اللبن البلدي الطازج على موائد الإفطار في الفجيرة

3551681974

موقع الطويين : البيان

كوب من اللبن البلدي الطازج والبارد، تقليد يومي واسع الانتشار في الفجيرة، إذ أصبح شراباً يفضله الجميع في شهر رمضان المبارك، فلا تكاد تخلو أي مائدة رمضانية منه، باعتباره طيب المذاق يتماشى شربه مع حبات من التمر وقت الإفطار. أهل الساحل الشرقي، وطيلة أيام الشهر الفضيل، لا يتخلون عن شراء اللبن البلدي يومياً للاستمتاع بشرابهم المفضل الذي يتفنن بإعداده أصحاب المزارع من الحليب الطازج، والذي يعبأ في زجاجات الماء البلاستيكية الفارغة، إذ تجد طاولات خشبية مصفوفة موضوع عليها عبوات اللبن البلدي الطازج التي تصنع يومياً، وتتراوح أسعارها بين 10 و12 درهماً للحجم الكبير، وتكون الكمية محدودة وسرعان ما تنفد قبل وقت الإفطار بساعتين.

كرم الضيافة

في الماضي كان اللبن البلدي يعد بطريقة تقليدية، إذ كانوا يخضون الحليب حتى يصبح لبناً حامض الطعم، باستخدام مخض اللبن المصنوع من جلد الضأن أو الماعز، إذ ارتبط اللبن قديماً بكرم الضيافة العربية، وهو يعد المشروب الوحيد الذي تجده حاضراً على الموائد. وفي يومنا هذا، أصبحت العملية أكثر سهولة، إذ يتم إعداده عن طريق أجهزة كبيرة تستخدم في المصانع، ومتوسطة تستخدم في المزارع، وصغيرة تستخدم في المنازل، مكوناتها الحليب الطازج والملح وقليل من اللبن الرائب.

قيمة عالية

ويعتبر اللبن من العناصر الغذائية المهمة في شهر الصوم، التي لا تفارق موائد رمضان لما لها من طعم مميز، وهو مادة صحية ذات قيمة عالية، ويفضل الصائم تناوله باعتباره شراباً مرطباً ومغذياً وصحياً. ويتميز اللبن البلدي عن غيره من المنتجات الأخرى بخلوه من أية مكونات اصطناعية، وبطعمه الطبيعي الطازج واللذيذ، فما إن ترشفه بعد ساعات طويلة من الصيام، حتى تجد أن الحلق ترطب والجوف ارتوى والجسم استعاد توازنه، على عكس المشروبات الأخرى غير الطبيعية التي تنهك معدة الصائم، وتسبب له الإزعاج والضيق، فيقضي باقي يومه مثقلاً.

مزارع معروفة

خلال شهر رمضان وبعد صلاة العصر مباشرة، تجد أفواجاً من السيارات تتجه ناحية المزارع المعروف عنها إعداد اللبن البلدي على امتداد الساحل الشرقي، لشراء عبوات اللبن الطازج مباشرة من المزرعة، الذي يلقى رقابة صحية مكثفة من الجهات المعنية خلال شهر رمضان الكريم حفاظاً على صحة الصائمين. من منا لا يعرف شراب اللبن البلدي غليظ القوام، المائل إلى الحموضة، لذيذ الطعم المليء بحبيبات صغيرة من قطع الروب قليل الملوحة يقدم طازجاً وبارداً، إذ تجده حاضراً على موائد الإفطار بلونه الأبيض الجميل، ليرتبط هذا الشراب مع الصائمين في كل وجبة إفطار، لما يمتاز به من مذاق طيب، وكما نعرف فإن اللبن البلدي اشتهر منذ القدم وارتبط ببعض العائلات والمناطق التي اشتهرت بالزراعة والرعي أصحاب المواشي، ممن لهم باع طويل في صناعة عدد من منتجات الحليب المختلفة بمهارة منها اللبن البلدي.

علامة ناصعة البياض

 

يفضل بعض الصائمين رش حفنة من بهار الكمون أو النعناع الجاف على وجه اللبن لزيادة الفائدة الصحية له، والاستمتاع بطعمه الطبيعي، وفي المقابل يحرص أصحاب مزارع الأغنام والأبقار، على توفير كمية أكبر من اللبن البلدي الطازج، تجاوباً مع زيادة الطلب عليه خلال شهر رمضان المبارك، حتى من قبل بعض السياح الأجانب، والجاليات المقيمة في الإمارات، التي وجدت فيه طعم الطبيعة وعذوبة المذاق.

وفي الفجيرة عموماً، يؤكد الجميع أن اللبن البلدي الطازج يروق لهم بامتياز خلال رمضان.. إنه عادة ألفها الصغار والكبار فأصبح علامة ناصعة البياض تزدان بها المائدة الرمضانية بالفجيرة.

Related posts