قطريون يستأجرون غرفاً خاصة في المقاهي لضمان الخصوصية

لجأ شباب قطريون إلى إنشاء مجالس وغرف خاصة في المقاهي، تجمعهم مع بعضهم، وتوفر لهم أمكنة يمارسون فيها اللعب والسمر ومشاهدة المباريات، ولعب البلياردو بعيدا عن أعين الزبائن الآخرين. وتشهد الظاهرة تزايدا ملحوظا، حيث يؤكد شباب أن المقاهي فتحت المجال لهم، لكي يتجمعوا، ويعقدوا جلسات خاصة، توفر لهم الخصوصية، وتبعدهم عن ضجيج المقاهي، التي تكون مكتظة بأشخاص من كافة الجنسيات، والتوجهات الفكرية، والأعمار.

يؤكد علي القحطاني أن ما دفعه لاستئجار غرفة خاصة في المقهى، هو انتشار هذه الموضة بين الشباب، رغم عدم اقتناعه بالفكرة، لكنه لم يجد بداً منها، للالتقاء بأصدقائه، ولكي يساير العصر، وما هو منتشر بين أوساط الشباب هذه الأيام. ويضيف أن أكثرية الشباب، يستأجرون غرفاً خاصة في المقاهي، ويجهزونها على حسابهم بالأثاث ليجلسون بها، دون السماح للغرباء بالدخول إليها، إذ تقتصر على أفراد «الشلة»، وهم مجموعة من الأصدقاء الذين يشتركون في دفع قيمة الإيجار الشهري أو السنوي لأصحاب المقهى، وكذلك بقية المصاريف.

ويقول محمد أحمد «لم أكن أعلم بهذه الموضة الدارجة هذه الأيام، وحسب علمي أن الشباب لجأوا لهذه الفكرة، لكي يؤمنوا مكاناً يجتمعون فيه بحرية، وفي وسط المدينة، دون الحاجة لاستئجار شاليه أو شقة أو الذهاب للمطاعم». ويتابع «بات بمقدورنا اللهو، والجلوس كيفما نشاء، والضحك والمزاح مع بعضنا البعض دون حسيب أو رقيب، بالإضافة إلى توفير الخدمة من قبل المقهى الذي نستأجر منه الغرفة، ونشاهد التلفاز، ونمارس اللعب الإلكترونية، ونتصفح الإنترنت».

 

 

 

في السياق ذاته، يشير عبد الله الشهراني إلى أن الجلوس في المقاهي ممتع رغم دفع مبالغ طائلة كقيمة إيجارية، حيث أنه متاح للشباب مشاهدة المباريات، وتصفح الإنترنت، وتناول المشروبات والشيشة، كما أنها تكون فرصة للالتقاء واستقبال الأصدقاء والمعارف، موضحاً أن «هذه الطريقة مناسبة للمجتمع الذي يعيش بمستوى عال من الرفاهية، حيث أن المقاهي تشهد ازدحاماً مستمراً وضوضاء مزعجة، ولكن الغرف داخل المقاهي، عبارة عن مقاه مصغرة، يختار مرتادوها من يجالسونهم، كما يختارون الأثاث، ويكون المكان مخصصاً لهم، ولو كان الأمر يكلفهم غالياً، فلا ضير بالدفع، مقابل الراحة والرفاهية حتى في المقهى».

اجتماع يومي

يقول الشهراني «اتفقت مع عدد من أصدقائي من المدخنين على أن نستأجر غرفة خاصة في مقهى يقع اختيارنا عليه من حيث الأسعار والخدمات التي يقدمها وأنواع المشروبات، وطريقة تحضير الشيشة التي تحتاج إلى خبرة في تجهيزها لكسب الزبون، خاصة أن عملية التجهيز تختلف من مقهى لآخر، وبعد ذلك يتم الاتفاق مع مدير المقهى على استئجار غرفة خاصة بشكل شهري، ومن ثم يتم فرش الغرفة وتجهيزها بكل ما تحتاج إليه من تلفزيون ومكيفات وكنب وألعاب مختلفة، وبعد تجهيزها نبدأ التجمع بها مع الأصدقاء بشكل يومي». ويضيف «في الحقيقة الهدف من وراء ذلك كسر الروتين اليومي، هذا بالإضافة إلى الابتعاد عن الإزعاج وتجاوز حاجز الملل الذي يعاني منه الكثير من الشباب، ولو أن بعض المقاهي أصبحت تستغل زيادة طلب الشباب لهذه الغرف برفع قيمة الإيجار الشهري التي بدأت أولا بألف ريال، ومن ثم زادت الأسعار لتصل إلى 2000 ريال، وبعد ذلك إلى ثلاثة آلاف ريال يتم دفعها نقداً نهاية كل شهر لصاحب المقهى».

ويشير إلى أن هناك بعض المقاهي تتوافر بها غرف خمس نجوم، خاصة تم تأجيرها للشباب، ما يؤكد أن هذه المقاهي باتت تزاول أنشطة مختلفة. ويقول «يقضي بعض الشباب أكثر من عشر ساعات في المقهى، والبعض الآخر يبقون حتى الساعات المتأخرة من الليل وربما تصل إلى الفجر، وذلك خلال الإجازات الأسبوعية وأوقات عرض المباريات، حيث يجتمع الأصدقاء جميعهم في الغرفة لمشاهدتها وسط أجواء حماسية وتحديات فيما بينهم والرهان على أن يدفع حساب قيمة الشيشة والمشروبات الساخنة والباردة من يخسر فريقه في المباراة».

رفض الاستغلال

من جانبه، يرفض سالم المري هذه الفكرة، معتبرا إياها استغلالاً من قبل المقاهي للشباب، حيث يشير إلى أن بعض المقاهي أصبح اعتماده الكلي على تأجير الغرف الخاصة للشباب، وهدفهم من ذلك الكسب المربح، مستنكراً أن الجهات ذات الاختصاص لم تتدخل حتى الآن لمنع انتشار هذه الظاهرة التي أصبحت تستنزف أموال الشباب، مطالبا الجهات ذات الصلة بالعمل على تخفيض قيمة تأجير الغرف الخاصة بالمقاهي.

ويضيف المري أن هناك استغلالا واضحا من قبل أصحاب المقاهي، الذين حرصوا على رفع قيمة التأجير التي تعتبر كبيرة لتعويض الخسارة، وتعتبر دخلا مربحا يعتمد عليه أصحاب المقاهي.
 ويطالب أيضا بفرض رقابة صارمة على بعض المقاهي التي استغلت ضعف الرقابة برفع أسعارها ابتداء من الغرف الخاصة وانتهاء بأسعار المشروبات، وفرض رسوم كقيمة لمشاهدة المباريات، واستخدام الإنترنت التي باتت تعتمد عليها أيضا في الربح واستغلال الزبائن.
ويقول إبراهيم الدوسري «أتوقع أنه مع حلول فصل الصيف سيزيد الإقبال على المقاهي، واستئجار الغرف الخاصة فيها بسبب الأحداث القائمة في مختلف البلدان العربية التي لها تأثير كبير على السفر والسياحة في تلك الدول، ولذا من المتوقع أن يتوجه الشباب إلى المقاهي خلال هذه الفترة لاستئجار غرف خاصة في المقاهي يقضون فيها أيام إجازاتهم الصيفية».

المصدر : الاتحاد 7 يونيو 2011

Related posts