عبدالله صالح: نستعيد تراث الأجداد بالتلاقي وصلة الأرحام والخيام الرمضانية تساعدنا على أعمال البر

3a-na-88174

رغم تشابه الذكريات عن العادات الرمضانية اليومية بين الشعوب المسلمة، فإن لكل منطقة ولكل مدينة نكهة مختلفة وحسب ظروف الإنسان، وبالنسبة للبعض يعد الصيام قديما أفضل، وحتى يومهم وعملهم وما ينوون فعله، وفي الماضي كان للشهر الفضيل كل الوقت فلم يكن الناس ينشغلون إلا بالأحاديث، لأنهم طول النهار في أعمالهم أو بيوتهم، ولذلك عندما يلتقون عند الإفطار يتبادلون الأخبار، ولكن في كثير من البيوت اليوم هناك إسراف في تضييع الأوقات بالترفيه كما يرى عبدالله سعيد صالح من إمارة الفجيرة.

هدر الوقت

 وقال عبدالله إنه اعتاد الراحة بعد صلاة الفجر في بعض الأحيان لأنه يُصاب بصداع، ولكن من الأفضل أغتنام هذا الشهر وحمل النفس حتى تتعود على عدم هدر الوقت، فالإنسان لديه العام بالكامل ربما فيه يقصر في بعض الأمور، ولذلك أجد أن هذا الشهر فرصة كي نجدد أنفسنا، وتعودنا في بلاد الخليج العربي أن يكون الفطور إلى جانب التمر والماء على أطعمة شعبية مثل الشوربة والهريس والثريد وغيرها، ولهذا ربما أذهب لشراء بعض المواد الغذائية، خصوصاً أننا لا نخزن كميات ونشتري فقط لعدة أيام، ما عدا الأرز والسكر والدقيق والزيت، ومن العادات الحسنة الجديدة أنه بدلاً من وضع الطعام أمام المساجد لإفطار الصائمين، أصبحت لدينا اليوم خيام نتشارك في إقامتها، لأن الطريق اليوم تثير فيه السيارات والمركبات الغبار والأتربة، كما أن الحرارة أصبحت لا تطاق، ولذلك لم يعد اليوم غريباً أن نجد أهتماما بنصب على الخيام من أجل أن يفطر الصائمون أو يلتقون بعد صلاة العصر، ويبقى الكثير من الرجال لتلاوة القرآن في المسجد، والبعض يجلس في مكان ما مثل مجلس أحدهم لبعض الوقت، ولكن في الغالب يبقون حتى آذان المغرب ثم الفطور الجماعي، كما أنه يتم فيها إعداد مائدة إفطار للفقراء والمحتاجين، وهم يجلسون معنا ولا نعزلهم، وإن كان المكان المخصص للإفطار لأحد الجيران، فإن البقية يأتون بإفطارهم وبما يكفي للآخرين، وذلك مظهر من المظاهر الرئيسية نعيشه يومياً في هذا الشهر.

 عادات مرتبطة

وأضاف إن التلاقي عادة جميلة يعتبرها الجميع تراثاً للأجداد يستعيده الأبناء متخلين عن حياة المدنية بتعقيداتها، لذلك من ما نفعله يومياً هو استقبال الأقارب والأصدقاء، ونكون سعداء عندما نشاهد من العمال، الذين يعملون في المنطقة، وهم يبدأون في التجمع متجهين إلى مكان الإفطار، وكنا قديماً في طفولتنا نستقي من آبائنا تلك العادات المرتبطة بالخلق الحسن، حيث تعلمنا أن رمضان ليس جوعا وعطشا، ولكنه صبرا وتنقية وتصفية للروح والبدن، وأيضاً التخلي عن أي عادة سيئة تم اكتسابها خلال العام، ومن رمضان إلى رمضان قد تترسب في الذات بعض القيم الدخيلة والمعاصي، ولذلك أنصح نفسي وأخوتي أن لا نفرط في لحظة من رمضان إلا من كان مشغولاً في رزق عياله، وتعلمنا من آبائنا أن رمضان قادم لنبدأ صفحة جديدة مع الله ومع النفس وبالتالي مع الآخرين.

ومن عاداتنا كما يروي عبدالله سعيد صالح أن نبدأ تعليم الأطفال الصيام، ولهذا هناك جزء من حياتنا اليومية في رمضان مخصص للأطفال، فهم يقومون مثلنا للسحور لأنهم يرغبون في ذلك، فلا نمنعهم ونقول لهم ناموا وما زلتم صغاراً بل نشجعهم ونشاركهم معنا السحور، ولكن نخبرهم أن الله يسامح الصغار إن صاموا جزء من النهار، وذلك رحمة وشفقة منا بهم، فإن كان من بينهم من استطاع أن يكمل صيامه كان خيرا وبركة، أما الضعاف والصغار فإنهم يفطرون ظهراً أحياناً برشفة ماء ويكملون باقي اليوم صياماً، ومثلما اعتدنا على الصوم نجد أننا اليوم نشجع أطفالنا.

وقال: كان الأجداد يسافرون لأيام على ظهور المطايا كي يشترون مير سواء لرمضان أو ما بعد رمضان، لأن المسافات بعيدة، وعليهم أن يحسبوا حساب لفترة أطول، ويتم شراء مؤنة البيت سواء كانت أطعمة أو أقمشة أو غير ذلك، حيث يذهب بعضهم لقلب المدينة وبعضهم يسير حتى دبي والشارقة، وغيرها من الأسواق ليشتروا الأرز والبهارات الصحيحة كما هي والحبوب، والحمد لله اليوم جزء من يومي مخصص للذهاب لأي مكان بعيد عن مكان سكني، ربما لأنجز معاملات أو لتخليص بعض الأمور الرسمية، كما أخصص جزءاً من الوقت لتلاوة لسماع القرآن أو متابعة بعض البرامج المفيدة. (موقع الطويين : موزة خميس- الاتحاد)

Related posts