أكبر جزيرة طبيعية في الإمارات صير بني ياس.. التاريخ يعانق الشواطئ في لوحة جمالية نادرة

1156706822

OLYMPUS DIGITAL CAMERA
OLYMPUS DIGITAL CAMERA

حظيت جزيرة صير بني ياس في أبوظبي – المحمية الطبيعية الفائزة بالعديد من الجوائز العالمية التي تقوم بتطويرها شركة التطوير والاستثمار السياحي – باهتمام كبير من قبل المغفور له بإذن الله المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان بعيد النظر، لأنه أراد أن يحول الجزيرة إلى موطن آمن للحياة البرية، سواء كانت من الجزيرة العربية أو آسيا أو أفريقيا، وبفضل رؤيته الثاقبة أصبحت المحمية مقصداً للزوار من مختلف أرجاء العالم بفضل طبيعتها البكر التي يتعانق فيها التاريخ العريق مع الشواطئ الخلابة في لوحة جمالية نادرة.

منتجع بري

في البداية، تم تخصيص جزيرة بني ياس لتكون محمية ومنتجعاً للحياة البرية مخصصاً للفصائل الحيوانية الآسيوية والأفريقية، أما اليوم فقد أصبحت تجربة بيئية وحيوية يشيد بها العالم كله.

وعلى هذه الجزيرة تسرح قطعان من 23 فصيلة من الحيوانات، من بينها الزرافات ومجموعة متنوعة من الظباء، وأحد أضخم القطعان في العالم من المها العربي المهدد بالانقراض، أما فصائل الطيور فتضم النحام والنوارس والغاق والدجاج البري وبط البلبول البري وبط الشولر وأبو ساقين أسود الجناح وبط الحذف وزقزاق السرطان وطائر النكات والبلشون الرمادي.

ومن الخصائص المهمة لـ»صير بني ياس« أنها تعد موطناً للعديد من الفصائل المهددة بالانقراض، أو تلك التي تناقصت أعدادها إلى مستويات حرجة، وفقاً لتصنيف الاتحاد العالمي لحماية الحياة البرية، ومن بين هذه الحيوانات السلاحف البحرية وغزلان الصحراء والظباء السوداء وخراف الأورية البرية والمها العربي.

تسمية

وسميت الجزيرة بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة بني ياس التي استوطنت الجزيرة واستخدمتها منطلقاً لرحلاتها في البحر ومرفأ لسفنها ومكاناً وفيراً لصيد السمك واللؤلؤ.

وكان المغفور له الشيخ زايد قد اختارها بداية الأمر مكاناً لقضاء العطلات والاستجمام، غير أنه بدأ بعد ذلك نتيجة حبه الشديد للحياة البرية والبيئة بإطلاق فصائل من حيوانات الجزيرة العربية المهددة في موطنها مثل غزلان الصحراء والمها، ومع الوقت تحولت الجزيرة إلى محمية خاصة قبل أن تفتح أمام العامة على أمل أن توفر لهم فهماً لما كان عليه المشهد الطبيعي في المنطقة قبل آلاف السنين من الآن، حينما كانت تشبه سهول السافانا الأفريقية، وتشترك مع القارة السمراء المجاورة بالكثير من أنواع الحيوانات.

وفي إطار برنامج تشجير الصحراء الذي تبناه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقد تمت زراعة أكثر من 18 ألف نخلة منتجة للتمور و2.5 مليون شجرة ونبتة، منها أشجار الزيتون التي تشتهر بها شواطئ البحر المتوسط، إلى جانب شجرة العود التي يستخرج منها نوعان من العود يستخدمان في البخور، وبرغم تشابه النوعين في الرائحة، فإنهما يختلفان في السعر، إذ يفوق سعر أحدهما سعر الذهب.

غير أن شكلاً جديداً من سياحة الطبيعة والمغامرات بدأ يظهر في أبوظبي بعد افتتاح فندق ومنتجع جزر الصحراء الفاخر، وفيه 64 غرفة فندقية في الجزيرة.

أكبر جزيرة طبيعية

وتبلغ مساحة صير بني ياس 87 كيلومتراً مربعاً، ما يجعلها أكبر جزيرة طبيعية في الإمارات العربية المتحدة، لكن ليس كبر المساحة هو ما يجعل صير بني ياس التي تبعد عن البر 250 كيلومتراً قبالة ساحل أبوظبي وجهة لا غنى عن مشاهدتها، إذ يمكن للزائر أن يرى أكثر من 35 موقعاً أثرياً تؤكد أن هذه الجزيرة كانت مأهولة بالبشر في كل حقبة من حقب البشرية، لكن حتى هذا الغنى التاريخي لا يشكل أهم مواطن الأهمية التي تتمتع بها الجزيرة.

ويوجد أقدم ذكر لجزيرة صير بني ياس في وثائق تاجر المجوهرات الرحال »غازبارو بالبي« من مدينة البندقية »قرابة عام 1590 للميلاد« التي وصفها بأنها جزيرة يصيد الغواصون اللؤلؤ في جوارها، وبعد ذلك بأكثر من قرنين من الزمان أتى ذكرها ببعض التفصيل في سجلات ضباط البحرية البريطانية الذين مسحوا مياه الخليج العربي الأدنى في العقدين الثاني والثالث من القرن التاسع عشر.

»جزيرة صير بني ياس« التي عُرفت طويلاً بأنها محمية طبيعية ذات طبيعة خاصة ليست كباقي الوجهات السياحية في منطقة الخليج العربي، حيث يمكن للزائر أن يتلمس آثار ترحال أهل البحر في الأيام الخوالي منذ عهود السلاطين والمستكشفين التي تلقي على الجزيرة هالة من السحر والغرابة، كما أن الآثار التي تعود إلى العصور الحجرية توحي بالمشهد العام القاسي للجزيرة، لتكون شاهدة على حضور أقوام غابرين لم تكشف حضاراتهم بعد.

وفي خطوة جديدة تضيفها أبوظبي إلى الخطوات النوعية التي أنجزتها العاصمة الإماراتية في السنوات الأخيرة لتضع نفسها بقوة على خريطة السياحة في المنطقة، تم افتتاح جزيرة »صير بني ياس« خطوةً أولى ضمن مشروع »جزر الصحراء«، إذ تمثل الجزيرة عالماً فريداً من الاسترخاء في أحضان الطبيعة والبرية للباحثين عن الهدوء والسكينة في أجواء متفردة بعيداً عن صخب المدن وضجيجها.

ويقدم المشروع مفهوماً جديداً للسياحة في منطقة الشرق الأوسط، ويؤمل أن يصير وجهة سياحية متعددة الاستخدام تجمع بين متنزه الحيوانات البرية العربية والمحميات الطبيعية والتراث الأصيل والخدمات الفندقية من فئة الخمس نجوم والنشاطات الصحراوية.

وجهة سياحية

أنشأت شركة التطوير والاستثمار السياحي جزيرة »صير بني ياس« المحمية الطبيعية، لتصبح وجهة سياحية قائمة على المحافظة على الطبيعة حيث فازت بجائزة »أفضل وجهة سياحية مستدامة في العالم« ضمن »جوائز السفر العالمية 2015« التي استضافها المغرب أخيراً.

وجاء ذلك خلال حفل خاص جرى في »منتجع غولف وشاطئ مازاغان« بحضور رواد القطاع السياحي، بمن فيهم كبار المسؤولين في القطاع السياحي ورؤساء مجلس الإدارة في شركات السياحة والسفر.

وتعد جوائز السفر العالمية واحدة من أرقى الجوائز العالمية التي تمنح تقديراً عالياً لمنتجات السفر والسياحة، من خلال تسليط الضوء عليها والاحتفاء بالمتميز منها. (موقع الطويين : البيان)

Related posts