سلوكيات تخدش حياء المجتمع .. «التربية» توجه مديري المدارس بمراقبة «الشلَلِية»

2935297249

موقع الطويين : البيان

تشكل ظاهرة «الشللية» بين الطلبة في المدارس مصدر قلق دائم للأهالي والقائمين على العملية التعليمية على حد سواء، فالشللية ورغم أنها تنقسم لنوعين إيجابي، ويشارك من خلالها الطلبة بفعاليات كثيرة تفضي إلى تميزهم وإبداعهم، نظراً لتبادل الخبرات بينهم، وسلبي وهي الظاهرة الأكثر انتشاراً في المدارس، حيث يقوم الطلبة المنتمون إليها بسلوكيات غير حضارية تخدش حياء المجتمع، ككتابة الألفاظ النابية على الجدران، ومعاكسة الفتيات، والهروب من المدرسة، وتدخين السجائر. وللحد من هذه الظاهرة طالبت وزارة التربية والتعليم بتعزيز الرقابة من قبل مديري المدارس لسلوكيات الطلبة، وطالبت أولياء الأمور بمراقبة سلوك وتصرفات أبنائهم ومعرفة أصدقائهم.

الشللية في المدارس بين الشباب «خوف من السلوكيات السلبية»، تحت هذا العنوان، تناول برنامج العلم نور، الذي تُعده وتقدمه، وزارة التربية والتعليم، في إذاعة نور دبي، هذه القضية ضمن فقرات المائدة المستديرة التي ناقشها البرنامج الأسبوع المنصرم.

وقالت الوكيل المساعد للعمليات التربوية في وزارة التربية فوزية حسن غريب: إن الشللية في المدارس إما أن تكون ذات فوائد إيجابية، وإما أن تكون سلبية، ويمكن لإدارات المدارس خلق تجمعات إيجابية بين الطلبة بهدف خدمة العملية التعليمية، سواء داخل الصف أو خارجه وخاصة عندما يطلب المعلم من الطلبة أن ينظموا فرقاً صفية بهدف العمل الجماعي، ومن هنا يستطيع المعلم أن يلاحظ سلوكيات أفراد هذا الفريق، نظراً لتكوين الطلبة لهذه الفرق من دون تدخل المعلمين، ويستطيع أن يقف على تحديد الطلبة الذين يعانون مشاكل سلوكية ويحتاجون إلى علاج وتوجيه. وطلبت غريب من معلمي وإدارات المدارس أن تتكاتف جهودهم لتوجيه هؤلاء الطلبة لما هو صالح للمجتمع.

صداقات

ومن جهته، أوضح الدكتور محمد إبراهيم منصور رئيس مجلس أولياء أمور منطقة رأس الخيمة، أن «الشللية» تبدأ عادة بصداقات بريئة بين مجموعة من الأطفال في المدرسة، وتنمو تدريجياً، ومع تطور العمر واختلاف بعض السمات أو الخصائص بين الطلبة تتحول هذه إلى جماعات مصالح.

وأضاف أن جماعات المصالح، يوجد منها الإيجابي، ومنها السلبي. فالإيجابي يكون عبر تكوين جماعات منظمة ولها أهداف معينة، كتلك التي تهتم بالبيئة، نظافة المدرسة، أصدقاء المرضى وكبار السن وغيرها، وهناك جماعات سيئة وهذه قد تكون إما من خارج المدرسة، وإما من داخلها ولها عدة أسباب، أول هذه الأسباب أن المدرسة تكون غير قادرة على اكتشاف بعض المتغيرات البيولوجية أو السلوكية عند الأطفال، إن كانوا ذكوراً أو إناثاً ومن ثم تتحول هذه السلوكيات مع مرور الوقت، إلى سلوكيات سلبية. وهنا طبعاً، لا ننكر أن للأسرة دوراً كبيراً في هذه المسألة، كما أنه مع غياب اهتمام المدرسة باكتشاف هذه السلوكيات سواء كانت منحرفة أو إيجابية، يصبح من الضروري، أن تتطور إلى ممارسات واضحة، نجدها في بعض الأحيان تتحول من سلوكيات بريئة إلى ممارسات سلبية خاطئة.

توصيف

والذي يخلق هذا الشيء الجماعة نفسها حيث تجعل شخصاً معيناً من الجماعة قائداً أو رئيساً للمجموعة وهي تعطيه نوعاً من القوة على أساس أنه يمارس السيطرة داخل هذه المجموعة، ويُهيمن على أفرادها. طبعاً الأخطر في الموضوع، أن بعض هذه الشلل أو الجماعات تُستهدف من خارج المدرسة، من مثل أصدقاء السوء، وغيرهم، ومن ثم، تظهر بينهم مجموعة من الأمراض الاجتماعية والآفات السيئة والخطيرة مثل السرقة، وإدمان المخدرات.

ويرى الدكتور منصور أنه يجب أن يكون هناك اعتراف بوجود شللية داخل المدارس، وأن هناك بعض إدارات المدارس لا تعترف بذلك، وهذا قد يُعطل عمل مجالس أولياء أمور الطلبة. لذلك، نجد أن التوعية في هذا المجال ضعيفة جداً، سواء أكان ذلك بالنسبة للمدرسة، أو لمجالس أولياء الأمور. طبعاً وزارة التربية والتعليم وضعت لوائح تنظيمية في ما يتعلق بتقييم السلوك، ولكن عملية تنفيذ هذه اللوائح تحتاج إلى مراجعة مستمرة، وتحتاج أيضاً، إلى وضع آليات أفضل مما هي عليه الآن، ولابد من وجود أسلوب الثواب والعقاب، ولابد أيضاً من تقوية العلاقة بين ولي الأمر والمدرسة، وأن يأخذ كل طرف في المجتمع، دوره في توعية الأبناء، وخاصة الشباب.

مصطلح

ومن جهته، يضيف أحمد عبدالصبور اختصاصي نفسي، قائلاً: إن مصطلح الشللية، هو المصطلح الدارج لدى الكثيرين، أما المصطلح العلمي فهو جماعات طلابية ولكن تأخذ الشكل السلبي أو الإيجابي. فـ«الشلة»، أو ما يطلق عليها الجماعات الطلابية، هي نوع من أنواع الصداقات بين صغار السن أو المراهقين، ويأخذ أخطر أشكاله في مرحلة المراهقة. وهناك عوامل وقواسم مشتركة بين الطلاب، منها عامل الجنس أو العمر ولكن الفكرة في هذه الجماعات أن الطالب يتميز فيها بالخضوع أو الولاء أو الانتماء لهذه الجماعة أياً كانت توجيهاتها أو سلوكياتها.

وذكر أنه لاحظ من خلال رصده ومتابعته المستمرة، لهذه الظاهرة في المدارس بشكل فعلي، أن الخطورة تتمثل في أن أفكار الشلة، أو الفريق دائماً ما تكون مرجعية للطالب، وبالتالي فإنه يرفض الأفكار الإيجابية ويرفض تماماً توجيهات المعلمين. إذ يعتبر عناصر الشلة، هم المرجع الأساس له ودائماً ما يتشكل فكره من خلال العمل الجمعي داخل هذه الشلة. مؤكداً أن مشكلة هذه الفرق هي محاولة لإثبات الذات بأي طريقة، ومحاولة كل فرد في الشلة أن يثبت نفسه، فيحدث التنافس والصراع داخل الشلة نفسها.

ويُكمل عبدالصبور: نحن عموماً، لا نستطيع أن نحكم على الموضوع بشكل مطلق، وقد تكون هذه التصرفات تعبر عن سلوكيات فردية لبعض الطلبة. ولكن الجماعات الإيجابية كثيراً ما نراها في المدارس بشكل فعال، ومن خلال التنافس في عملية التحصيل الدراسي ومتابعة المستويات العلمية للطلاب، والتي أحياناً، ما تكون من خلال الجماعات المختلفة التي تكون داخل المدرسة مثل جماعة الرحلات، جماعة الرياضة، وغيرها. وهي دائماً ما تتفق مع ميولهم واهتماماتهم. ودائماً ما تكون فعالة داخل المدرسة، وقد تؤدي في كثير من الأحيان إلى رفع المستوى العلمي والتحصيل الدراسي لكثير من الطلاب.

 

روح الصداقة

 

أكد منصور شكري، مدير مدرسة ثانوية دبي، أن إدارة مدرسته تنمي روح الصداقة بين الطلاب وتعزز دور المجموعات، ولكنه يحرص على دخول المعلمين بينهم بشكل مستمر، ليتعرفوا إلى ميولهم ويرشدوهم ويوجهوهم، وفي حال تطلب الأمر تدخل مدير المدرسة فإنه يقوم بهذا الدور حفاظاً على طلبته. وأكد حرصه على تواصل الاختصاصي الاجتماعي مع كافة الفرق التي تتكون لممارسة أي نشاط داخل المدرسة، وذلك ليجدوا من يراقبهم خلال فترة الأنشطة، كما أن إدارة المدرسة من خلال تواصلها مع أولياء الأمور تتعرف إلى ميول وشخصيات الطلبة خارج أسوار المدرسة، وذلك حتى تلعب الأسرة دوراً مماثلاً مع أبنائهم خارج المدرسة، ليكون هناك متابعة خارج وداخل المدرسة.

مشيراً إلى أن إدارة مدرسته مفعلة للائحة السلوك الطلابي، ليعرف الطالب أن هناك لائحة تردعه عن أي ظواهر سلبية قد تنتج عنه.

Related posts