يافاعل خير يا ملاقي شر – سجّل سيارة صديقه باسمه فطالبته الشرطة بـ 70 ألف درهم مخالفات

“لا تعمل المعروف في غير أهله” عبارة أو وصيّة، أصاب سهمها أحد الشباب المواطنين في إمارة عجمان، بعدما فوجئ أن المعروف الذي أسداه لأحد أصدقائه لمساعدته في شراء سيارة عن طريق البنك، جلب له “وجع راس”، وجعله في وضع لا يحسد عليه، وحوّله إلى مطلوب عند أجهزة الشرطة لتسديد مخالفات مترتبة على سيارة زميله الجديدة بقيمة 70 ألف درهم أو يزيد   .

 

في التفاصيل، كشفت سجلات إدارة المرور والدوريات في عجمان عن ارتكاب شاب مواطن في منتصف العشرينات من عمره، مخالفات مرورية خلال سنة بقيمة تراوحت حول 70 ألف درهم، أغلبيتها مخالفات رادار وقيادة بطيش وتهور، في وقت ذكرت فيه أن السيارة التي كان يقودها هذا الشاب عندما ضبطته دورية الشرطة، لم تكن مسجلة باسمه، وإنما باسم شخص آخر، تبين لاحقاً أن هذا الأخير هو صديق له، كفله في البنك لشراء سيارة حديثة تتجاوز قيمتها 150 ألف درهم، وبقيت السيارة مسجلة باسم الكفيل إلى حين انتهاء المستفيد من تسديد أقساطها للبنك   .

 

ليس هذا وحسب، بل إن الشاب الذي اشترى السيارة لم يلتزم بدفع أقساط البنك الشهرية، كما تم الاتفاق مع صديقه، الذي اضطر أكثر من مرة لتسديدها حتى لا يعكر صفو سمعته المالية مع البنك، وحتى يعين صديقه الذي ظهر في هذه القصة بمظهر لا ينفع معه المعروف “إن جاز لنا التعبير”   .

 

وأشارت إدارة المرور والدوريات إلى أنها احتجزت السيارة المذكورة، أربعة شهور إلى حين الاتفاق بين سائقها وكفيله، على كيفية دفع قيمة المخالفات المترتبة عليها وتحرير قيدها من ساحة الحجز، لافتة إلى أن العملية مرت بمد وجزر قبل أن تسوى ويدفع قيمتها السائق   .

 

بالقلم والورقة، إذا قسمنا قيمة المخالفات التي ارتكبها بطل قصتنا، 70 ألف درهم، على عدد أيام السنة 365 يوماً، نجد أنه في المتوسط كان يرتكب مخالفة يومياً بنحو 200 درهم   .

 

بعد هذه القصة قد يظن البعض أن 70 ألف درهم ليست كثيرة، وأن آخرين ارتكبوا مخالفات بمبالغ أكبر منها، لكنها ثقيلة جداً على شاب لم يتجاوز عمره 25 عاماً، وربما يكون بلا عمل، خصوصاً أنه تعثّر في أكثر من مرة في دفع أقساط سيارته الشهرية، مثلما يظهر أن ولي أمره غير قادر على شراء سيارة له وإلا لما اضطر إلى “الاستعانة بصديق”   .

 

وإذا افترضنا جدلاً أن هذا الشاب تمكّن من تسوية المشكلة مع صديقه، ودفع مخالفات سيارته، وتحريرها من الحجز، إلا أن ثمة أسئلة مازالت محجوزة في عقولنا، وتحتاج إلى مجيب لفك قيدها، وهي: ما الذي دفع هذا الشاب إلى ارتكاب مخالفات بهذه القيمة؟ ولماذا هذا الاستهتار بحياته وحياة الآخرين؟ أهكذا يرد المعروف إلى أهله؟ أين ولي أمره، وكيف يسمح له بشراء سيارة بهذا الثمن الذي لا يملك ولو جزءاً منه؟ ما العمل لردع مثل هؤلاء؟ هل الغرامات المالية كافية وحدها؟. الخليج

Related posts