وأفاد الدكتور محمد عبدالله بن سعيد مدير منطقة الفجيرة الطبية بأن مستشفى الفجيرة استقبل الحالة أمس بناء على طلب تحويل من مستشفى خورفكان بسبب توفر طبيب مخ وأعصاب. مضيفا أن الطفلة حالتها حرجة للغاية ووضعها الصحي سيئ، كون الحادث المروري أسفر عن تلف خلايا المخ بصورة كبيرة، وهو الأمر الذي لا يتطلب تدخلا جراحيا أو تحويلا حاليا. لافتا إلى أن المستشفى يمتلك إمكانيات طبية جيدة ونجح في إنقاذ حالات مماثلة في الفترة الماضية.
وتم تداول الحادثة عبر أجهزة البلاك بيري ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، وتحميل المسؤولية للمركز والجهة المختصة في أعمال الصيانة الشاملة لشوارع المنطقة بسبب إهمالهما في توفير متطلبات السلامة والأمان لقائدي المركبات وأيضا العابرين عليه من المشاة، وتفيد بأن الطفلة تتحمل المسؤولية في تجاوز الشارع من مكان غير معد للمشاة أو المرور لخطورته وفي كونه خاصا بمرور المركبات فقط، وخروجها من المركز بشكل خاطئ.
ويقع المركز بمنطقة مديفي قريبا من شارع عام تكثر فيه التحويلات وتشغله أعمال الصيانة مما جعل الشارع فرعيّا معدّا أن يصل للبيوت والجهات المعنية فقط ومختصرا للمركبات القادمة والمغادرة. كما أن الحادثة وقعت بعد صلاة المغرب أثناء الفترة القصيرة التي غاب فيها الحارس لنقل أغراض خاصة إلى أحد الأقسام. كما أن مسؤولة المركز اتجهت فور وقوع الحادثة إلى المستشفى وتعرفت على هوية الطفلة قبل وصول أهلها، وأدلت ببيانات متعلقة بها وخاصة بالواقعة وفق آلية عمل المركز وشهود العيان.
يارپ أشفي عائشة ..