5 مراكز تجارية جديدة في الفجيرة تواكب نهضة الإمارة

 

تشهد إمارة الفجيرة نهضة تجارية كبرى تظهر من خلال كم المراكز التجارية ذات الصيت التي تعتزم تفعيل نشاطها وتقديم خدماتها التسويقية والترفيهية للمستهلكين في الإمارة والمناطق التابعة لإمارة الشارقة شرقي البلاد، بعد أن بدأت عملياً تنفيذ أعمالها الإنشائية مؤخراً وهي مركز سيتي سنتر الذي قام سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة بوضع حجر أساسه منتصف الشهر الماضي ومركز الفجيرة مول الذي بدأ تشييده قبل نحو عام، فيما اكتلمت الأعمال الإنشائية لمركز “السفير مول” وبات جاهزاً لتقديم خدماته للجمهور، بينما تجري عمليات إنشاء مشروع توسعة مركز اللولو هايبرماركت ومركزي الهلال والطيف .

لا شك في أن زيادة عدد سكان الفجيرة الذين بلغ عددهم العام الماضي حسب تقرير مركز الإحصاء في الفجيرة 176،825 فيما كان عددهم في عام 2008 نحو ،154،261 وبلغ عام 2009 نحو 165،158 فضلاً عن اتساع سوق العمل بفعل جهود الإمارة الرامية إلى تعزيز موقعها الاقتصادي من خلال إنشاء عدد من المشروعات الاقتصادية الحيوية والمتنوعة وتطوير البنية التحتية للإمارة أبرزها مشروع توسعة ميناء الفجيرة لتصدير ثلثي بترول الإمارات عن طريقه، خاصة أن الميناء يعد أحد أكبر مواني تزويد السفن بالوقود في العالم، ويشهد حالياً إنشاء مصفاة لتكرير النفط، وبناء مستودعات استراتيجية على مستوى الدولة لتخزين الحبوب، أضف إلى ذلك المردود الاقتصادي للإمارة في أعقاب افتتاح شارع الشيخ خليفة الذي يربط بين مدينتي الفجيرة ودبي، والذي سيقلص المسافة إلى 45 دقيقة بين المدينتين والمتوقع في يوليو/ تموز المقبل وغيرها من مشروعات، حتمت جميعها ضرورة أن تواكبها نهضة ونقلة نوعية على مستوى المراكز التجارية التي استصحبت شركاتها متغيرات الإمارة وقيمتها كسوق تجاري ضخم .

يقول المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام بلدية الفجيرة “إن إمارة الفجيرة تخطو بثبات نحو إنجاز نهضتها الاقتصادية والتجارية والسياحية والصناعية بما يعزز من مكانتها على خريطة الدولة وعلى مستوى دول المنطقة، حيث تحتل موقعاً استراتيجياً وتمتلك بنية جغرافية متميزة يمتزج فيها البحر مع السهل والجبال الشاهقة” .

وأشار الأفخم إلى أن جبهة العمل التجاري والسياحي تشهد حالياً إنشاء خمسة مراكز تجارية في مدينة الفجيرة لمواكبة النهضة الاقتصادية بالإمارة، حيث بدأ العمل فعلياً في إنجازها باستثناء مركز السفير مول الذي أنجز فعلياً أعماله ويتوقع افتتاحه في القريب العاجل . وأضاف “أن هذه المراكز تعد ساحة للتنافس التجاري بشكل يضمن تقديم سلع ذات جودة عالية وبأسعار تنافسية ما يعود نفعاً على سكان الإمارة الذين تتزايد أعدادهم عاماً بعد عام بشكل ملحوظ، كما تعد المراكز متنفساً لسكان المدينة والإمارة من حيث تنوع خدماتها الترفيهية لإرضاء الأذواق كافة وتلبية الاحتياجات للسكان كافة والسياح والزوار، وهي مراكز مشهورة تتنوع في حجمها وخدماتها التي تقدمها” .

وأكد الأفخم ضرورة أن تواكب خطط البلدية وبرامجها الخدمية التوسع التجاري في الإمارة، مشيراً إلى أن إدارته وضعت في حسبانها الزيادة المتوقعة في حجم الخدمات بفعل الزيادة السكانية المتوقعة فضلاً عن الخدمات التي تحتاجها هذه المراكز من حيث النظافة وزيادة الطاقة الاستيعابية للنفايات وغيرها من خدماتها ترتبط بالتوسع التجاري الذي تشهده المدينة، مشيراً إلى أن البلدية تعكف حالياً على إعداد دراسة لإنشاء مكتب جديد للنفايات بمواصفات حديثة بالتعاون مع وزارة البيئة لضمان تدوير النفايات والتعامل معها بشكل علمي، كما أنها تعمل سنوياً على زيادة كادرها العامل في قسم النظافة وتزويده بالآليات والمعدات التي تمكنه من إنجاز مهامه بالشكل الأمثل . وأشار إلى أن البلدية لديها اتجاه لخصخصة قطاع النظافة في ظل التوسع السكاني والعمراني والنهضة التي تشهدها الإمارة، وذلك لضمان تقديم خدمات تتناسب مع المتغيرات الاقتصادية والصناعية في الإمارة .

من ناحيتها تقول المهندسة مريم أحمد هارون، رئيسة قسم التخطيط في بلدية الفجيرة، إن الإمارة تشهد حالياً تنفيذ الأعمال الإنشائية لعدد من مشروعات المراكز التجارية بالمدينة أبرزها مشروع سيتي سنتر الذي يتم تشييده في مساحة 11131 متراً مربعاً عند مدخل مدينة الفجيرة الغربي، حيث يعبر أمامه شارع الشيخ خليفة الجديد، وتبلغ تكلفته المالية 400 مليون درهم . ويتكون المبنى من طابق أرضي وميزانين ويضم 102 محل تجاري تعرض فيها أرقى المنتوجات العالمية إلى جانب 3 متاجر متعددة الأغراض وأكثر من 23 محلاً من أفخر المطاعم والمقاهي، إلى جانب مكاتب ومجموعة متكاملة من المرافق الخدمية والترفيهية و1071 موقف و15 موقفاً لذوي الاحتياجات الخاصة، ويمتاز المبنى بحداثة طرازه وتناسقه فائق الجمال، وسيوفر المركز تجربة تسوق متميزة بتنوعها وجودتها، بما يتوافق مع معايير علامة سيتي سنتر التجارية التابعة لشركة ماجد الفطيم العقارية، وتستغرق فترة إنجازه 14 شهراً، حيث من المتوقع افتتاحه في سبتمبر/ تموز 2012 .

أما مركز الفجيرة مول فقد بدأ تنفيذه في منطقة النجيمات عند مدخل الفجيرة الغربي على تقاطع شارع الشيخ خليفة وشارع القصر بالقرب من مستشفى الفجيرة، حيث يحتل موقعاً متميزاً ويعد صرحاً عظيماً تفخر به الإمارة، ويتألف من مجمع تجاري مول وفندق الملينيوم من 20 طابقاً، ويحتل المول مساحة تقدر ب 100 ألف متر مربع ويتكون من طابق تحت الأرض عبارة عن مواقف سيارات تتسع لعدد 250 سيارة، وطابق أرضي يضم مواقف سيارات ومداخل ومحال تجارية، وطابق ويشتمل على محال تجارية وباحة للتزلج ومطاعم وهايبرماركت، وطابق ثانٍ يحتوي على محال تجارية وصالات سينما ومطاعم، فيما يحتل الفندق مساحة تقدر ب 30 ألف متر مربع بعدد 16 طابقاً متكرراً يضم 250 غرفة ونادياً صحياً ومسبحاً ومطاعم . ومن المقرر أن تنجز أعماله الإنشائية مطلع أكتوبر/ تشرين الأول ،2012 ويستقطب المول الكثير من المحال والعلامات التجارية الفاخرة، ويتوقع أن يشكل نقلة نوعية في أسلوب التسوق في الإمارة عند الانتهاء منه .

وأشارت مريم أحمد هارون إلى أن مركز السفير مول يقع في ضاحية الفصيل قبالة كورنيش الفجيرة ويطل على شارعي الكويت والميناء وتم الانتهاء مؤخراً من أعماله الإنشائية، بعد أن تم تنفيذه في مساحة تقدر ب 26 ألف متر مربع، ويتكون من عدة طوابق وفندق، ويحتوي على 100 محل بالتجزئة، ومكان للترفيه العائلي ومطاعم، وبه 700 موقف للسيارات، ومن المقرر أن يفتتح أبوابه في النصف الثاني من العام الجاري، ويخدم المركز مناطق الفصيل والشرية وسكان شارع الكويت وجميعها مناطق حديثة بالمدينة .

وفيما يخص مشروع توسعة مركز اللولو هايبر ماركت ذكرت مريم أحمد هارون أن المشروع بدأ تنفيذه فعلياً على الأرض ويضم 86 محلاً تجارياً منها 62 محلاً في الطابق الأرضي و24 في الطابق الأول، إلى جانب 4 قاعات سينما 3 منها تتسع لعدد 120 كرسياً، وقاعة كبرى تسع لعدد 349 كرسياً، إضافة إلى مطعمين وكافتيريا، وتم تخصيص طابق تحت الأرض كمواقف ويسع لعدد 333 سيارة .

وأضافت “يقع مركز الهلال التجاري ضمن مدينة الهلال في منطقة الشرية وهو مجمع تجاري ضخم صمم على أحدث طراز في مساحة تبلغ مليون قدم مربعة، ويضم سوقاً تجارياً وهايبر ماركت، حيث يتمتع مركز التسوق بموقع استراتيجي .

من جانبه أكد خالد محمد الجاسم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، أن افتتاح عدد من المراكز التجارية الكبرى في الفجيرة يعد ظاهرة إيجابية، وأن الفجيرة التي تتوسط مدن ومناطق الساحل الشرقي في حاجة ماسة لمثل هذه المراكز لخلق التنافسية في خدمات التسوق والترفيه، خاصة أن السياح والزوار في حاجة ملحة لهذه النوعية من المراكز التي تتوافر بها سلع ذات جودة عالية وأماكن ترفيه متميزة .

وأضاف الجاسم أن افتتاح مثل هذه المراكز أيضاً يساعد في جذب الاستثمارات في المجالات شتى وتشجيع رأس المال مع اعتبار أن الاستثمار يتطلب توافر الخدمات الصحية والتعليمية والتجارية في أي منطقة وانطلاقاً من هذه الفرضية فإن افتتاحها هو مؤشر جيد وإيجابي قادر على جذب المستثمرين وتشجيعهم على الإقبال للاستثمار بالإمارة، وأشار إلى أن المراكز ستخلق تنافسية عالية وهي ظاهرة إيجابية تنعكس إيجاباً على المستهلك من حيث الجودة في الخدمات والسلع، فضلاً عن التباري في تقديم أماكن ترفيهية جيدة تساعد على جذب المستهلك . ونفى الجاسم أن يؤثر كمها الهائل في السوق التجاري بالمنطقة مع اعتبار أن لكل سوق زبائنه، ويصبح التنافس في الجودة .

يرى الدكتور أحمد زين العابدين أستاذ الإدارة في شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا مقر الفجيرة أن الإمارة تحتل موقعاً استراتيجياً وتعد الإمارة الوحيدة على مستوى الدولة المطلة على المحيط الهندي ولديها منفذ على بحر العرب، الأمر الذي استرعى انتباه الجميع واستدعى التفاتهم للاستثمار في الإمارة في جميع الجبهات، حيث تم إنشاء مشروعات ضخمة منها مشروع توسعة ميناء الفجيرة ليصبح أكبر ميناء لتصدير المواد البترولية ومن أهم 3 محطات على مستوى العالم لتزويد السفن بالوقود، فضلاً عن المشروعات الصناعية الأخرى .

ويضيف: “لا شك في أن هذه الاستثمارات الضخمة تستقطب عدداً كبيراً من العمالة بمختلف توجهاتها وتخصصاتها ويتضح ذلك جلياً من خلال الزيادة الملحوظة في عدد سكان الإمارة . كما أن افتتاح مشروع طريق الشيخ خليفة الذي سيقلص المسافة بين مدينتي دبي والفجيرة إلى 45 دقيقة يجعل من الفجيرة منفذاً آمناً وسهلاً للإمارات الأخرى ووجهة سياحية قريبة خاصة أنها تمتلك بنايات سياحية مأهولة مع اعتبارها زاخرة بالفنادق والمنتجعات والشقق الفندقية وغيرها من شروط جعلتها قبلة للسياحة الداخلية والخارجية” .

ويضيف الدكتور زين العابدين “إن المتوافر من مراكز تسوق حالياً في الإمارة بعدد سكانها الحالي لا يلبي احتياجاتهم التسويقية والترفيهية والدليل أن عدداً كبيراً من سكان المنطقة يذهبون في عطلات نهاية الأسبوع إلى الإمارات الأخرى لإشباع رغباتهم وتلبية احتياجاتهم في التسوق والترفيه، وبالتالي وجود وإنشاء مراكز تجارية جديدة بالفجيرة ظاهرة اقتصادية طبيعية واستجابة حقيقية للمتغيرات الكبيرة التي تشهدها الإمارة التي تمضي قدماً لإنجاز مسيرتها الاقتصادية والتنموية بثبات ورؤى واضحة، وأن الشركات الكبيرة التي شرعت في تنفيذ مشروعاتها التجارية أدركت أن هناك عدداً كبيراً من المتسوقين في الإمارة في حاجة ماسة لعدد أكبر من المحال التجارية القائمة حالياً، كما أن هذه الشركات واعية تماماً إلى أن هنالك قوة شرائية كبيرة في الإمارة، بعد أن درست وحللت طبيعة الحياة نفسها وأنماط السلوك الاستهلاكي للسكان الذي تغير كثيراً وأصبح يميل إلى هذه النوعية من مراكز التسوق الجديدة التي ستجد من دون شك رواجاً وقبولاً في المدن والمناطق شرقي البلاد .

ويشير أستاذ الإدارة إلى أن وجود عدد محدود من المراكز كما في السابق وضرورة تعددها كما تقول معطيات الواقع اليوم هو كسر للاحتكار وفرصة لتوفير خدمات التسوق والترفيه وتعدد جودة سلعها وتمييز خدماتها للمستهلك بتنافسية عالية، والفرضية الثابتة أن المنافسة الحرة تؤدي وتجبر مقدم الخدمة إلى تحسين نوعيتها والاهتمام بجودتها ومعقولية أسعارها خاصة أن المستهلك بات حساساً تجاه الجودة العالية والسعر الرخيص، لذلك أصبحت الشركات تهتم كثيراً بتوفير خدمة جيدة وجودة متميزة وبأسعار في المتناول .

وأعرب عدد من المستهلكين عن تفاؤلهم بافتتاح المراكز الجديدة واعتبارها ستغنيهم عناء الذهاب إلى إمارات أخرى للتسوق والترفيه، وأجمعوا على أن تعددها يتيح الفرصة للتنافس الذي سيكون حتماً في مصلحة المستهلك .

ويقول المواطن عبيد سعيد الضنحاني (موظف) إن افتتاح المراكز التجارية هو دليل وشاهد على التطور الذي تشهده الإمارة في المجالات كافة، ولا شك في أن وجودها سيوفر خدماتها بالقرب من إقامة سكان الإمارة الإمارة وسيغنيهم عن مشقة الذهاب إلى نفس هذه المراكز في إمارات أخرى، لذلك نثمن الخطوة الجبارة لهذه الشركات ونتمنى المزيد منها لتحقيق تنافسية عالية .

وتقول المواطنة الدكتورة سمية أحمد علي الحفيتي (طبيبة أسنان) “نفتخر بالتطور الذي تشهده الإمارة في مناحي شتى، ونشكر قيادتنا الرشيدة التي جعلت هذا ممكناً، وفي تقديري أن المراكز التجارية الكبرى بالفجيرة مفخرة، وستوفر خدمات التسوق والترفيه بأشكاله كافة لسكان المنطقة وستخفف عنهم عناء الذهاب إلى إمارات أخرى، وأنا شخصياً كنت أتكبد المصاعب للتسوق في دبي والشارقة خاصة أيام الأعياد والمناسبات، وبافتتاحها أصبحت هذه المراكز في متناول اليد” .

المصدر : الخليج 8 مايو 2011

Related posts