‬62 باحثة اجتماعية في بيت الخير تقدم خدماتها للمحتاجين

وصل عدد الباحثات الاجتماعيات بجمعية بيت الخير إلى أكثر من ‬62 باحثة موظفة ومتطوعة بمقرها الرئيسي بدبي وفرعيها في كل من رأس الخيمة ودبا الفجيرة، ومراكز هيئة آل مكتوم الخيرية التي تديرها الجمعية في مناطق دبي المختلفة، وتشمل مركز الليسيلي ومركز البرشاء ومركز حتا ومركز العوير.

وأكدت بيت الخير أن نظام البحث الاجتماعي بالجمعية يهدف إلى التدقيق في جدية أوضاع واحتياجات طالبي المساعدة والتأكد من بياناتهم، وزيارة منازلهم للوقوف على أحوالهم عن قرب، والتحري عمن تعففوا عن السؤال لمد يد المساعدة لهم، وتحديد نوع البرنامج أو المشروع الذي يمكن من خلاله تقديم الدعم المناسب لهم.

ويقول عابدين طاهر العوضي مدير عام جمعية بيت الخير إن قسم التسجيل والبحث الاجتماعي الذي يتولى تطبيق نظام البحث الاجتماعي يعد الركن الأساسي لعمل الجمعية، وهو من أكبر الأقسام وأهمها لطبيعة الدور المناط به.

وأوضح أن القسم هو المكان الذي يقوم بتسجيل الحالات المتقدمة للمساعدة، ودراستها مكتبيا وميدانيا، ومتابعتها بعد الاستحقاق للمساعدة، ومن ثم صرف المساعدات النقدية والعينية للحالات، ومن ثم دراسة تطور الحالة وتحديث بيناتها، وتحري ما طرأ عليها بشكل دوري.

 

زيادة الإنجاز

وقال إن قسم التسجيل والبحث الاجتماعي موجود في كل فرع ومركز ويضم مجموعة كافية من الباحثات يتولين تسجيل الحالات ودراستها، ولافتا إلى أن استعانة الجمعية بباحثات اجتماعيات بدلا من الباحثين الذكور يصب في زيادة الانجاز بسبب صعوبة قيام الباحث بجمع المعلومات عن الحالات خلال فترة الصباح أو الاطلاع على أسرار واحتياجات هذه الحالات.

وأشار العوضي إلى أن زيادة عدد الباحثات بالجمعية جاء على أساس التوسعات الكبيرة التي شهدتها الجمعية في مقرها الرئيسي وفروعها وإدارة مراكز هيئة آل مكتوم الخيرية.

وقال إن الجمعية حددت من ‬100 إلى ‬150 أسرة لكل باحثة لدراسة وضعها المادي ومتابعتها بشكل دوري، ومشيرا إلى أن البحث الاجتماعي يبدأ من التسجيل والدراسة الأولية للحالة، وما هي النواقص داخل بيتها ووضعها المالي والأسري والاجتماعي، وطلب الأوراق الثبوتية ثم الدراسة الميدانية.

وأوضح أن من يقوم بذلك باحثتان من أجل التعرف على وضع الحالة الاجتماعية والتأكد من المعلومات الواردة خلال شرح الحالة ثم يتم إدخال البيانات بقاعدة المعلومات بالحاسب الآلي، ثم عرض الملف على اللجنة التي تقرر استحقاقها للمساعدة من عدمه.

وقال العوضي إن الجمعية قسمت عمل الباحثات جغرافيا وحسب المناطق، ليسهل عليها المتابعة وإعادة البحث الذي يتم كل تسعة شهور، بدلا من ستة شهور وهو النظام الذي كان معمولا به من قبل، ومؤكدا أن الجمعية تراعي الحالات الطارئة للحالات في حال تبليغ الجمعية بذلك، وتتم إعادة الدراسة وربما يصرف لها مبلغ للمساعدة في ذلك.

 

خصوصية الأسرة

ويقول سعيد مبارك المزروعي نائب المدير العام لبيت الخير إن الجمعية اعتمدت نظاما دقيقا للبحث الاجتماعي، تقوم به باحثات مواطنات وصل عددهن إلى ‬62 باحثة منهن ‬48 باحثة موظفة، و‬14 باحثة متطوعة، لهن دراية ومعرفة بخصوصيات الأسرة الإماراتية، ويخضعن باستمرار للتدريب والتوجيه، حتى يقمن بدورهن على الوجه الأكمل بتوجيهات من الإدارة.

ونوه المزروعي إلى أن الجهود التي تقوم بها الباحثات الاجتماعيات جهود كبيرة ومضنية للوصول إلى الأسر المتعففة، والبحث عن مستحقي المساعدة، لاسيما الباحثات اللواتي يعملن في مراكز آل مكتوم الخيرية التي تديرها بيت الخير والتي تغطي عددا من المناطق البعيدة.

وقال نائب مدير عام بيت الخير إن الجمعية تستهدف المواطنين والأسرة المواطنة بشكل أساسي، من خلال شعارها «من الإمارات وإلى الإمارات»، فتقدم المساعدات للأسر المتعففة والأسر الأقل دخلاً وأسر الأيتام، وكل أسرة فقدت عائلها، أو عجز عن رعايتها لسبب أو لآخر.

ولفت إلى أن بيت الخير تدقق في اختيار الباحثات الاجتماعيات المدربات والقادرات على التواصل مع الأسرة الإماراتية، كل إمارة حسب الأعراف والأصول المرعية فيها، ودخول البيوت في أي وقت دون حرج.

وأشار إلى أن الجمعية اعتمدت نظام البحث الاجتماعي منذ نشأتها، وهو مصدر خبرة وتجربة لكثير من الجمعيات التي تطلب من الجمعية تنظيم دورات تدريبية لكوادرها في هذا المجال، وقد تم تحديث نظام البحث الاجتماعي في الجمعية وقمنا بأرشفته إلكترونيا، ولدينا بفضل هذا النظام، أوسع وأدق قاعدة بيانات إلكترونية لعدد كبير من الأسر والفئات التي تستحق الدعم والمساعدة على مستوى الإمارات.

وقال إن الحالات المتقدمة للمساعدة تخضع لنظام دقيق من البحث والتحليل تعرف بدورة الملف، تبدأ بالدراسة الأولية للحالة، ثم الدراسة الميدانية بالزيارة والاطلاع على أوضاعها عن قرب، وطلب جميع الأوراق والمستندات الثبوتية التي تثبت أحقية الحالة للمساعدة.

وأشار المزروعي إلى أن من حق المتبرع أو المحسن، الذي يقدم زكاته أو صدقاته للجمعية ويوكلها بصرفها في الأوجه التي يراها، أو تلك التي يخولنا بالصرف فيها، أن يعرف كيف تحدد الجمعية من يستحق المساعدة من الذي لا يستحق، وما هي المعايير التي نضعها لتحديد الفئات والحالات المستفيدة، حتى يطمئن إلى مدى مصداقية الشعار الذي تعلنه «بيت الخير» وتضعه عنوانا لعملها وحملاتها الخيرية: «نحن نحول عطاءك لأكثر الناس حاجة».

وأعرب المزروعي، عن رضائه عن أداء الباحثات الاجتماعيات في الجمعية، من خلال إشرافه المباشر على عملهن، وصلته المستمرة معهن، من خلال الأفرع والمراكز المختلفة، وقال إن الباحثات الاجتماعيات في «بيت الخير» هن «الجنود المجهولون» اللواتي يقفن خلف عجلة العطاء، الذي تقوم به الجمعية في الإمارات، فلولاهن لكانت المساعدات تذهب للمدعين والمتطفلين الذين يطلبون المساعدة وهم ليسوا بحاجة ماسة إليها، أو لمن يسجلون أسماءهم في أكثر من جمعية، ليحصلوا على أكبر قدر من المساعدات، غير مكترثين بمن هم أكثر منهم حاجة.

وأضاف أن كثيرا من أهل الخير والمحسنين وجهات ومؤسسات خيرية وإنسانية تطلب مساعدة الجمعية لإجراء البحوث الاجتماعية ومن هذه الجهات كلية الدراسات الإسلامية والعربية، ومؤسسة عيسى القرق الإنسانية وغيرهما، للدور الكبير الذي يقوم به قسم البحث الاجتماعي من خدمات.

وتشير مريم صالح مديرة الفرع الرئيسي في دبي إلى أن الباحثات الاجتماعيات بالجمعية يقمن بجهود مضنية في دراسة الحالات ومتابعتها، وأن المسؤولية الأخلاقية الملقاة على عاتقهن تتمثل في دقة البحث ومصداقية التقييم، وسلامة التقدير حتى تصل المساعدة إلى مستحقيها. وقالت إن دور الباحثة يبدأ من اللحظة التي تتقدم إلينا الحالة طالبة المساعدة، فتبدأ الباحثة بتحري الوضع الدقيق للحالة ومصادر دخلها وعدد أفراد الأسرة والظروف التي تـعـانـي مـنـهـا. وقالت إن عـلـى كـل طـالـب مـسـاعـدة أن يـقـدم الأوراق الـثـبـوتـيـة اللازمة، التي تعرف به بداية، كصورة الجواز وصورة الجنسية وصورة الهوية، والأوراق التي تثبت ظروف الحالة كوثيقة الزواج أو ورقة الطلاق أو شهادة الوفاة وغير ذلك من أوراق مهمة تتعلق بـوضع الحالة الاجتماعية، وكل الشهادات والوثائق التي تدل على أي دخل يتقاضاه أو أرض يملكها أو رخصة تجارية يعمل بها، وكل الأوراق التي تثبت الالتزامات المالية المترتبة عليه كعقد الإيجار أو صك الدّين أو كشف حساب يدل على وضعه المالي، مع ملاحظة أن تكون هذه البيانات عمر فعاليتها لا يزيد على ستة أشهر إلى سنة على أبعد تقدير.

وأضافت أنه وبعد استكمال كل الأوراق والبيانات، والاطلاع على ظروف الحالة كما أفادت بها، تقوم الباحثة بدراسة الملف، وتقدير مستوى الدخل الحقيقي، وإدخال بيانات الحالة على شاشة تقديم الطلب، وتقدم توصيتها لحجم ونوع المساعدة التي تقترحها، ورفع الملف إلى مديرة الفرع أو المركز لتدقيقه والتأكد من مطابقة المعلومات بين الملف الورقي والبيانات الإلكترونية على الشاشة، ومن ثم تقوم باعتماده وتحديد المساعدة الممكنة.

وتضيف مديرة الفرع الرئيسي أن «بيت الخير» لديها معايير للمساعدة تنطلق من تقديرات احتياجات الفرد الوسطية في كل إمارة.

وأوضحت مريم صالح أنه عند دراسة الحالة نقسم مجموع دخلها على عدد أفراد الأسرة، فإن كان تحت ‬1500 مثلا في دبي، نصرف لكل فرد ‬500 درهم تقريباً، ويستمر الصرف لمدة سنة على أبعد حد، ثم عليه أن يجدد بياناته، فإن كان رب الأسرة عاطلاً عن العمل، فقد يكون خلال هذه السنة وجد عملاً، وبالتالي زاد دخله لدرجة الكفاية، وفي هذه الحالة، يصبح من هو أقل دخلاً أحق بالمساعدة. ولفتت إلى أنه يستثنى من بعض الشروط فئات محددة كالمسنين وطلاب المدارس والمرضى المزمنين، لأنه لا يتوقع أن يحدث تغير قريب في الدخل خلال سنة.

وحول ظروف الزيارات الميدانية التي يقمن بها الباحثات، أفادت مريم صالح أن هناك توجيهات محددة للباحثة، بأن تراعي الخصوصية لكل أسرة، وأن تتأكد من الظروف العامة فقط، وأن لا تمسك في يدها قلما أو ورقة، تشعر الحالة بأننا نسجل تفاصيل حياتها على الورق، إذ يجب أن تكون الزيارة حميمة ولا تعدو تشجيع الحالة على الفضفضة بظروفها ومعاناتها، دون أي تلميح بأننا سنستعمل هذه المعلومات في ملفاتنا، التي تحاط بسرية كاملة، ولا يطلع عليها سوى من له علاقة مباشرة بتقرير المساعدة وحجمها. وعن دور الباحثات في الحملة الرمضانية، قالت إن الباحثات انتهين من تقديم قوائم الحالات التي سوف يصرف لها المير الرمضاني وزكاة الفطر، وانتهين من تقديم قوائم الطلبة الذين ينتمون للأسر التي تستحق المساعدة، حتى نقدم لهم الكوبون المدرسي، الذي سوف يقرر مجلس الإدارة قيمته على ضوء ظروف العام الجديد.

إدارة الأيتام تنظم زيارة لمدرسة البحث العلمي

نظمت إدارة الأيتام في بيت الخير زيارة لأيتام الفرع الرئيسي إلى مدرســة البحث العلمــي خلال اليوم الترفيهي الذي أقامته المدرسة وتضمن العديد من الفقرات الثقافية.

وقد استقبلت إدارة المدرسة وفد الجمعية المكون من رئيس قسم الأيتام أميرة محمد شاكر، وازدهار حمود علي نائب رئيس قسم الإعلام، وعدد من متطوعي بيت الخير الذين أشرفوا على هذه الرحلة. وقدمت رئيس قسم الأيتام في بيت الخير شكر إدارة الجمعية إلى إدارة المدرسة على ما بذلوه من جهد لزرع البسمة في وجوه الأيتام. وتضمنت فقرات النشاط الملعب الصابوني، والسباحة والألعاب الرياضية مع مسابقات علمية وتخللت الفقرات أداء الصلوات ووجبة الغداء وتلاها توزيع الهدايا.

 كما شارك مركز البرشاء التابع لهيئة آل مكتوم الخيرية في فعاليات اليوم العالمي للكتاب الذي خصصته مدارس دبي الوطنية لصالح أيتام المركز. وجرى الاحتفال في حضور ملاك حسين، مساعد مدير المدرسة، وعبير المرابع منسقة الأنشطة، ورشا الحسين مدرسة التربية الرياضية. واصطحب الأيتام في هذه الفعالية كل من فاطمة الدشتي مديرة مركز البرشاء، ونائبتها عائشة درويش. بدأت الفعالية بآيات من الذكر الحكيم من احدى الطالبات ثم ألقت عبير المرابع كلمة ترحيبية بأيتام المركز والحضور، وتم تجهيز فقرات للعب، وتضمن الحفل مسابقات ثقافية ممتعة، حيث طرحت على الأيتام بعض الأسئلة العامة، وكرم الفائزون في المسابقة وقضى الأيتام يوما دافئا بالمشاعر، وهم يستشعرون احتضان الجمعية والمدرسة لهم في هذا اليوم البهيج.

المصدر : البيان 7 مايو 2011

Related posts