التراث في أحضان متحف سعيد اليماحي في منطقة الطويين

في إمارة الفجيرة بمنطقة الطويين، وتحديداً في قرية الريامة، يقدم المواطن سعيد خميس سعيد اليماحي وزوجته أم راشد نموذجاً لكيفية المحافظة على التراث والاهتمام به، كما يقدم تجربة في جمع التراث الخاص بالمنطقة في متحفه الشعبي الذي أقامه في هذه القرية بمبادرة شخصية منه لتعريف الأجيال الجديدة بماضيهم وتاريخ أجدادهم والحياة القاسية التي عاشوها إضافة إلى تعريف السياح والزوار الأجانب بذلك .

ويحمل المتحف بين زواياه ملامح الماضي ويجسد صورة صادقة لنمط الحياة وأدوات الإنسان الإماراتي التي عاش معها وبها وطوّعها في حقبة من الزمن . وفي المتحف مجسمات عديدة للمنازل القديمة والمطبخ التقليدي ومكوناته والمجالس إضافة إلى الأزياء وأدوات زينة المرأة ومقتنياتها والحلي وغرف نوم الصغار وبئر الماء التقليدية والعديد من المجسمات لمختلف العادات والتقاليد القديمة .

ويضم المتحف مقتنيات متوارثة عن الأجداد تتنوع بين العملات والفخاريات والأواني النحاسية والمعدنية القديمة وبعض الأدوات المنزلية المصنوعة من سعف وجريد النخيل إلى جانب بعض الأدوات الموسيقية والزراعية وأدوات الري والعلاج قديماً .

يقول اليماحي: تأسس المتحف عام 2005 عن إيمان مطلق وقناعة بضرورة ترجمة رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في إحياء التراث الشعبي والمحافظة عليه من الاندثار وغرسه في نفوس الأجيال الجديدة لدعم التمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة، وأصبح ذلك واجباً وطنياً، على الجميع القيام به، إضافة إلى إطلاع السياح على التراث وإبراز تطور الدولة .

وأشار اليماحي إلى أن إمارة الفجيرة، وخاصة منطقة الطويين، تتمتع بتراث كبير ومناظر طبيعية خلابة تحتاج إلى الاهتمام بها وإبرازها، وأن ذلك ما شجعه على إقامة المتحف في بيته للزوار من جميع أنحاء الدولة وخارجها .

ويقول اليماحي: يشاهد الزائر في المتحف العديد من نماذج أنماط الحياة القديمة والأدوات القديمة التي كان أجدادنا يستعملونها في مختلف طقوس حياتهم اليومية والصناعات مثل صناعة الألبان ومشتقاتها منها “الضبية والركابة والشكوة”، وصناعة العقاقير الطبية والزراعية ومختلف الحرف التي ازدهرت في زمن الآباء والأجداد، إضافة إلى أزياء تعود لمئات السنين .

ويضيف: في زواية أخرى يرى الزائر دلال القهوة ومواقد النار ومحاميس القهوة والكثير من الأواني النحاسية والمعدنية التي كان أجدادنا يستخدمونها في الطهي وحفظ الماء مثل القدور القديمة والسعن والصناديق وقربة الماء والخابية وطاسة “الرعبة” كما يعرض المتحف العديد من الأدوات التي استخدمها الأجداد في الإنارة منها “الفانوس والسراج”، والعديد من الأطباق المصنوعة من القش وجريد وسعف النخيل التي تحمل زخارف جميلة مصنوعة بإتقان كبير، إضافة إلى العملات الأثرية والفخاريات بأشكالها المتنوعة . وهناك صندوق مصنوع من خشب الزان كانت العرائس يضعن فيه جهازهن .

أم راشد تقول: ولعي بالتحف والأدوات القديمة وخاصة بما يتعلق بالتراث في منطقة الطويين جعلني أعبر عن عادات وتقاليد أهالي المنطقة والمناطق المجاورة قديماً من خلال مجسمات صنعتها لتروي تفاصيل البيئة المحلية القديمة كافة وكل ما يتعلق بالحرف التقليدية القديمة بما فيها من عادات وتقاليد وسلوكيات إنسانية واجتماعية .

وأضافت: هناك خطة طموحة لتفعيل دور المتحف في المجتمع من خلال احتضان سلسلة من الأنشطة الاجتماعية والتراثية .

Related posts