مواطنون في الفجيرة يطلبون تخصيـص مساكن لأبنائهم

يعاني مواطنون في الفجيرة تكدس عائلاتهم في منازل قديمة، لا يتجاوز عدد غرفها ثلاث غرف، وأكدوا أن أبناءهم بعد زواجهم يقيمون معهم عن طريق بناء غرف إضافية من مادة الأسبستوس، وجذوع النخيل، مطالبين بمنح أبنائهم أراضي ليتمكنوا من بناء مساكن منفصلة عن مساكن عائلاتهم.

في المقابل، أكد برنامج الشيخ زايد للإسكان في رده على اسئلة «الإمارات اليوم» أن البرنامج يحرص على إنشاء منازل تناسب المستفيدين من حيث عدد الغرف والاتساع، مشيراً إلى أن تلك العائلات اختارت أن تعيش أكثر من عائلة في مسكن واحد، حيث يتزوج الأبناء ويسكنون مع آبائهم، فالمنزل الذي أنشئ لعائلة واحدة أصبح يضم أكثر من عائلة.

وأشار إلى أنه تلقى شكاوى عدة لمثل هذه المشكلة، وعند البحث فيها تبين أنهم ميسورو الحال، وتفضل مثل تلك العائلات العيش في نظام العائلة الممتدة، ما أدى إلى تكدس اكثر من عائلة في منزل يكفي لعائلة واحدة فقط.

وقال ان البرنامج ينظر إلى هذه الأسر من ناحية إنسانية، فإذا كان دخلهم المالي ضعيفاً، ولا يستطيعون إنشاء إضافات أو انتقال أبنائهم لمنازل أخرى، يتم تصنيفهم في هذه الحالة ضمن الفئات المستحقة.

وفي التفاصيل، قالت المواطنة فاطمة راشد، من منطقة الطويين في إمارة الفجيرة، إن منزلها تعيش فيه أربع عائلات مكونة من 22 فرداً، فأبناؤها وأحفادها يشاركونها مسكنها المكون من ثلاث غرف، وأضافت «اضطررنا إلى تحويل المجلس الى غرفة ليستطيع أحد أبنائي الزواج والاستقرار فيها، حيث يسكن ابني الاكبر وزوجته وأبناؤهما الأربعة في غرفة واحدة، وولدي الثاني وزوجته وأطفاله الثلاثة في غرفة أخرى، وابني الثالث يرغب في الزواج، ولكن لا توجد لدينا غرفة خالية ليسكن فيها مع زوجته».

وأكدت أنها بنت غرفتين في ساحة منزلها، بالإضافة إلى غرفة من جريد النخيل للخادمة، رغم ضيق مساحة المطبخ، ولجأت الى وضع بعض أدوات المطبخ في غرفة نوم زوجها.

وعن سبب المشكلة، أوضحت انه لم يتم الموافقة على تخصيص أي قطعة ارض لأبنائها أو منحة من قبل برنامج الشيخ زايد أو بلدية الفجيرة، وقالت إنها تراجع بلدية الفجيرة منذ 11 عاماً، ولم تتلق أي استجابة لذلك، كما هو الحال مع دائرة الأشغال، كما تقدمت بطلب للبرنامج منذ عام ،2001 ولم يتم الموافقة على طلبها، على الرغم من زيارة فريق من البرنامج لمنزلها وإعداد تقرير يفيد بأنهم من العائلات المستحقة.

وتعيش عائلة أخرى مكونة من 20 فرداً من منطقة الفجيرة في منزل واحد، وقالت (أم راشد) «نعيش في منزل متهالك عبارة عن غرفتين وغرفة طعام ومجلس وحمام، وينام كل خمسة أطفال في غرفة، حتى المجلس حولناه غرفة ليستوعب عددنا الكبير، وقمنا بتحويل مدخل المنزل لصالة نجلس فيها».

وتابعت «ثلاثة من أولادي ينامون في المستودع، وآخرون في الممر، وأنا وابنتي نتشارك غرفة الطعام، والمطبخ أصبح مكاناً لطهي طعامنا في الصباح، وغرفة نوم للخادمة في المساء».

وأضافت ان نفسية أبنائها أصبحت سيئة بسبب كثرة عددهم وضيق المنزل، مناشدة بلدية الفجيرة توفير مسكن يستوعب أفراد عائلتها، خصوصاً ان ظروفها المادية صعبة ولا تستطيع توسعة منزلها.

وقالت (أم محمد) ان عائلتها مكونة من 12 فرداً تعيش في منزل آيل للسقوط عمره أكثر من 37 عاماً، مشيرة إلى ان لديها 10 فتيات في مراحل عمرية مختلفة، وجميعهن يتقاسمن ثلاث غرف، وقد حولت المطبخ لغرفة، وبنى زوجها على حسابه الخاص صالة للضيوف، ومطبخاً جديداً.

وتتابع أنها تقدمت بطلب منحة من برنامج الشيخ زايد للإسكان منذ ثلاث سنوات، وردوا عليها بأنها من الفئة المستحقة للمنح.

فيما يضم منزل (نعيمة) 16 فرداً، وهو مكون من ثلاث غرف، ويقيم معها اثنان من من أبنائها المتزوجين، وتقول «تكمن مشكلتنا في تأخر منح أبنائي أراضي او منح لبناء منزل، ويفترض أن يكونوا مع أسرهم في منازلهم الجديدة».

وأكدت أنها سكنت المنزل منذ بداية سنوات زواجها، حتى رزقت بأبنائها وأحفادها، وتوفي زوجها ولم تحصل على منحة سكن، مشيرة الى انها ستزوج ابنها قريباً وسيسكن معها ، وأكدت أنها «قدمت طلباً لمسكن جديد منذ سبع سنوات تقريباً».

وقالت (سلمى): «زاد عددنا حتى أصبحنا أربع عائلات تسكن ثلاث غرف قديمة، فاضطررنا إلى بناء ثلاث غرف أخرى من الأسبستوس، لأن المنزل لم يعد يسعنا». وتابعت ان طلب منحة الأرض أكمل 10 سنوات، ولم نحصل على الموافقة حتى الآن.

ومن منطقة العوييد، قالت المواطنة (أم حمدان)، ان «منزلها قديم عمره أكثر من 30 عاماً، ويضم حالياً 13 شخصاً في غرفتين ومجلس وحمام، حيث تسكن الجدة والابن وعائلته في المسكن نفسه.

وتابعت: نظراً لكثرة عددنا قمنا بتحويل مرافق المنزل لغرف نوم، فاستغنينا عن غرفة الطعام وحولناها غرفة نوم»، مضيفة أن مشكلة تكدس العائلات في المنطقة لا يمكن حلها إلا عن طريق الاستغناء عن بعض مرافق المنزل.

قالت (أم عيسى): «منزلي المكون من ثلاث غرف تسكنه أكثر من أربع عائلات، فأعمامي وإخوتي المتزوجين كانوا يشاركوننا المنزل، ولكن من فترة بسيطة استقلوا بمساكن جديدة».

وأوضحت أن «المشكلة مازالت قائمة، فمازال إخوتي الـ13 الصغار يتقاسمون الغرف الثلاث المتهالكة وحمام واحد»، مضيفة أن «المنزل الحالي يضم ثلاثة أجيال منذ أكثر من 35 عاماً».

المصدر : الامارات اليوم 17 اكتوبر 2010

Related posts