وصلت حصيلة تبرعات المحسنين وأهل الخير في الدولة لحملة «تراحموا» إلى 195 مليون درهم حتى الليلة الماضية، كما وجه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر بتخصيص 20 مليون درهم من المبالغ التي تم جمعها من الحملة لتوفير الاحتياجات الشتوية وإغاثة اللاجئين والمتأثرين من الظروف المناخية السائدة في كردستان العراق.
ويتوجه اليوم « الثلاثاء» إلى اربيل وفد من الهيئة برئاسة الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام للهلال الأحمر وعضوية سعيد سهيل المزروعي مدير إدارة المساعدات الدولية للإشراف على تنفيذ توجيهات سمو رئيس الهيئة، وتقديم المساعدات اللازمة للمستهدفين، خاصة في المناطق الجبلية على الحدود التركية الإيرانية، والتي تشهد انخفاضاً شديداً في درجات الحرارة بسبب العاصفة الثلجية التي تعرضت لها المنطقة.
وقال الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي إن أهل الخير والمحسنين من المواطنين والمقيمين في الدولة يتفاعلون بكثافة مع الحملة، وأوضح أن الهيئة سيرت أمس 8 شحنات إغاثة متجهة إلى الأردن ومحملة بنحو 200 طن ملابس شتوية وطرود غذائية وبطانيات، وستتوالى القوافل خلال الأيام المقبلة.
وقال الفلاحي إن المساعدات التي سيتم تقديمها للمتأثرين شمال محافظة اربيل في كردستان العراق تتضمن كميات كبيرة من المواد الغذائية والملابس والمستلزمات الشتوية ووسائل التدفئة واحتياجات الأمومة والطفولة وسيتم شراؤها من السوق المحلي، وذلك بالتنسيق مع القنصلية العامة للدولة في اربيل وجمعية الهلال الأحمر العراقية.
إغاثة تقهر الثلوج
وفي الأردن وفي درجة حرارة انخفضت إلى أقل من صفر وبالتحديد في محافظة عجلون المرتفعة المعروفة بصعوبة أجوائها وتكدس الثلوج التي تجاوز ارتفاعها 70 سم، تمكنت فرق الهلال الأحمر من الوصول إلى الأسر اللاجئة والمتضررة من العاصفة الثلجية هدى، لإيصال المساعدات الإغاثية العاجلة، حيث تم امس توزيع 1500 طرد مساعدات ضمن 3 حملات في مناطق ومخيمات عشوائية للاجئين، برئاسة الدكتور حمدان المزروعي رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر الإماراتي و80 من المتطوعين والعاملين في الهلال الأحمر ووسائل الإعلام الإماراتية والأردنية.
وقال الدكتور حمدان المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الذي يرافق وفد الهيئة والمتطوعين في توزيع المساعدات إن المساعدات التي وزعت الهيئة منذ بدء العاصفة هدى وحتى الآن استفاد منها أكثر من 12 ألف أسرة لاجئة ومتضررة في العديد من المخيمات العشوائية التي تمتد على مسافات متفرقة في المملكة الأردنية.
وخاطب المزروعي جموع اللاجئين في إحدى المناطق التي شملتها المساعدات أمس قائلاً: إن هذه المساعدات من اخوانكم في الإمارات هي هدية بسيطة تقدمها دولة الإمارات لأشقائها اللاجئين السوريين وبعض الأسر الأردنية التي تستضيفهم.
وأضاف: أولادكم أولادنا وإخوانكم إخواننا ونحن نشعر بآلامكم وما يؤلمكم يؤلمنا ونحن متواجدون هنا في هذا المكان في اشد المناطق برودة واحتياجات لإيصال المساعدات لكم ونتمنى أن تسهم تلك المساعدات في التخفيف ولو بشكل بسيط عما تعانونه الآن.
وأكد أن فرق الهلال ستواصل العمل ليل نهار وفي اشد الظروف وأصعبها لإيصال المساعدات للمحتاجين والمتضررين من العاصفة أينما كانوا من منطلق توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، الذي أمر ووجه بهذه الحملة والتي أطلق عليها اسم ( تراحموا) الذي يدل على الرحمة بين الأشقاء والإخوان وخاصة في الدول العربية والإسلامية.
من جانبه أشاد الدكتور محمد نوح القضاة وزير الشباب والأوقاف السابق ورئيس جمعية الشيخ نوح القضاة الخيرية بالمبادرة الإنسانية التي أطلقتها دولة الإمارات، والتي تستهدف آلاف الأسر اللاجئة من السوريين في مختلف مناطق المملكة، مؤكداً أن هنالك تعاوناً وثيقاً بين الجمعية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي في توصيل المساعدات وتوفير الكشوفات بأسماء اللاجئين وأسرهم الأشد احتياجاً ومناطق تواجدهم خارج المخيمات الرسمية.
قرية رأس منيف في عجلون
في قرية رأس منيف التي تقبع على احد جبال عجلون المعروفة بشدة برودتها دخلت شاحنتين للهلال الأحمر الإماراتي محملة بأكثر من 1500 طرد مساعدات إلى المنطقة لإيصال المساعدات بالرغم من صعوبة الوصول إلى تلك المنطقة التي يغطيها الثلج الكثيف والانزلاقات إلا أن وفود الهلال برئاسة الدكتور حمدان المزروعي أصروا على مواصلة المسير للوصول إلى تلك المناطق وإيصال المساعدات لمستحقيها.
ليلى محمد القادري حضرت امس إلى جمعية نوح للرفادة في قرية رأس منيف لاستلام مواد الإغاثة بعد أن وفرت الجمعية كشوفات بأسماء اللاجئين السوريين والأسر الأكثر حاجة لوفود الهلال الأحمر لتوفير المساعدات لها.
وقالت ليلي: لم نتوقع في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة التي تغطيها الثلوج من كل الجوانب أن تصل إلينا أي مساعدات أو فرق إغاثة، الأمر الذي اشعرنا بالسعادة عندما رأينا قافلات الإغاثة الإماراتية قادمة من بعيد محملة بطرود الخير من بلد زايد الخير.
وقال كمال نعيم حاحي احد اللاجئين السوريين الذي تستضيفه احد الأسر الأردنية في منطقة عجلون إن أطفاله منذ بداية العاصفة لم ينعموا بالدفء والآن بعد استلام المساعدات الإماراتية سينامون قريري العين، لأن الطرود التي استلمناها تحتوي على البطانيات والأغذية وجميع المستلزمات التي تنشر الدفء بيننا.
أما الطفل علي محمود الذي جاء بصحبة والده لاستلام المساعدات، قال إنه شعر بالدفء فور وصول الوفد الإماراتي وعبر عن فرحته خاصة وانه كان يشعر بالبرد الشديد وقت استلام المساعدة فما كان من الدكتور حمدان المزروعي الا ان قام بتغطيته بأحد البطانيات التي كان يحملها ليخلد هذه اللحظة الإنسانية الجميلة التي تنبع من حس أبوي هو ما يميز أبناء الإمارات.
متطوعو الهلال
ومن جهة أخرى عبر متطوعو الهلال الأحمر الذين يرافقون حملات الإغاثة في الأردن ويبلغ عددهم 80 شخصاً بين متطوع وموظف عن سعادتهم بهذه المهمة الإنسانية العظيمة مؤكدين أن القيادة الحكيمة الممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هي التي غرست فيهم حب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج ومد يد العون للجميع.
وقال سيف الكتبي: تطوعت في الهلال الأحمر الإماراتي بهدف المشاركة في برامج الهيئة الإغاثية التي تقدم لإخواننا السوريين الدعم والمساندة، ولأساهم في التخفيف من المعاناة عنهم.
وأضاف سعيد الشحي مسؤول عن مستودع الإغاثة المجتمعية انه ليس بغريب على الشباب الإماراتيين فعل الخير والعطاء المستمر ومساعدة الآخرين لأنهم تعلموا وتتلمذوا على يد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله.
وأفاد راشد جمعة الشامسي أن مشاركته في التطوع للعمل بالمخيم الإماراتي الأردني مريجيب الفهود نابع من حبة لدولة الإمارات التي قدمت لأبنائها الكثير والكثير، وقال جاسم راشد الكتبي إن مهامي تتمحور في الاطلاع على احتياجات الأسر السورية القاطنة في المخيم وتوفيرها لهم وتذليل جميع العقبات التي تواجههم، مؤكداً أن مشاركته في التطوع للعمل مع الهلال الإماراتي جاءت لتعزيز مبدأ المسؤولية المجتمعية عند الشباب لكي يبادروا في المساهمة لتقديم المساعدات الإنسانية للفئات الضعيفة والمعوزة خاصة تجاه اللاجئين في المخيمات.
وأكد محمد سالمين العواني أن مشاركته في التطوع للعمل مع فرق الهلال الأحمر تأتي بهدف تمثيل دولة الإمارات بشكل مشرف واطلاع العالم على مدى إنسانية وطيبة الشاب الإماراتي، وقال إسماعيل سعيد الكعبي إن الشاب الإماراتي نموذج يحتذى به لإنسانيته وشهامته في حب مساعدة الآخرين والتخفيف عنهم.
عيادتان جديدتان
إلى ذلك كشف مبارك حمد الجنيبي مدير فريق الهلال الأحمر الإماراتي في الأردن أن المركز الصحي داخل المخيم الإماراتي الأردني مريجيب الفهود بصدد استحداث عيادتين، عيادة العيون وعيادة الأذن والأنف والحنجرة ليصبح عددها 9 عيادات، لتقدم أفضل الخدمات الطبيبة والرعاية الصحية للاجئين السوريين في المخيم.
وأضاف ان المخيم يشهد يومياً من حالة إلى حالتي ولادة، كما يستقبل المركز الطبي يومياً من 250 إلى 300 مريض يومياً بمعدل إجمالي 4000 ألف مريض من اللاجئين السوريين شهرياً، موضحاً أن الحالات التي تستدعي تدخلاً جراحياً يتم نقلها إلى المستشفى الميداني الإماراتي الأردني في المفرق، الذي يستقبل بدوره من 800 إلى ألف حالة يومياً.
تجاوب كبير في الفجيرة
أكد سهيل القاضي مدير فرع الهلال الأحمر بالفجيرة التجاوب الكبير والتفاعل اللافت، من قبل المؤسسات والهيئات الحكومية، والجمهور، مع مبادرة «تراحموا»، تنفيذاً لتوجيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لبناء جسر جوي فوري يهدف لإيصال مساعدات إغاثية عاجلة، إلى لاجئي سوريا في الأردن ولبنان والعراق وغزة وفلسطين، الذين تضرروا من العاصفة الثلجية. وقال القاضي، إن الفرع الرئيسي وبقية المواقع الستة المخصصة للحملة على امتداد الإمارة، استقبلت طوال الأيام الماضية تبرعات مادية من رجال أعمال ومؤسسات خاصة وجمعيات خيرية، وفاعلي خير. فضلاً عن مساهمة الجهات والمؤسسات الحكومية والمحلية بالإمارة بمساندة الحملة عبر افتتاح مواقع خاصة للتبرع في مقر هيئاتهم لتسهيل عملية جمع التبرعات، ساهمت بشكل كبير في انتشار الحملة بالإمارة. الفجيرة – ابتسام الشاعر
جهود
بحثت دائرة شؤون الضواحي والقرى بحكومة الشارقة خلال اجتماعها برئاسة خميس بن سالم السويدي رئيس الدائرة مختلف جهودها للقيام بدورها الاجتماعي والإنساني في تلقي مختلف المساعدات المادية والعينية من خلال مجالسها في كل من ضاحية مويلح وضاحية واسط وضاحية مغيدر في مدينة الشارقة في حملة، تراحموا، والتي من المقرر أن تستقبل مجالس الضواحي التبرعات المادية والعينية في مجالسها طيلة مساء اليوم.
