وداد الحمودي: سعيدة بنجاحي في البيت والعمل

وداد أحمد ربيع الحمودي واحدة من بنات الإمارات الطموحات، صعدت سلم النجاح خطوة بخطوة حتى وصلت إلى منصب مديرة المركز الثقافي في دبا الفجيرة .

بدأت مسيرة الحمودي في عالم النجاح بتخرجها في جامعة الإمارات تخصص علاقات عامة، وهو ما أفادها في عملها بالمركز لإيمانها بأن الإعلام بات أهم وسيلة لمخاطبة المجتمعات الإنسانية . وتؤكد أن المرأة الإماراتية تجيد القيادة لذلك حققت نجاحات كبيرة ما ساعد في تبوئها أعلى المناصب بعد أن أثبتت جدارتها وكفاءتها . ولا تخفي أنه كان لعائلتها دور كبير في دعمها ونجاحها حتى تمكنت من التوفيق في أداء دوري الأم والمرأة العاملة بجدارة وتفان . وللوقوف أكثر على رحلة الحمودي، كان هذا الحوار:

أين كان الميلاد والنشأة؟

أنا من مواليد الفجيرة، وكانت الظروف مهيأة لي لأخذ قسط وافر من التعليم في مجتمع من طموحات أبنائه التعلم لاكتشاف كل ما هو جديد . درست في مدرسة البدية للتعليم الأساسي، حالياً مدرسة فاطمة بنت عتبة المرحلة الابتدائية، وأنهيت دراستي الثانوية بمدرسة لبابة بنت الحارث للتعليم الثانوي بنسبة 92،8% .

قضيت في تلك المرحلة الدراسية أفضل أوقات حياتي، حيث كنت من المتفوقات، ويرجع فضل ذلك إلى معلماتي الفاضلات .

احتضنت جامعة الإمارات نهاية رحلتك التعليمية، ماذا عن تلك المرحلة؟

تختلف المرحلة الجامعية عن المدرسية، ففي الأولى يصل المرء إلى درجة النضج في أفكاره وقراراته واختياراته، وهي فترة الاعتماد على النفس . ودفعني شغفي للتعليم لاختيار تخصص اتصال جماهيري مسار العلاقات العامة، وعشقت هذا التخصص، وتبلورت فيه طموحاتي، حتى الجانب الدراسي فيه كان ممتعاً، حيث يجمع بين الأكاديمي والميداني وتخرجت عام 2002 .

هل ما زلت تحتفظين بعلاقات صداقة منذ أيام الدراسة؟

لدي صداقات عديدة معظمها منذ أيام الدراسة ومستمرة حتى اليوم، وأتصور أن أنجح الصداقات في الحياة هي تلك التي تكونت في الطفولة ومرحلة الدراسة لأنها بدأت بريئة وكبرت مع هذه البراءة ومن الصعب أن تهدم بسهولة، وغالباً ما تكون مشاعر الأصدقاء صادقة وأحاسيسهم أيضاً بجانب أن السلوكيات والطبائع تتوافق، ويتجه الأصدقاء نحو التفكير باتجاه واحد .

ما القيم والمبادئ التي تحاولين دوماً تطبيقها في حياتك؟

أسعى لتطبيق مبادئ عدة وقيم خلال حياتي لأن ديننا الإسلام يتضمن الفضائل والأخلاق التي تدفع بالمتحلي بها إلى طاعة الله وأهمها أن أكون قدوة حسنة . ومن القيم الذاتية التي أسعى لتطبيقها الصدق والأمانة والانضباط، وهناك قيم عطائية مثل الولاء والاحترام والصداقة وغيرها، وهناك مقولة جميلة راسخة في ذهني هي (فكر، تأمل، جرب، حاول، لا تخف . وإذا لم تخطيء لن تنجح) .

كيف تدرجت في عملك حتى وصلت إلى منصب مديرة المركز الثقافي بدبا الفجيرة؟

عملت بمركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع دبا الفجيرة عام ،2006 بوظيفة أمين مكتبة بعدها اتجهت إلى تنسيق الأنشطة والفعاليات بعدها توليت إدارة المركز الثقافي عام 2008 .

حققت المرأة الإماراتية نجاحات كبيرة حتى وصلت إلى أعلى المناصب؟ ما أسباب ذلك برأيك؟

حققت المرأة الإماراتية نجاحات عظيمة تجسيداً للرؤية الحكيمة لقيادتنا، والمرأة الإماراتية أثبتت جدارتها وقدرتها على العمل والعطاء في جميع المواقع التي تشغلها وعلى كل الصعد محلياً وعربياً ودولياً .

برأيك هل تحتاج المنطقة الشرقية بشكل عام ومنطقة دبا الفجيرة بشكل خاص إلى المزيد من افتتاح المراكز الثقافية؟

نعم لأن هذه المراكز بمثابة تجديد لروح الثقافة في المنطقة الشرقية وكفيلة باحتضان شتى أنواع الثقافة وبث حركة نشاط غير اعتيادية في المنطقة ولها أهمية حل مشكلة الفراغ، لأن المركز أكبر المؤسسات، التي تستثمر طاقات الطلبة أثناء الإجازة الصيفية، وبلا شك ستستفيد شريحة كبيرة من المجتمع من تلك البرامج الثقافية التي تطرحها المراكز .

هل أفادك تخصصك الجامعي في إدارة المركز الثقافي بدبا الفجيرة؟

بالطبع، وأعتبر أن عملي امتداد طبيعي وتتويج لما درست، لأن الإعلام عالم كبير بوسائله المختلفة، وهي من أهم الوسائل الحديثة في مخاطبة المجتمعات الإنسانية وترجمة توجهاتها الاجتماعية بمختلف مشاربها .

وأفادني تخصصي في الجانب التسويقي والنشاط الفني والثقافي الذي يقدمه المركز .

ما طبيعة عملك كمديرة للمركز؟

طبيعة عملنا في مجال الثقافة متجددة وفي حركة دائمة تبعدنا عن روتين العمل المكتبي، وهنا تكمن متعته، ونحن في المركز نعمل كأسرة واحدة متكاملة، حيث نطبق مبدأ الموظف الشامل، وطبيعة عملي كمديرة تتمثل في الإشراف المباشر على جميع الأعمال والخدمات التي يقدمها المركز ووضع خطة العمل السنوية للإدارة وللأنشطة ولتقسيمات العمل، بالإضافة إلى العديد من الأمور الفنية والإدارية .

كم لديك من الأبناء وكيف تتعاملين معهم؟

عندي ثلاثة أبناء مايد وعمره سبع سنوات، ودانة تبلغ خمس سنوات، وفاطمة تبلغ من العمر عاماً ونصف العام، فلسفتي في الحياة وفي شق طريقي هي فلسفتي في تربية أبنائي، وكونتها من خلال مسيرتي وحبي لروح المغامرة وإصراري على التعلم، أسعى لأن أكون أمهم وصديقتهم وأن أكون قريبة منهم وأشاركهم اهتماماتهم، وأشجعهم على أن يكونوا على طبيعتهم .

كيف تستطيعين التوفيق بين كونك أماً وامرأة عاملة؟

أنا سعيدة لكوني أماً وامرأة عاملة، وعلى الرغم من مسؤولياتي أنا ناجحة في عملي وفي بيتي وهذا احتاج مجهوداً كبيراً مني في تنظيم الوقت، وتعويد أسرتي على أسلوب حياة مخطط أراعي فيه التوازن بين احتياجات العمل واحتياجات أطفالي وبيتي، وبهذا أقدم لأبنائي مثالاً طيباً لكيفية تحقيق التوازن بين الأنشطة المختلفة في حياتهم .

ما طموحاتك؟

على المستوى المهني دعم الحركة الثقافية في إمارة الفجيرة ومدينة دبا تحديداً، والارتقاء بمستوى تقديم خدماتنا، وإنشاء مركز ثقافي جديد يخدم هذه التطلعات، وعلى المستوى الشخصي الحصول على دكتوراه ورؤية أبنائي يكبرون ويحققون طموحاتهم، والصحة والعافية .

هل كان لعائلتك دور في صناعة نجاحك؟

كان لعائلتي الدور الكبير في تشكيل شخصيتي وخلق بيئة اجتماعية وتربوية، على نهج تراثنا الإماراتي وتعاليم ديننا الحنيف وعائلتي كبيرة فإخوتي 13 وترتيبي الثالث، لا أنسى فضل والديّ خلال مسيرة حياتي وتضحيتهما من أجلي خلال فترة طفولتي وتعليمي وتوجيهاتهما التي خطت مسار حياتي حتى اللحظة، أنا أو باقي إخوتي وأخواتي . ولا أنسي دور زوجي في تشجيع طموحاتي ومساندته الدائمة لي على المستوى المهني وفي البيت، وفخره بما وصلت إليه .

المصدر : الخليج 20 مايو 2011