أسئلة خارج «الحسبة»..تضع المعلم في مأزق

1671408622

موقع الطويين : البيان

تتبادر في أذهان الطلبة أحياناً، أسئلة لا تمت إلى الدرس بصلة، يفصحون عنها حيناً ويتراجعون عن طرحها داخل الفصل أحياناً.. أسئلة بعضها مخجل وأخرى جريئة وغيرها لا تقل دهشة وغرابة.. منها ما يتعلق بالمجتمع وقضاياه المختلفة، وأخرى تبحث عن تفسير لبعض الظواهر الطبيعية.. فما طبيعة هذه الأسئلة؟ وكيف تكون صبغتها وصيغتها؟

وما مدى صداها على من يتلقاها؟! الدكتور إبراهيم الوحش معلم لغة عربية، يقول إن معظم أسئلة الطلبة الخارجية تتعلق بالزواج وشؤون الأسرة وبعض قضايا المجتمع، لاسيما طلبة المرحلة الثانوية كونهم على محك قريب من هذه القضايا، مشدداً بدوره على أهمية التعامل مع هذه الأسئلة بشفافية وحذر، خصوصاً وأن الطالب أصبح الآن على درجة من الوعي والإدراك في ظل الفضاءات المفتوحة والوسائل التي تختصر إجابات طويلة.

أحمد محمد معلم تربية إسلامية، يسرد سؤال أحد الطلاب له عن إمكانية الزواج من أجنبيات، وقد اتجه السؤال في منحى آخر ليصل إلى تحريم الإسلام أو تحليله الزواج من امرأة يهودية، فأجابه المعلم باستحالة الأمر وتحريم الإسلام ورفضه جملة وتفصيلاً، ما لم تعتق هذه المرأة الدين المسلمة، مستنداً إلى بعض الآيات التي تدعم رده على الطالب.

كذلك يؤكد أحمد مصطفى معلم أحياء، أن طالباً كان قد سأل عن أسباب انسياق البعض لشرب الخمر، وتناوله بإفراط ليلاً نهاراً، فأجابه المعلم من جهته بما يترتب على شربها من سلبيات ومآسٍ، والمآل الذي تودي بشارب ومدمن الخمر، مستدلاً ببعض الأمثلة والقصص التي دمرت مستقبل أفراد المجتمع، وحالات استدراج الخمر صاحبها إلى مشكلات أعظم مثل القتل وتعاطي المخدرات والسرقة، وغيرها من القضايا التي تزج بصاحبها في السجن.

 غلاء المهور

الطالب خليفة محمد، يذكر أنه رفع يده لسؤال المعلم ذات يوم: متى يمكنه أن يتزوج؟، وما هو السن المناسب لإكمال دينه؟، فكانت إجابة المعلم: أنه كلما تفوق وثابر في دراسته، ذلك سيفتح له آفاقاً مهنية أرحب وأرقى، وبالتالي سيتمكن من الزواج وقت ما يشاء وبيسر، مضيفاً إنه عرج على شق آخر من السؤال، وهو مغالاة بعض العائلات في المهور، ووضع قائمة عريضة من الاشتراطات لا حصر لها.

ويلفت إلى أنه سأل المعلم أيضاً في إحدى الحصص عن أسباب تلقي بعض المعلمين الهدايا وربط ذلك بنجاح الطالب ومنحه علامات مرتفعة، فضلاً عن اجتهاد المعلم في شرح الدروس الخصوصية، بينما يبدو شرحه في المدرسة ضعيفاً ولا يخلو من الرداءة.

وكذلك الطالب محمد الفلاسي، الذي جاء سؤاله بغتة ودون مقدمات أثناء شرح المعلم للدرس، وكان عن سبب التمييز والمفاضلة أثناء التقدم لوظيفة ما، وسبب وجود هذه الحمى في معظم المجتمعات والبلدان، مفيداً بأنه ثمة سؤال آخر طرحه على أقرانه لا يبرح الذاكرة، وهو عن جدوى التدخين وشغفهم لإشعال سيجارة، وكان الرد غير مقنع ومنه الشعور بدوار في الرأس فيطلبون تنفس سمومها.

فرض الشخصية

أما الطالب بخيت المنصوري، فسأل المعلم عن سبب تعنت بعض الطلبة والسعي لفرض شخصيتهم «القوية» أمام آخرين، وتقمصهم شخصية مغايرة لشخصيتهم الضعيفة في المنزل، ما جعل النقاش يحتد بين جاد وساخر، والاتفاق ساد أخيراً على أن هذه الفئة تعاني النقص وتعوضه بسلبية في المدرسة.

الطائرات

 من الأسئلة الغريبة نسبياً التي استمع إليها الطالب أحمد سالم، سؤال أحد الطلبة لمعلمه: هل تدفع الطائرات التي تحلق فوق أجواء الدولة رسوماً مالية نظير مرورها في سماء الإمارات. وما لبث أن صمت هذا الطالب قليلاً، فعاد ليسأل سؤالاً آخر عن إمكانية ربط قناة مائية من الساحل الشرقي في الفجيرة، إلى السواحل الغربية من الدولة.. أسئلة ربما توحي إلى مستقبل يريده هذا الطالب لنفسه!

Related posts