إجلاء السكان وإيواؤهم في شقق فندقية – حريق يلتهم محال و4 طوابق من بناية في الفجيرة

شب حريق هائل، صباح أمس، في بناية سكنية مكونة من 6 طوابق تقع في منطقة تجارية وتطل على شارع الشيخ زايد بالفجيرة . وغطت سحب الدخان سماء المدينة، حيث خلفت السنة النيران التي تطايرت بكثافة بفعل الرياح القوية خسائرمادية فادحة، فيما لم يصب أحد من السكان بأذى، بينما التهمت النيران 7 سيارات كانت تقف أمام المبنى وجميع محتويات المحل التجاري مصدر الحريق وامتدت ألسنتها لتلتهم الطوابق العلوية حتى الرابع .

وتمكن رجال الإطفاء من إنقاذ السكان وإجلائهم من داخل المبنى سالمين، فيما نجحت أجهزة الدفاع المدني مدعومة بوحدات العمليات والطوارئ بشرطة الفجيرة من السيطرة على الحريق، الذي يعد الأول من نوعه في الفجيرة، والحيلولة دون اتساع رقعته وانتشارها إلى محطة الإمارت للوقود المجاورة والمباني السكنية والتجارية الأخرى، وقامت الهئية الاتحادية للكهرباء والمياه بفصل التيار الكهربائي عن جميع المباني بالمنطقة كإجراء احترازي .

وقال العقيد علي عبيد الطنيجي، مدير إدارة الدفاع المدني بالفجيرة “إن غرفة العمليات تلقت بلاغاً في الحادية عشرة وعشرين دقيقة صباح أمس بنشوب حريق في إحدى البنايات المطلة على شارع الشيخ زايد، فانتقلت على الفور فرق الدفاع المدني من جميع مراكز المدينة مدعومة بإسناد من قسم الدفاع المدني بكلباء ودائرة الأشغال العامة بالفجيرة، وبدأت التعامل مع الحريق مستخدمة مواد الفوم والمياه والسلالم المتحركة للتعامل مع النيران في الطوابق العلوية” .

وتابع “الحريق بدأ من محل لبيع الملابس والأدوات المنزلية في الدور الأرضي، ونسبة للرياح العاصفة التي ميزت طقس الفجيرة أمس إلى جانب احتواء المحل على مواد قابلة للاشتعال، انتشرت ألسنته سريعاً حتى الطابق الرابع” .

وأكد الطنيجي أن إدارته ركزت جهودها في البداية لإنقاذ السكان وإجلائهم من المبنى بواسطة فريق متخصص مدعوم بالآليات اللازمة، كما تم إجراء التفتيش المبدئي للمبنى حتى الطابق السادس للتأكد من خلو المبنى من السكان، حيث لم يتم العثور على أي شخص، فيما تولى فريق آخر مهمة التعامل مع النيران والسيطرة عليها ومنع انتشارها، خاصة جهة محطة البترول التي تجاور البناية .

وأوضح أن الحريق استمر أكثر من 4 ساعات، وبعد إخماده تم إجراء عملية التبريد، وإجراء تفتيش احترازي آخر للمبنى للتأكد من عدم وجود شخص بالمبنى، مشيداً بالتجاوب الذي وجدته إدارته من الأجهزة الأخرى .

من ناحيته، أكد العقيد محمد راشد بن نايع نائب القائد العام لشرطة الفجيرة، الذي أشرف على عملية إطفاء الحريق، أنه تم تشكيل فريق عمل لوجستي في مكان الحريق ضم وحدات الدفاع المدني والشرطة لمتابعة تطورات الحريق ووضع الخطط العملية لمحاصرته من جميع الجهات وتطويق ألسنة اللهب والحيلولة دون انتشارها إلى المواقع السكنية والتجارية المجاورة خاصة محطة الإمارات للتزود بالوقود، التي تلاصق المبنى المحترق والتي تمت حمايتها بشكل خاص، وتم بنجاح إجلاء سكان البناية وإيواؤهم بشكل مؤقت في مركز المدينة لتسجيل بياناتهم، تمهيداً لنقلهم إلى مأوى آمنة، إلى جانب حشد جميع سيارات الإسعاف للتعامل مع أي طارئ والتدخل في حالات الإصابة، لافتاً إلى أن الحريق لم يخلف أي إصابات وسط السكان أو رجال الإطفاء باستثناء الخسائر المادية التي خلفها، حيث احترقت 7 سيارات بشكل كامل أمام المبنى، فضلاً عن الخسائر الأخرى الجاري رصدها، كما تم قطع الكهرباء تجنباً لوقوع خسائر بشرية، وتحويل حركة السير بواسطة الدوريات المرورية من الطرق المؤدية إلى مكان الحريق لطرق بديلة أكثر أماناً وانسيابية . وأضاف أن أسباب نشوب الحريق مجهولة حتى الآن، وأن إدارته ستتولى التحقيق لمعرفة أسبابه، وأن العقيد حميد اليماحي مدير عام العمليات الشرطية بالقيادة وفريقه العمل قام ميدانياً بتطويق المكان والتحفظ عليه لحين انتداب خبير الحرائق لمعاينته بغية التوصل لأسباب اندلاعه .

بدوره، قال المقدم سعيد الحمر، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة لشرطة الفجيرة، إن سكان المبنى المؤلف من 6 طوابق ويضم 26 شقة يبلغ عددهم أكثر من 50 شخصاً، مشيراً إلى إدارته قامت بحصر مبدئي .

عون ميداني لـ 16 أسرة

قال سهيل القاضي، مدير فرع هيئة الهلال الأحمر بالفجيرة، إن إدارته بالتعاون مع الشرطة بادرت بتقديم العون والمساندة ميدانياً وتوفير الدعم النفسي للسكان من خلال رصد الأسر المقيمة بالبناية والعمل على إيوائهم، حيث تم فعلياً حصر الحالات المتضررة البالغ عددها 16 أسرة وتسكين أفرادها في شقق فندقية كوضع مؤقت لحين الانتهاء من وضع الترتيبات النهائية لتسكينهم .

آلاف الأشخاص تابعوا إخماد الحريق

احتشد آلاف الأشخاص عند موقع الحريق الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الإمارة، وظلوا رغم هجير الشمس اللافح والرياح العاتية يتطلعون بحب استطلاع جارف لعمليات إخماده، فيما فرضت قوات الشرطة طوقاً أمنياً من جميع الجهات لمنع الازدحام وإفساح المجال أمام رجال الدفاع المدني للتعامل مع الحريق .

إجلاء سريع

يقول محمد السيد (مصري الجنسية) أحد سكان البناية: “عند اندلاع النيران كنت نائماً، فاستيقظت اثر الأصوات المتعالية بالمبنى، وتم إجلاؤنا بسرعة قصوى من المبنى الذي شهد مدخله اكتظاظاً بالسكان عند إجلائهم من دون أن يصاب أحد بمكروه، ونقلنا جميعاً إلى مركز شرطة المدينة، حيث دونت بياناتنا . ولا نملك إلا أن نشيد بدور رجال الشرطة والدفاع المدني الذين كان لهم الفضل في نجاتنا من خطر الاحتراق .

المصدر : الخليج 18 يونيو 2011

Related posts