“الشوع” زينة جبال الفجيرة وهي شجرة معمرة تنمو على سفوح الجبال

DSC_0357 DSC_0365 DSC_0373 DSC_0400

موقع الطويين : الخليج – بكر المحاسنة

تتميز الإمارات بطبيعة متعددة التضاريس، مناخ مناسب ساهم في نمو العديد من النباتات والأشجار البرية التي تتغلب على الظروف الجوية، بالاعتماد على الأمطار، ومن دون تدخل الإنسان، وتنمو بين الجبال الصخرية وتلعب دوراً مهماً في الغذاء والدواء،  وظل الإنسان قديماً وحديثاً يداوم على استعمالها لما لها من خصائص وفوائد عظيمة متعددة، فمعظم النباتات والأشجار البرية تحتوي على أكثر من مادة فعالة، ومن بينها شجرة الشوع المنتشرة في العديد من المناطق الجبلية في الإمارات .

تنمو “الشوع” على سفوح الجبال وحواف الوديان ذات التربة الصخرية، وتنتشر بشكل كبير في المناطق الداخلية والجبلية لمنطقة دبا الفجيرة والطويين، لذلك دعت بلدية دبا الفجيرة مؤخراً إلى استخدام شجرة “الشوع”، في الزراعات التجميلية، بعدما أثبتت الدراسات قدرتها على التأقلم والنمو في الظروف البيئية القاسية . ومن خلال هذا الموضوع نتعرف إلى شجرة الشوع وأماكن انتشارها وفوائدها ومميزاتها .

يقول المهندس حسن سالم اليماحي مدير عام بلدية دبا الفجيرة: إن أهم مميزات شجرة الشوع التي تنمو بشكل كبير في منطقة وادي عنص ومناطق دبا الفجيرة ومناطق الطويين أنها تحتوي على قيمة غذائية عالية جداً، تتمثل في نسبة مرتفعة من البيتاكاروتين والبروتين وفيتامين سي والكالسيوم والبوتاسيوم والحديد، كما تمتاز أيضاً بقدرتها على مقاومة الآفات، علاوة على دورها في إنتاج الأكسجين وتلطيف أجواء المنطقة المحيطة بها ومكافحة التصحر . كما يستفاد من أشجار الشوع كونها غذاء للحيوانات خصوصاً الأغنام، وهي من الأشجار الكبيرة، التي تذبل معظم أيام السنة، والغريب أنها تعيش حالة انكسار أثناء سقوط المطر، ولا يعرف تفسير علمي لهذه الظاهرة التي عرفت منذ القدم .

ويضيف اليماحي: قامت البلدية باستزراعها نسيجياً في مركز الراجحي لزراعة الأنسجة وذلك لإكثارها واستخدامها كنباتات زينة في المرافق العامة في البلدية،  بهدف حفظ الموارد البيئية والحفاظ على نباتات البيئة المحلية وتنميتها وضمان استمراريتها للأجيال القادمة والاستفادة منها في أغراض عديدة .

المهندسة فاطمة الحنطوبي رئيسة قسم البيئة والمحميات الطبيعية في البلدية تقول: “الشوع” شجرة برية توجد في المناطق الجبلية خصوصاً في وادي عنص، وتعتبر من الأشجار المحلية التي تزدان بها جبال الفجيرة، حيث إن أوراقها البرية الكثيفة تميزها عن الأشجار الأخرى وتعطيها شكلاً جمالياً . كما تعتبر “الشوع” من أشجار الظل حيث يبلغ طولها من 2 إلى 8 أمتار،  وتنمو في درجات الحرارة المرتفعة .

وأضافت الحنطوبي: تنمو شجرة الشوع في الأودية وعلى الجبال وتحتاج إلى تربة صخرية . ولها قدرة على التأقلم والنمو في ظروف بيئية قاسية معتمدة على نفسها في توفير الماء، إضافة إلى تكوينها للمواد الغذائية التي تحتاجها من دون الحاجة إلى إضافة العناصر الغذائية للتربة .

وأوضحت أن الشجرة تمتاز بمقاومتها للآفات بشكل عام وذلك بسبب التوازن الحيوي الموجود في الكون، ولها دور مهم في إنتاج الأكسجين كما أنها تلطف جو المنطقة المحيطة بهذه النباتات، كما تستهلك كميات قليلة من المياه وهي لا تحتاج إلى الرعاية دورياً ولكنها بحاجة إلى رعاية في أولى مراحل النمو فقط .

حميد بن قدور اليماحي، باحث في النباتات والأعشاب البرية يقول: شجر الشوع من النباتات المعمرة على سفوح الجبال الصخرية والأودية ذات التربة الصخرية وتتميز بأوراق مركبة قليلة جداً وأزهار كثيفة، ذات اللون الوردي الجذاب والمائل إلى البياض، والتي تبدأ في الظهور قبل ظهور الأوراق في الفترة ما بين شهر مارس/ أذار وإبريل/ نيسان .

وأضاف: تستخدم أوراق أشجار الشوع كعلف للحيوانات، خاصة الماعز والإبل، وتستخدم أخشابها في الشوي كون الجمر شديد الحرارة ولكن أخشابه غالباً تكون هشة وعرضه للانكسار بسرعة، كما أن هذه الشجرة يستخرج منها زيت الشوع المعروف لدى الكثير من الأهالي خاصة كبار السن وهو زيت يعصر من قرون الثمرة التي تحتوي على حبات تشبه حبات الفستق، ويستخدم في الأكل ودهنه ينفع في العلاج من الجرب، والحكة والكلف والنمش وينقي الأحشاء شرباً مع الماء أو العسل . وحديثاً يستعمل زيت الشوع كمثبت للعطور، ويدخل في صناعة مواد التجميل وزيوت تصفيف الشعر .

وأشار إلى أن أوراق الشوع وأزهاره وثماره تستخدم كغذاء ودواء للإنسان، حيث تؤكل الأوراق لعلاج الإسقربوط والتهاب القناة التنفسية، كما يعطى عصير الأوراق للأطفال مع الملح لعلاج انتفاخ المعدة بالغازات، ويستخدم مسحوق القشور في حالة وجع الرأس . كما أن عجينة الجذور الطازجة مخلوطة بالملح تستخدم لعلاج الالتهابات والأورام والمفاصل المصابة بالروماتيزم والأجزاء المصابة بالشلل .

ويؤكد أن أهالي المناطق الجبلية في الفجيرة والطويين يستخدمون ورق وأغصان شجرة الشوع في طهي لحم التنور والمشوي .

الوالد سعيد خميس سعيد أبو راشد يقول: شجرة الشوع تنتشر بين الجبال الصخرية وعلى حواف الوديان الصخرية وهي مقاومة للظروف المناخية الصعبة وتعد مصدر غذاء للحيوانات خاصة الماعز، وما زال هناك العديد من أهالي المناطق الجبلية يستفيدون منها في المأكل والعلاج .

أما الوالد سالم بن حسن اليماحي فيوضح أن شجرة الشوع تنبت في الهضاب والجبال الصخرية، وكان الأهالي قديماً يستغلون كل جزء منها حيث إنه تم استخدام الأوراق والثمار كعلف للإبل والمواشي، كما أن مطحون أوراق الشوع استخدمه الأهالي قديماً في علاج الجروح وكان يستخدم زيت ثمار الشوع في علاج الحروق وعلاج حالات البرد وغيرها من الأمراض التي كانت تصيب الأهالي . واستخدم أهالي المناطق الجبلية اغصان أشجار الشوع في بناء أسقف البيوت وإشعال النار .

Related posts