طفلة نشرت صورة صديقتها فأدينت بانتهاك الخصوصية

516752690

إن أي دراسة منصفة وعميقة لأسباب الجريمة الإلكترونية، ستضع ومن دون تردد الجهل بالقانون كونه أهم أسباب الجريمة، فسهولة التعامل مع الأجهزة والمواقع الإلكترونية..

وما يهيئ له من إحساس بعدم المسؤولية لدى المستخدمين، أو شعورهم بأنهم خارج العالم الواقعي المنظم بالقوانين، كل ذلك يمكن أن يجعل الوقوع تحت طائلة القانون أمراً شديد السهولة، مع أن القانون يعتبر أن أي سلوك مجرم تكون عقوبته مشددة إن تم من خلال العالم الافتراضي.

ولعل أكثر من يقع في ذلك هم الأطفال والمراهقون، وخاصة الجرائم المتعلقة بخصوصية الآخرين. وفي هذه القصة أرادت إحدى الأسر أن تتشدد في محاسبة صديقة ابنتهماو بسبب نشر صورتها، ولكنها فوجئت بعدم إمكانية سحب البلاغ، والحد من العقوبة من خلال الصلح في حال الجرائم الإلكترونية.

هما كانتا صديقتين مقربتين جداً، حتى بعد انتهاء الدوام المدرسي كانت إحداهما تكمل يومها في منزل الأخرى، فكل منهما معروفة بالنسبة لعائلة الأخرى، وكانت العائلتان تحترمان هذه العلاقة بين الفتاتين، لما تتمتع به كلتاهما من أخلاق وأدب..

وذلك رغم اختلاف الجنسيتين، وكون إحدى العائلتين كثيرة التحفظ والحذر، بينما كانت العائلة الأخرى تميل إلى الحياة العصرية المنفتحة، مع التزامها بعادات وأخلاق مجتمعهم، وكانت الفتاتان تدركان هذا الاختلاف وتتعاملان معه، بما يحافظ على صداقتهما.

في ذلك اليوم كانت أم إحدى الفتاتين تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، التي تزورها ابنتها كونه جزءاً من واجبها كونها أماً في متابعة ابنتها، ومن ذلك الصفحة الخاصة بالصديقة المقربة من الفتاة، وهناك وجدت صورة ابنتها منشورة على صفحة صديقتها، فغضبت الأم رغم أن الصورة لم يكن فيها ما يسيء للفتاة، بل على العكس تماماً كان التعليق يتحدث عن الصداقة، التي لا تزول..

كما أنها صورة تمثل الفتاة، كما تظهر بالعادة في المجتمع، خاصة أنها غير محجبة، ولكن ذلك لم يخفف من غضب الأم واعتبرته يمثل خطراً على ابنتها، في ما إذا استطاع أحدهم الحصول على صورة ابنتها والتلاعب فيها. كان غضب الأم شديداً..

وكلمت زوجها ونقلت إليه وجهة نظرها ومخاوفها، فانتقلت إليه، وعندما طلبا من ابنتهما ذات الثلاثة عشر عاماً، تفسيراً لوجود صورتها على الشبكة الإلكترونية، أرعبها غضب والديها، وادعت أن صديقتها لم تستأذنها في تصويرها أو وضع الصورة على صفحتها.

لم تكن تلك هي الحقيقة، فقد قامت الفتاة بتصوير صديقتها بعلمها ومعرفتها، كما هو واضح من طريقة وقوفها وأخذها وضعية من يعلم أنه هناك من يلتقط له صورة، كما أكدت الفتاة أمام العائلتين وإدارة المدرسة، وكذلك تحقيقات الشرطة والنيابة، أنها وضعت الصورة على صفحتها ليس بموافقة صديقتها، ولكن بناء على طلبها.

كانت تبكي وهي تطلب من صديقتها أن تقول الحديث، ولا تجعلها كبش فداء لحماية نفسها من عقاب والديها، خاصة بعد أن أصرت عائلتها على تصعيد القصة، وتقديم بلاغ أمام النيابة اتهمت فيه صديقة ابنتها بانتهاك خصوصيتها، ونشر صورها من دون علمها أو موافقتها، ولكنها أصرت على أقوالها.

وعندما انطفأ غضب أسرة الفتاة، التي تم استخدام صورتها، كانت المفاجأة أن المصالحة والتنازل عن البلاغ ليس له أثر في القضية، وفق القانون الذي يقول بعدم سقوط الجريمة الإلكترونية بالصلح.

وكان أن أحيلت الفتاة للمحكمة، حيث لم تستطع تقديم أي مستند يثبت أن صديقتها أذنت لها بنشر الصورة، وبالتالي قضت المحكمة الابتدائية بإدانتها ومعاقبتها، ولكن لا تزال القضية أمام المحكمة الأعلى على أمل تخفيف العقوبة، نظراً لصغر سن المتهمة، وعدم وجود سوء نية. (موقع الطويين : البيان)

Related posts